منذ استقلال السودان في العام 1956م كانت لجمهورية مصر العربية تاريخ حافل من التدخلات في الشان السوداني فهي لم تكتفي بمشاركتها السابقة مع كل من تركيا وانجلترا في احتلال السودان في الفترات ( 1821-1885) ومن (1898-1956) فقد كانت تشترك معهم في نهب ثرواته وبعد استقلال السودان لم تقنع نفسها بانه صار دولة مستقلة ذات فكانت اول محاولة انقلابية في تاريخ السودان ضد اول حكومة مدنية عقب الاستقلال من تدبير مصر وقيامها في العام 1957 بالتحرش بحدود السودان في حلايب بالرغم من اعلانها بجانب انجلترا في الاول من يناير من العام 1956م الاعتراف باستقلال السودان بكامل ترابه الوطني ولكنها عادت بعد عام لتطالب بالسيادة علي حلايب
مصر ذاتها تسببت في تدمير اكبر المواقع الاثرية في وادي حلفا عندما تمكنت من خداع حكومة الجنرال عبود بالسماح لها ببناء السد العالي بالقرب من حدودنا اضاقة الي ظلم السودان في اتفاقية مياه النيل فهي تاخذ نصيب الاسد علي حساب حقوق السودان المائية
لم تتوقف تدخلات مصر في السودان فقد قامت في العام 1970م بقصف (الجزيرة ابا) عبر طيرانها الحربي الذي كان متواجد في وادي سيدنا بسبب تدمير اسرائيل لقواعدها الجوية في حرب 1967 وقد استضافها السودان تقدير واحترام للعلاقة بين البلدين ورغم ذلك تشارك في اراقة الدماء السودانية وتزج بنفسها في شان سياسي داخلي سوداني
سجل مصر حافل بالكثير من الاستهتار بالسودان واعتباره امتداد طبيعي لمصالحها وحتي اتفاقية الحريات الاربعه الموقعة مابين البلدين ظلت مطبقة من جانب واحد فمصر هي المستفيدة منها وقد كشفت ازمة الحرب في السودان زيف وضلال هذه الاتفاقية ويكفي تعرض السودانيين للمضايقات والاستفزازات فقد ذهبوا الى مصر ظن منهم انها (امنة) ولكنهم وجدوا العكس اذا اي محاولة من مصر بخداع العالم بانها حريصة على امن واستقرار السودان يجب ان لا تصدق والحقيقة هي ان مصر تخاف على مصالحها في السودان فوجود حكومة مدنية ديمقراطية بالسودان سوف يفتح ملفات ساخنة مثل مثلث حلايب وشلاتين وترسيم الحدود في شمال وادي حلفا فقد استولت مصر علي اراضي سودانية تمتد شمال المنطقة بمساحة كبيرة اضافة الي فوضي استيراد مصر للمنتجات الزراعية والحيوانية من السودان فحينها يحق للبرلمان معرفة وكشف حقائق ما يحدث للشعب السوداني العظيم
بالامس ابدات الحكومة المصرية تحفظها على اي وجود محتمل لقوات اجنبية في السودان ولكن فات علي مصر انها تحتل اراضي سودانية منذ العام 1995م عندما قامت بغزو مثلث حلايب الذي ظلت تتحرش به منذ العام 1957م وللسودان شكوي امام مجلس الامن الدولي منذ ذلك التاريخ ضد اعتداءات مصر اذا علي الحكومة المصرية قبل نصح الاخرين بعدم التدخل العسكري في السودان ان تبادر هي إلى الانسحاب الفوري والغير مشروط من الاراضي السودانية مع دفع تعويضات مالية على استغلالها لثروات الشعب السوداني ابان احتلالها لمثلث حلايب
موضوعنا اليوم هو حول اعلان جهورية مصر العربية عن موتمر قمة لدول جوار السودان لبحث سبل ايجاد حل لوقف الحرب ما بين قوات الدعم السريع والجيش بلا شك لن يخرج موتمر القاهرة بجديد ولن يكون افضل من موتمر قمة دول (الايقاد) الذي رفض وفد الجيش المختطف حضوره بحجة عدم حياد دولة كينيا ورغم ذلك مضي الموتمر وفق الأهداف المذكورة فى اجندة (الايقاد) وفد الجيش المختطف اضاع فرصة كبيرة لحل المشكلة ولكنه في حقيقة الأمر وصل الي اديس ابابا لاجل الوصول فقط وليس لاجل المشاركة فاخذ يراوغ وقد اتخذ من رئاسة جمهورية كينيا للدورة الحالية لمجموعة دول (الايقاد) حجة وبالطبع هذا تصرف لا يمت بصلة الى دولة تحترم المؤسسية ومعروف ان رئاسة اي منظمة ديمقراطية تكون بالتناوب بين الاعضاء و لا يمكن استبدال جمهورية كينيا لاجل خاطر عيون وفد الجيش المختطف المهم في الامر ان ما ينطبق على دولة كينيا من عدم الحياد كما يزعم وفد الجيش المختطف ينطبق كذلك علي دولة مصر التي تستضيف موتمر لدول جوار السودان ومصر كانت جزء من الازمة بتواجد قواتها في مطار مدينة مروي عندما وصلت قوات الدعم السريع الي هناك وتم منعها من التواجد بالمدينة بالرغم انها قوات سودانية يحق لها التواجد في كافة المدن السودانية ومدينة مروي ليست استثناء ولا هي تقع خارج حدود البلاد ومن تلك اللحظة انطلقت الحرب اذا مصر جزء اصيل من مشاكل السودان فهي تخشي وجود حكومة ديمقراطية حقيقية في السودان فهي تعتقد ان ذلك قد يؤثر عليها سياسيا وهذا مفهوم خاطئ فالعالم متدخل ما بين انظمة سياسية مختلفة فتجد المملكة المغربية تتعايش بجوار جمهورية الجزائر رغم اختلاف نظم الحكم بينهم وتركيا الديمقراطية تجاور سوريا الديكتاتورية وغيرها من الامثلة اذا امر تحديد نوع الحكم في مصر هو شي يخص الشعب المصري و ليس دول الجوار فاذا كان الشعب المصري متوافق علي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي فماذا نفعل لهم ؟ مصر دولة كبيرة وتمتلك من الوعي بقضايا شعبها اذا علي مخابرات مصر عدم الاحساس بان الشعب السوداني يمثل لها خطر وعليها ان تتوقف عن دعم اي طرف علي حساب الاخر حينها تكون مصر في الطريق الصحيح ولكن ان تقوم بالتدخل السلبي في السودان لاجل تحقيق مصالحها فان ذلك يفتح عليها باب من الصعب ان يغلق
ازمة السودان الحالية تكمن فى الحركة الاسلامية التي تختطف الجيش وتزج به في الحرب لاجل ان تهرب من المحاسبة فالثلاثين عام التي حكموا فيها البلاد عاثوا فيها فسادا لذلك من مصلحتهم افشال ثورة ديسمبر وعدم اكمال الفترة الانتقالية التي ترمي الى اقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية وهذا ما يغضب الاسلاميين ويرفضون هيكلة الجيش والقوات النظامية باختصار الحركة الاسلامية تريد الرجوع الى الحكم باي شكل من الأشكال وبالطبع لن يقبل الشعب السوداني برجوعهم مرة اخري فقد خرج الثوار في ثورة ديسمبر بدون اي سلاح الا الايمان بالحقوق فكان واقع كلمة ( سلميه سلميه ضد الحرامية) اقوي علي الكيزان من السلاح النووي لن ينجح موتمر القاهرة في انقاذ فلول الاسلاميين في السودان من شبح الهزيمة في الميدان فقوات الدعم السريع التي حاول اعلام النظام البائد الانقلابي تصويرها على انها قوات متمردة صارت اليوم في موقف قوي وهي ترحب بالحلول السلمية التي تنادي بايقاف الحرب ، وحرصت على حضور قمة الايقاد بتمثيل رفيع وهي بذلك تحقق تقدم دبلوماسي ينم عن وجود عقول كبيرة تعمل بشكل جماعي واحترافية عكس فلول الكيزان الذين يعملون مثل ثعبان مقطوع الراس ان رفضهم حضور وفد الجيش المختطف لقمة (الايقاد) لن يمنع سطوع الشمس و سوف تنجح مقررات مؤتمر قمة دول مجموعة (الايقاد) والتي في حال اجازتها من مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الامن الدولي سوف تصبح ملزمة لكافة دول العالم للتدخل وحماية المدنيين العزل وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان فالاسلاميون الذي اصدر لهم شيخهم الهارب في تركيا فتوي بقتل ثلث الشعب لاجل استمرار نظامهم السياسي المقبور لا يوجد في قاموسهم شي يرمز الى احترام كرامة الانسان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست