لا توجد كلمات أو عبارات توصف كل الأحزاب السياسية والساسة في السودان غير الخيانة وعدم الوطنية ، على الرغم من غزارة مفردات اللغة العربية ودلالاتها إذ أن كلمة الخيانة واللاوطنية وغيرها لا تفي للتعبير عن حالة هؤلاء الخونة والعملاء ، لقد أصبح من المؤكد أننا نحتاج إلى تعريف الخيانة حتى لا نتجادل في بيئة خطابية غير قابلة للتداول وكل منا يغني على ليلاه خاصة ونحن في زمن انقلبت فيه المفاهيم وسقطت فيه القيم وانهارت فيه المنظومة الأخلاقية ، وأصبحنا نحتاج فيه أن نعّرف المعرف ونشرح المسلم به وذلك بسبب غسيل المخ والدماغ الذي يحاول أن يمارسه البعض علينا، في ظل النفاق السياسي الذي يطفو على السطح من حياتنا اليومية وتتعدد صور الخيانة بتعدد المفعول به ، أي بتعدد من وقع عليه فعل الخيانة وأقبح صور الخيانة هي خيانة الوطن لأن من وقع عليه الفعل هنا هو الوطن فعندما تكون الخيانة بحجم الوطن تكون الدناءة والانحطاط والخسة التي تنطوي عليها نفس الخائن ومن هنا كانت خيانة الوطن خيانة عظمى. المشكلة عندنا في السودان هي مشكلة كبيرة جداً تتمثل في عدم الوطنية عند الساسة ، أن نقص الوازع الوطني لدى مثل هؤلاء الافراد في المجتمع أشد فتكاً بالوطن والمواطن من الطاعون والأمراض الخطيرة، فيجب علينا جميعاً كشعب سوداني المسارعة في علاج أسباب نقص الوازع الوطني ، الفرصة مازالت موجودة لعلاج الأمر، وليعلموا أن مصير الخونة إلى الزوال وثمن الخيانة كبير يجب أن يتحمله من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره لمعاناة الشعب السوداني . الفشل يكون دائما حبيس نفس صاحبه التي تحاول قدر المستطاع إخفاءه عن الناس ، في زمن أصبح فيه الخطأ مباحا و الخيانة وجهة نظر ومبدأ من مبادئ حقوق الإنسان وبوابة (الديمقراطية ). الخيانة هي جريمة بشعة وصمت عار تلاحق صاحبها، أينما حل وارتحل وللخيانة أوجه مختلفة ومتعددة ، لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن لا فرق بين الخطأ والخيانة لان النتيجة واحدة ، لا تغتفر ومن يقدم عليها يستحق أقصى العقوبات ، ثمنها كبير يجب أن يتحمل العبء من باع ضميره وأدار ظهره للوطن . وجاء في تفسير أهل العلم لكل حرف من فعل (خان) معنى وهي : الخاء، من الخنى وهو المقرون بالفعل المخزي، وحرف الألف ، من جذب وهو المخبول الطائش الذي لا يعرف ولا يقدر عواقب الأمور ،حرف النون: من ناقص :و هو الندل الديوث ناقص الشرف والكرامة. بيع الوطن والتأمر عليه ضلال مبين وخيانة عظمى ، اكبر مما تتحمله أي نفس لان كل عمل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن لا مبرر لها ، قد يلصقها البعض بمفهوم العامية ، فقط بمن ارتمى في أحضان العدو ، لكن ليس هو الخائن الوحيد بل هناك أوجه كثيرة لممتهني هذه الحرفة المنبوذة منها زرع القبلية ، التأمر على الوطن ، إفشاء الأسرار العامة ،عدم أداء الواجب ، العمالة والتجسس ، التقصير في العمل وإهمال الممتلكات العامة وكل ما من شأنه أن يمس بوحدة وامن الوطن . الخيانة آفة من الآفات وكارثة من الكوارث، هي عدم المروءة ومن ليست له مروءة يمكن إن يبيع عرضه وشرفه ، لا مبرر لها ولا شفاعة لمرتكبها مهما كانت منزلته ومهما كان السبب الذي يدفعه مملها فهي في خانة القدر والنفاق، لها وجهان مختلفان قد يستغلهما الصديق والعدو معا ، قد يمتطيها السياسي الصديق لتوزيع صكوك الوطنية، وإلصاق التهم بمن يخالفه الرأي ،أو من اجل منفعة خاصة ، أما استغلال العدو لها فلا يعد و لا يحصى وتضاعف الكارثة إذا كان من يخون لا يدري انه خان ولا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه . قد يظلمنا من يسيرون شؤون بلادنا وأبناء جلدتنا، لكن الوطن لا يظلم أبناءه وما من عرف أو دين يبرر خيانته , ومرتكبها ستناله يد العدالة في يوم من الأيام وسيلحق العار بنفسه و بكل من حوله بنظرات الناس لهم ، لكن للأسف هناك من يرضون لأنفسهم بيع الضمير والشرف من أجل المال لينالوا الخسران والعار والخجل ورؤوسهم مشدودة إلى الأرض كالنعاج . إن حب الوطن من الأمور الفطرية ، فليس غريبا إن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه وشب على ثراه ، وترعرع بين جنباته لكن الغريب والضال وغير المقبول خيانته، يذهب كل شيء ويبقى الوطن . عندما نرى وفاء الحيوان يصعب علينا حال البشر ،حب الوطن فرض والدفاع عنه شرف ، وطن لا تحميه لا يحق لك أن تعيش فيه. سوداني الجوه وجداني كل الأحزاب وغيرهم من العملاء والخونة هم سبب هذا الوضع الآن ، نعم مسكين هذا الوطن، ايها المتاجرون استيقظوا وعودوا الى رشدكم وتذكروا ان السودان هو بيتكم وعرضكم وهويتكم ووجودكم، فكونوا عونا وسندا ودرعا يصون ترابه من الصعاب والشدائد آه يا وطن فقد صار حبك سعيا للدولار ،حين اسمع كلام البعض عن حب السودان والتضحية في سبيله اشعر بالأعجاب ، ولكن عندما ارى الافعال اشعر بخيبة الامل، لأن ما يأتي على الألسن يختلف ما في القلوب. ساسة فاشلون فاسدون، شلة من اللصوص والحرامية بدون ضمير .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة