القوة ؛ هل تفيد في مسألة إستقرار الدول ؟ كتبه المهندس / أحمد نورين دينق

القوة ؛ هل تفيد في مسألة إستقرار الدول ؟ كتبه المهندس / أحمد نورين دينق


08-01-2023, 00:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1690846452&rn=1


Post: #1
Title: القوة ؛ هل تفيد في مسألة إستقرار الدول ؟ كتبه المهندس / أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 08-01-2023, 00:34 AM
Parent: #0

00:34 AM July, 31 2023

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



يعود تأريخ أول مقال لي ينشر في الصحف السودانية للعام ٢٠٠١ ، في صحيفة : الصحافي الدولي .. و كان عنوان المقال : تحويل مواصلات الحتانة و ود البخيت من المحطة الوسطى إلى إستاد الهلال خطوة غير موفقة .. كنت آنذاك من سكان الحتانة شمال .. شأن محلي إستفز فضولي النقدية .. دخلت كلية العلوم الرياضية بجامعة الخرطوم بغرض تطوير قدراتي العقلية ، و تحقق ذلك و الحمد لله ، فمجال الرياضيات عبارة عن مسائل ، و أدوات لمعالجتها ، و علم الإحصاء عبارة عن مسائل ، و أدوات لمعالجتها ، و علم الحاسوب عبارة عن مسائل ، و أدوات لمعالجتها ، لذا كان تخصص الفلسفة متاحا لخريجي إسكول . ندلف لموضوعنا الأساسي ، المتعلق بمكانة القوة و أثرها في الدول ، إذا فتحنا صفحة التأريخ ، فإننا نجد أن الإمبراطوريات تكون في حالة توسعة و نمو و تطور في أزمان قوتها ، و كذلك الدول ، و تكون في حالة تفكك و ضمور إدبان ضعفها و هوانها ، و أقصد بمصطلح القوة ، جماع القوتين الخشنة و الناعمة ، قوة العدة و العتاد ، و قوة الفطنة و الحكمة .. هل الدولة السودانية مقصرة في القوة الناعمة ؟ أم القوة الخشنة ؟ الناظر للواقع السوداني يجد أن التقصير في القوتين ، و لكن في القوة الخشنة أكثر وضوحا ؛ فإستأساد المليشيات على أقاليم بمساحات دول في السودان ، تفعل فيها ما تريد من أنواع الجرائم و الموبقات في غياب تام من الدولة لهو أكبر دليل على أن أس الأزمة السودانية هي غياب قوة الدولة و هيبتها ، فالطبيعة لا تقبل الفراغ .. و المثل السوداني بيقول : التمساح إذا غاب ، الورل بقوم بدورو . و خلاصة قيام الورل بدور التمساح منذ الإستقلال ، و حتى هذه اللحظة أن إنفرط عقد الإستقرار في السودان ، ووصل عبث المليشيات بالإستقرار إلى آخر جيب في السودان وهي الخرطوم ، كانوا يرونه بعيدا ، و أراه قريبا ، لأن هذه المليشيات تربت بالحرام مأكلا و مشربا و ملبسا ، فمعيشتها سحت في سحت ، و هي ملعونة سماويا بسبب إسرافها في قتل الأنفس البريئة بغير وجه حق .. أهل السياسة الذين يرون أن الحل في عقد الصلح مع المليشيا ، يعطوها الشرعية لمواصلة إنتاج سلسة أزمات عدم إستقرار الدولة السودانية ، و يغلقون الباب نهائيا في وجه القوميات الإفريقية السودانية التي تسبب المليشيا في لجوئها لدول الجوار و إستوطنوا في أراضيهم عنوة و غصبا ، وهي قوميات ذات سهم حضاري ضارب في القدم ، و هم الأولى بحماية الدولة .. ينبغي أن يغتنم الجميع الفرصة للعلاج الجذري لمسألة عدم إستقرار الدولة السودانية ، و أعني بالجميع هنا الأطراف المهددة بالهجوم بعد إخضاع الخرطوم ، فكل من يمتلك ثروة في الشمال أو الشرق أو الجنوب فهو هدف مشروع لهذه المليشيا ، فالدولة الحديثة ، تعهد للقوات النظامية مهمة الحماية ، و للحكومات المدنية مهمة الرعاية ، ففي حالة تعاظم التهديدات على القوات النظامية كما هو حاصل الآن ينبغي أن يستفيد من المخزون البشري المتاح ، فالشباب هم رأس الرمح ، بيد أن الرؤية ينبغي أن تكون مستقبلية في التجنيد .. بعد دحر المليشيا من الخرطوم و كردفان و دارفور ينبغي أن يثمر عن تكوين شرطة بمواصفات الشرطة الفدرالية الأمريكية ، تكون مسئولة عن حفظ الأمن في الولايات ، بإمكانات هائلة بما في ذلك إستخدام الطائرات المسيرة لتعقب المجرمين ، و لهم قوانين صارمة في حسم التفلتات ، أما واجب الجيش بعد حسم المليشيا و تسليم موضوع الأمن الداخلي لشرطة الولايات ، و نزع سلاح من بقي من عناصر المليشيات غصبا ، فيمكنه التفرغ لحماية الحدود و الدستور و إبعاد مقاره عن المدن . . فالجيش جيش الشعب شاء أم أبى ، رضي أم لم يرض .. إستفراد الإسلاميين به سيزول بإلتفاف الشعب حوله لدحر مليشيا اللعنة الإلهية ، و الشر المستطير . المهندس / أحمد نورين دينق [email protected]