هناك مرضان اشتهر بهما السودانيون فيما بينهم. مرض الحسد، ولذلك هم يستكثرون تنمية حتى مناطقهم كي لا يستفيد منها الآخرون. ومرض السرقة. أما مرض السرقة هذا فحدث ولا حرج. فمنذ ادعاء النبوة من قبل المهدي، بل وقبلها وإلى اليوم ظل الإنسان السوءداني مريضاً بداء السرقة. ليس الكيزان وحدهم اللصوص، فحتى قبل الكيزان كانت اللصوصية عنوان كل من اغتنى في السودان. أما الفقراء فهم كذلك لصوص، ولكن على مستوى أصغر. لذلك عندما تم القبض على أحد لصوص تسعة طويلة في منزل بكافوري قلت: لص كبير قبض على لص صغير. ولأن الإنسان السوءداني لص بطبعه، فلا تأمنه على مليم واحد. ومن استدان منك مالاً فاعطيته فاعطه دون ان تطمع في استرداده واحتسبه أجراً عند الله سبحانه وتعالى. السودانيون ليسوا لصوصاً فقط، بل هم لصوص انتهازيون، فالصديق يستغل صداقتك ليسرق منك، وقريبك، يأكلك، وشريكك (يغنج) بمال الشراكة، هكذا هم قوم دنيئون أمام المال. والسودانيون بشكل عام لا يحبون بذل الجهد لكسب المال، بل يحبون (اللبع) السريع، واللبع السريع لا يأتي أبداً عن طريقٍ مشروع، ولذلك فهم يستغلون المناصب والوظائف والمحسوبية لأكل مال الآخرين، ولذلك أفسدوا الخدمة المدنية، وعرقلوا اجراءاتها، لكي يفتحوا لأنفسهم أبواب الرزق الحرام. ولأنهم قوم لصوص فهم لا يختلفون عن الأقوام التي مقتها الله وغضب عليها فخسف بها الأرض، كثمود وقوم صالح وغيرهم. وكان العذاب يأتيهم جماعة ولا يصيبن الذين ظلموا منهم خاصة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست