هل يلجا الانقلابيين في النيجر الي السحر لحماية بلادهم ! كتبه علاء الدين محمد ابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 05:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-15-2023, 12:46 PM

علاء الدين محمد ابكر
<aعلاء الدين محمد ابكر
تاريخ التسجيل: 10-14-2019
مجموع المشاركات: 761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل يلجا الانقلابيين في النيجر الي السحر لحماية بلادهم ! كتبه علاء الدين محمد ابكر

    12:46 PM August, 15 2023

    سودانيز اون لاين
    علاء الدين محمد ابكر-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    السحر او الشعوذة هي الاستعانة بعالم ما وراء الطبيعة لانجاز مهام خارقة تفوق قدرات البشر و هي ثقافة منتشرة بشكل كبير في العالم خاصة في القارة الافريقية و تحديداً في غربها حيث يوجد هناك سحرة مهرة مدربين يستطيعون ترقيص الاشجار دع عنك ترويض بني البشر و هناك الكثير من القصص و الروايات التي تشيب لها الولدان عن الخوارق التي هي اقرب إلى حكاوي الأساطير والخرافات و سوف اتناولها في الحلقات القادمة

    كنت قبل سنوات قد اطلعت على كتاب رائع جدا كتبه رحالة الالماني في منتصف القرن القبل الماضي يصف فيه رحلته من غرب أفريقيا مرور بدارفور الواقعة علي تخوم وسط شرق افريقيا حيث اورد الكاتب قصص عن بعض المواقف الطريفة لبعض الممارسات السحرية و من بينها انتداب بعض الجن لحماية المنازل من السرقات و تحصين فروج النساء من غواية العشاق الذين يحاولون سرقة عقول واللباب ذوات الحسن والجمال من مهام الجن الاخري تسخيرها لحماية الماشية من السرقة وحتي لتامين الزراعة من السرقة عندما يحين وقت حصادها و حتي عند اشتعال الحروب عندما ينكسر الجيش منهزما ويتعرض الي شبح المطاردة حينها يتدخل السحرة بتحويل الجنود المهزومين الي هيئة اشجار او علي شاكلة حيوانات فيمر بهم جموع الجيش المهاجم المطارد ولا يجدون لهم اثر ذلك يرجع الي قوة السحر الاسود الذي يسحر العيون حتي يخيل للشخص ان ما يحدث امامه حقيقة ، الكتاب تحفة فنية في السرد و يستحق القراءة وهو يحوي تفاصيل مهمة عن جغرافية وتاريخ تلك البقاع من غرب و وسط أفريقيا المهم في الأمر ان السحر منتشر بشدة في افريقيا والسكان المحليين هناك يعتقدون فيه بشدة

    وفي العصر الحديث حاول بعض الحكام الاستعانة باعمال السحر لحماية عروشهم ولكن رغم ذلك كان مصيرهم السقوط و هناك اسباب خفية وراء فشل استعانة الحكام بالسحر وقوي ما وراء الطبيعة منها ان الكاهن الذي يلجأ اليه الحاكم لايستطيع اقناع الحاكم بان مفول السحر موقت وقد يزول في حال وجود مضاد له و الكاهن عندما يحاول اقناعه بان ايامه في الحكم سوف تنتهي عند وقت معلوم حينما يغضب الحاكم و يحاول التملص والمراوغة من الكاهن ظن منه ان ما يحدث له مؤامرة تهدف الى الاطاحه به من السلطة ويرفض توقعات الكاهن الذي كان قبل سنوات مضت قد اخبره عن ما سوف يحدث له في المستقبل و في اخر المطاف تكون النهاية هي بسقوط الحاكم الذي لم يتقبل في السابق الحقيقة

    ويظل عالم ما وراء الطبيعة زاخر بالكثير من المثير للاهتمام بالرغم من ان هناك اصوات علمية واخري دينية تري انه مخالف للعقيدة و المنطق الا ان السحر يظل جزء اصيل من ثقافة العديد من شعوب الأرض و لكن هل السحر وحده يكفي في هذا الزمان ؟
    هذا هو السوال فالسحر في زماننا هذا لا يستطيع وحده فعل شي امام القدرات العلمية الخارقة التي استطاعت ترويض حتي الاشعة الفوق بنفسجية و الاشعة التحت الحمراء و التي تتحرك علي ضوءها كائنات ما وراء الطبيعة فالتعامل مع هذا العالم يحتاج الي مقدرات خارقة وقليل من الناس من يستطيع الحصول عليها ، قد يلعب الحظ دور كبير في بعض الامور ولكن الاعتقاد في شي محدد فان ذلك مدخل للهزيمة فالامر بيد السماء التي تعمل علي ترتيب كل شي و السماء ذاتها تدخل في باب ما وراء الطبيعة وهي عوالم مختلفة عن عالم بني البشر و ما علينا الا التفكير والتخطيط ومن ثم التنفيذ وفق معايير محددة وتقبل كل الاحتمالات حتي لا نقع في فخ الصدمة النفسية فاذا لم يحقق الانسان النجاح بالتاكيد فان هناك اسباب يجب عليه معالجتها ولكن وضع الاسباب علي شماعة سوء الطالع فان ذلك هو الظلم الكبير للنفس

    كان الرحالة الاوربين في القرن القبل الماضي يعتقدون ان النيجر هي بلاد السودان الحالي نسبة لتسمية المغاربة لكل البلاد التي تقع جنوب بلادهم بلفظ (السودان) نسبة الي سواد بشرة سكانها حتي اعتقد الرحالة الاوربي الذي اكتشف نهر النيجر في بداية الأمر انه اكتشق نهر النيل و بسبب ذلك الفشل في عدم الوصول الي منابع النيل تم اطلاق اسم النيجر علي ذلك النهر الافريقي بدلا عن اسم النيل و كلمة النيجر مشتقة من لفظ يعني اللون الاسود باللغة اللاتينية ويرمز الي سواد بشرة سكان ضفاف نهر النيجر ونجد نفس الوصف يتطابق علي لفظ ( اثيوبيا ) التي اطلقها الاغريق علي سكان ضفاف انهار النيل في موضع السودان الحالي الذي يعني باصحاب البشرة المحروقة

    ومن الطريف ان السودان الحالي الذي نعيش فيه الان لم يكن اهله يعرفون انه يسمي بالسودان فقد كانت البلاد غير موحدة سياسياً حيث توجد فيها ممالك محلية تسمي كل بقعة منها بالمكون الاجتماعي الذي يحكمها مثالا لذلك دولة الفونج او السلطنة الزرقاء و تشمل المناطق الواقعة جنوب الثلال الثالث شمالا و جنوبا حتي بلاد الدينكا ( تقع الان في جمهورية جنوب السودان) و غربا تشمل كردفان ( متنازع عليها مع سلطنة الفور ) و شرقا حتي منطقة بني شنقول ( تقع اليوم تحت الاحتلال الاثيوبي) و سبب تسمية مملكة الفونج بالسلطنة الزرقاء كان لتمييزها عن السلطنة الحمراء العثمانية في تركيا والتي قام سلطانها سليم باحتلال مصر في العام 1517م وضم معها الأجزاء الشمالية للشلال الثالث والتي تعرف بالنوبة العليا (النوبة السفلي تقع اليوم جنوب مصر) والمنطقة الثانية كانت تعرف بسلطنة الفور والتي كانت حدودها الغربية تحدها مملكة وداي التي تقع اليوم في (جمهورية تشاد ) وشرقا تحدها دولة الفونج وكثير ما كانت تندلع بينهم حروب للسيادة علي منطقة كردفان والتي كان يحكمها فرع من الفور يعرف ( بالمسبعات) وشمالا كانت حدود سلطنة الفور تضم منطقة مثلث جنوب مصر الغربي المتاخم مع حدود ليبيا وجنوبا تحدها مناطق بحر العرب شمال بحر الغرال وتخوم الغابات الاستوائية التي تقع اليوم في (جمهورية افريقيا الوسطي) و المنطقة الثالثة كانت مملكة تقلي التي كانت محصورة ما بين غرب النيل الابيض وشمالا جنوب خور ابو حبل وغرب وجنوبا سلسلة جبال النوبة المهم في الامر ان مسمي السودان ظهر مع الاحتلال التركي المصري في العام 1821م ولتميزه عن السودان الفرنسي الذي يضم اليوم دول مالي والسنغال والنيجر تم اطلاق اسم السودان المصري عليه ولاحقا صار السودان يحمل اسم السودان المصري الانجليزي في العام 1898م بينما تحول السودان الغربي الي السودان الفرنسي وعقب استقلال دول مالي والسنغال سنة 1959 عن المستعمر الفرنسي تم اطلاق اسم الجمهورية السودانية علي اتحاد (مالي السنغال) الشي احدث تناقضات دبلوماسية في المحافل الدولية حول حمل بلدين لنفس الاسم مما جعل حكومة السودان الذي يقع في شرق القارة يفكر في تغير اسم البلاد و وقع الاختيار علي اسم (سنار) لتكون اسم مميز عن جمهورية السودان التي تقع في غرب القارة و لكن الذي منع ذلك هو فشل الاتحاد ما بين (السنغال ومالي) في العام 1960 واختيار كل بلد اسم خاص به كدولة مستقلة فاختارت مالي اسمها الحالي المنسوب الي اخر مملكة كانت سائدة قبل تعرضها للاحتلال الفرنسي واختارت السنغال اسمها المشتق من اشهر الانهار التي تشقها حيث عرفت بالسنغال ،

    الاقليم الواقع ما بين ساحل المحيط الأطلسي غربا وحتي سواحل البحر الاحمر شرقا يطلق عليه اسم السودان وذلك نسبة لتعامد اشعة الشمس عليه طوال العام مما يكسب سكان ذلك الاقليم صبغة جسدية واحدة وتداخل ثقافي واجتماعي في ما بينهم ، و تدفق الهجرات من غرب وشمال افريقيا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لاداء مناسك العمرة والحج وطلب العلم في الازهر وكذلك بيع الرقيق في اسواق الشرق و فصول الجفاف التصحر التي اصابت القارة الافريقية كل تلك العوامل ساهمت علي انصهار سكان ذلك الاقليم في ما بينهم وبالمقابل لعب الاستعمار البريطاني والفرنسي دور كبير في تقطيع أوصال التواصل الاجتماعي بين ابناء ذلك الاقليم بفرض الحدود السياسية في ما بين تلك الشعوب مع حرص الاستعمار علي سرقة الموارد الطبيعية من ذهب و يورانيوم وغيرها من الثروات وبث الفتنة بين السكان المحليين

    النيجر بلد فقير بالرغم انه من رابع دول العالم امتلاك لليورانيوم الذي يدخل في صناعة الاسلحة النووية و توليد الكهرباء في محطات الطاقة النووية ويمتلك مخزون ضخم من معدن الذهب و التي لو وجدت حكم رشيدة لكانت اليوم من افضل الدول اقتصادياً ولاكتفت من توفير و بيع الطاقة الكهربائية لدول الجوار عبر الاستفادة من اليورانيوم ، ان ثروات البلاد ينبغي توظيفها لخدمة الشعوب لا ان تذهب إلى جيوب الافراد و الشعب السوداني شبيه بالنيجر من حيث عدم الاستفادة من الثروات والموارد حيث تكثر فيه الانقلابات العسكرية التي تعطل حركة التنمية والنهوض فالحل الوحيد لنهضة افريقيا يكمن في ترسيخ الديمقراطية والمدنية وسيادة حكم القانون حتي تنهض القارة الافريقية وتلحق بركب الامم والشعوب

    و كما قلت سابقا ان النيجر من الدول الفقيرة ولا تملك القدرة على خوض الحرب ضد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (الايكواس) و بلا شك فان المتضرر
    الأول من اي حرب قادمة هو شعب النيجر الذي اصلا يعاني من الفقر والبطالة فالحل السلمي افضل بتسليم الانقلابيين السلطة الحاكمة الي حكومة مدنية في حال عدم رغبتهم في رجوع الرئيس المعزول محمد بازوم الي الحكم فان ذلك الاجراء قد يحفظ لهم ماء الوجه و لكن استمرارهم في العناد فان الانقلابيين في النيجر سوف يقودون بلادهم الي مشاكل لا حصر لها و في محاولة منهم لتوريط شعبهم في الحرب القادمة طلبوا منهم دعم انقلابهم بالخروج للتظاهر ضد التدخل العسكري القادم لدول غرب أفريقيا في النيجر و بالفعل خرج مواطنيها احتجاج على ما يقولونه انه تدخل في شؤون بلادهم الداخلية بينما اعتكف اهل الدين في النيجر في المساجد بالصلاة والدعاء لمنع اي تدخل عسكري وشيك علي بلادهم ، وقد فشلت عدة اجتماعات للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بهدف اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في النيجر وقد فسر الانقلابيين ذلك الي قوة التأثير الروحي لرجال الدين استناد الي الاعمال الخارقة التي يقومون بها والتي تهدف الي عرقلة اي توافق لدول غرب افريقيا حول موقف موحد حول انقلاب النيجر وربما خلف الكواليس يكون الانقلابين قد طالبوا من عتاة سحرة النيجر العمل علي حماية انقلابهم بتسخير قوي ما وراء الطبيعة ولكن هل يكفي السحر وحده علي صد جحافل الجيوش الغرب الافريقية القادمة؟ اذا علي الانقلابين التفاعل مع الاصوات التي تنادي بالبحث عن حل سلمي في النيجر فاعتماد الانقلابين علي الشيوخ والسحرة بدون اللجوء الي خيارات سياسية جادة فان ذلك سوف يعجل برحيلهم عن السلطة التي استولوا عليها في بحر الاسبوع الماضي و بالطبع لن يكون الرحيل بطريقة كريمة ربما يزج بهم في السجون ، و يبقي السحر الحقيقي في فن الدبلوماسية التي اذا تم استخدامها بشكل سليم فانها قادرة علي تجنيب شعب النيجر و يلات الحروب القادمة

    علاء الدين محمد ابكر
    𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de