حرق هولاكو الحاقد مكتبة بغداد و دار الحكمة. لكن اختفي اثر مدينته تحت الثلوج وبقي التاريخ! كما سيبقي السودان!
قاوم شقيقي حصار الخرطومً لمدةً اثنان وثمانون يوما قبل ان يجبر علي النزوح ومعه اختنا ووالدتنا المسنة. تعرض منزله الكبير للنهب و الدمار بواسطة ثمانية جنود لا يزالونيقيمون في بيته. لكنه بعث لي من منفاه في قريتنا بلنكاسفيري ل194 كتاب تتخصص كلها في تأريخ السودان . كتب محثا الا يضن بها أحدٍ علي غيره في هذه الفترة القاسية التي تتكالب فيها قوي الشر من الكيزان و الجنحويد لإنهاء وجود هذا الوطن العزيز. app.#########.com/y2i1s516m484k مكتبة تاريخ السودان (194 كتابا)
عاد بي هذا الضني الموجع لذكري زيارتي لمنغوليا بلد هولاكو في بدايات التسعينات من القرن الماضي. أشار دليلي ألي أنقاض مدينة مغطاه بالثلوج تماما، قائلا لي كانت المدينةًعاصمة هولاكو خان سفاح المغول و الذي خرج منها لغزو العالم و لتدمير الحضارات في يوليو ١٢٥٢ م و لم يعد اليها. لكنه خلال سنوات غزواته استباح عدة دول و مدن اسلامية و عربية !
اندثرت قراقورم في بدايات ال١٤٠٠م. ولم يبق من هولاكو أثر سوي ذكري جبروته و همجيته: هو الذي أحرقً المدن وقتل الملايين وانشاء جبلا من رووس القتلي في وسط بغداد . وهو الذي استباح النساء (كانت له وحده ٧٠٠ زوجة وسرية و سبية). وهو الذي دمر مدينة بغداد و احرق مكتباتها التي كانت تعد من اضخم الاثار الفكرية في العالم بخزائن كتبها الضخمة التي احتوت انذاك علي مختلف أنواع العلوم والآداب والفنون. وهو الذي دمر بيت الحكمة أثناء حصار بغداد . يقال بان الكتب التي ألقيت من مكتبات بغداد في نهر دجلة كانت بكميات هائلة جعلت مياه النهر سوداء بسبب تسرب الحبر. ولعلهم كانو قد قدموا للبشرية بعض الخير لو نقلوا المكتبة لعاصمتهم في بلاد المغول . ربما قاومت مدينة هولاكو الاندثار و لربما كانت سببا في انعاش (طريق الحرير) و قيمته الاقتصادية و التي بدورها ولت و اندثرت.
مضي كل شي من مجد هذا الباطش المتوحش و بقيت ذكري همجيته و تدميره للحضارة الانسانية خلال فترة قصيرةً رهيبة من الزمن (امبراطورية المغول 1206–1368م).
كسرة هذا الدمار الحضاري الفكري يظهر امتداده الي فترة ظهور الاسلام الارهابي السياسي في القرن الماضي . ومن شواهده تفجير مكتبة الموصل في العراق وحرق محتوياتها التي تضم ١٠ الف كتاب بيد ارهابيو تنظيم داعش عام ٢٠١٥.
علامات استمرار الماساة يظهر فيما قامت به فلول الكيزان و مليشيا الجنجويد (يا للعجب يتحاربانً بينما ينسقان تدمير السودان بحضارته و تاريخه) من حرق دار الوثايق وتدمير المتحف القومي ومتحف التاريخالطبيعي وما يشاع في ابادة مستندات مصلحةً الاراضي!
و يقول البعض ان ما يحدث هو من فعل الجنحويد وفلول الكيزان و ان الجيش جيش السودان منه براء . لكن كل الشواهد توكد بان البرهان يعمل تحت امرة فلول الكيزان وتحديدا اميرهم علي كرتي! ً يجب علي الجيش اذا كان هنالك جيش ان يثبت انه خالي تماما من الكيزان .لان مشكلة الشعب السوداني مع الكيزان هي المشكلة رقم واحد:
* الكيزان انقلبواعلي الشرعية عام ١٩٨٩. * و اذاقواً الشعب الويل بينما هدموا كل المؤسسات و سرقوا كل الاموال و سلبوا كل المقدرات بهدف التمكين .
* الكيزان هم اصل المصايب و الشعب السوداني يكرههم لمًا سلبوه من حياتهم وحقوقهم .
خلاصة اذا بقي هنالك احرار في الجيش عليهم استلام السلطة فورا و ابعاد و سجن كل الكيزان وتقديم المطلوبين للمحكمةً الدولية . و و سوف يقف الشعب معهم
نواصل د. احمد التيجاني سيد احمد ١٤ اغسطس ٢٠٢٣ روما ايطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة