_______ مكارم الاخلاق والدين والقيم النبيلة والاخلاق والصدق والامانةو المروءة والشهامة والنخوة انهن مثل خرزات منظومات في سلك فإن قطع السلك يتبع بعضها بعضا سقوطا وتبعثرا، لقد رأينا خلال هذه الحرب كم قد انكشفت الكثير من سوءات مجتمعنا وايقنا ان كثير من شعر الحماسة ان مكانه فقط عند مجالس الشعر والنثر والادب والطرب وكم من شاعر مفوه يتحدث عن اننا متفردون عن بقية البشر واننا اصل الجود والكرم والشجاعة والفروسية والشهامة والنخوة واننا اهل فزعة واننا سراع في غوث الملهوف ونجدة المستغيث ولكن هذه الحرب اللعينة لقد فضحتنا وكشفت حقيقتنا او جانبنا المظلم كشفت لنا الكثير من الاكاذيب والادعاءات الواهية وكشفت لنا ان شعر الحماسة ماهو الا شعر فقط (والشعراء يقولون مالايفعلون تبين انه مجرد لغو الحديث وان اكثر سيوفنا ماهي الا سيوف من خشب صنعت لحفلات الغناء واللهو والطرب، كم من جبان رعديد بيننا وكم من لص خسيس يسرق متاع جيرانه يعيش وسطنا وكم من جبان يعتدي علي العزل لان في يديه السلاح وهذا المشهد ظل يتكرر مرارا منذ امد طويل خصوصا في المظاهرات السلمية حيث يظهر نمور من ورق يقتلون العزل ويطلقون النار ويحسبون انهم ابطال اقوياء اشداء، او كما قال عمران بن حِطّان (أسد عليّ وفي الحروب نعامةربداء تجفل من صفير الصافر هلا برزت إلى غزالة في الوغى بل كان قلبك في جناحي طائر) في زمن المروءة والجود، كان العرب يُوقدون النار في مكان مرتفع، حتى يراها اي شخص تائه في الصحراء أو عابر سبيل، فيقصدهم للأكل أو للمبيت اليوم لم يعد احد يهتم باحد دعك من ان يوقد نارا في الظلام ليهتدي بها ابن السبيل او تائه او خائف او جوعان من اجل لقمة طعام ومبيت وامان لم يعد يحنو احد علي احد لانه ليس يهتم بخوفك او أمنك او جوعك احد لم يعد احد معنيّاً بغرقك أو حرائقك او كوارثك او حروبك بل إن من كان يشعل النار في الماضي ليُولم لك، هو نفسه اليوم من يضرم النار في بيتك ليحرقك ويقتلك وينسفك ويجعلك رمادا،إنه زمن الأنانية والجحود لقد أوصلنا إلى الإقلاع حتى عن مشاهدة نشرات الأخبار المسائية الكئيبة في عتمة الليل ربما لكي لا يلمح لاجئ أو نازح من الخارج نور التلفاز، فيتوهّم أنّ ضميرنا ترك له النور مُضاءً أثناء مشاهدة مأساته، ويقصدنا عند الحاجة لقد انهزمنا مجتمعيا ونفسيا ودينيا واخلاقيا لقد انفرطنا كحبّات سبحة او عقد وتبعثرنا ولن يلملم أحد شتاتنا وتبعثرنا بعد ان كنا عبارة عن خرزات منظومات في خيط الدين والقيم والاخلاق لقد تبعثرنا وانفرط العقد وتتابعت الخرزات منهزمات وربما هذا يرمز او يشر الي شر كبير قادم مع الايام اما حلمنا القديم بدولة واحدة ووطن كبير يجمعنا فقد انتهي وتلاشي فقد استفردوا بنا واحدا واحدا وطناً تلو الاخر الي درجة ان تبلدت مشاعرنا وماتت ضمائرنا وعبر التلفاز والاخبار جعلونا في حالة من موت الوعي والضمير حتي اصبح اعتيادنا الي رؤية الدمار والدماء والاشلاء والموت في كل مكان امرا طبيعيا لقد اعتدنا علي مشهد أوطان تختفي واحداً تلو الآخر تحت الأنقاض والقنابل والرصاص، فما عدنا معنيّين سوى بإنقاذ أنفسنا من هذا الطوفان وهذا الهرج وحالنا يشبه خرزات منظومات في عقد فاذا افرط العقد تتابعت الخرزات سقوطا وتبعثرا في توالي متسارع الوتيرة،تعانى القوى السياسيةوالاجتماعيةمن(الشيزوفنيا) المسافة بين الشعار والواقع كبيرة ومهلكة وهى اس الازمة فى بلادنا وفي امتنا وديننا لهذا تدحرجت الخرزات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة