Post: #1
Title: سقوط المعيار ؛ إعتذار البوصلة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 07-03-2023, 00:11 AM
00:11 AM July, 02 2023 سودانيز اون لاين عبدالرحمن محمد فضل-السعودية مكتبتى رابط مختصر
ظِلَال القمــــــر
[email protected]
البعض يعاني من ذلك الاسفاف الذي ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي علي وجه الخصوص وبعض وسائل الاعلام علي العموم حيث اصبح كل من يمتلك هاتف ذكي يرمي بنفسه سابحا في محيط "الميديا" المترامي الاطراف عالي الامواج فيغرق فيه من يغرق وينجو فيه من تحرز وسبح في الخلجان الهادئة الدافئة نحو الجزر المعزوله البعيدة عن ضجيج وفوضي فارغي المحتوي والمضمون من أولئك الذين لايحسنون صنعا ولا يجدون السباحة وسط الامواج العاتية القاتلة وسط اسماك القرش المفترسة والدوامات المهلكة لهذا يطفوا هذا القدر والكم الهائل من الغازورات اللفظية والمعاني الهابطة والاسفاف في الحوار والحديث من خلال التواصل مع الاخرين ولهذا نجد جسور التواصل الخشبية الرديئة الهشة المتهالكة لا تصمد ولا تستطيع ان تحتمل حوار رصين محفوف بادب الحوار والخلاف لكي يظهر الاخلاق اولا ثم المادة العلمية او السياسية او الرياضية او الثقافية او الادبية المطروحه للنقاش والحوار هنا يحضرني قول "الكاتب الكندي آلان دونو" في كتابه الشهير "نظام التفاهة" (إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً إنه زمن الصعاليك الهابط) لهذا كلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة"إن مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين، حيث صار بإمكان أي امراة ان تضع مجموعة من الاصباغ والالوان وهي خاوية المضمون والافكار ليس لديها سوي المظهر الخداع والبلاهة والسذاجة، أو ذلك الوسيم الفارغ الفكر والمضمون حيث يتسيدوا المشهد ويطلوا عبر وسائل التواصل وشاشات القنوات الفضائية ويفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبر عدة منصات تلفزيونية عامة نظن ونحسب انها محطات رصينة تبث محتوي قيمي واخلاقي هادف، ولكن للاسف هي في غالبها منصات سلكونية هلامية فارغة في حقيقتها ومحتواها وغير منتجة، ولا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان والمكان والانسان والفكر لكي يقدم لنا موجة موجبة في بحر الحضارة والقيم والدين والاخلاق ولكن للاسف كم يصيبنا الألم والاحباط والحسرة في القليل الذي نظنه ونحسبه رصين نجد التفاهة داخل الغلاف الخداع المزين بذلك الشريط الذي تغلف به الهدايا الثمينة الانيقة القيمة، حيث يصيبنا الاحباط والحزن والاسى لان الذي تسيد المشهد والطلة هو البالون الفارغ المحتوي الا من ذلك الغاز الذي يرتفع به نحو الفضاء الفارغ ويقوده نحو هلاكه وسقوطه عقب انفجاره، حقا لقد اختلط الحابل بالنابل وصرنا لا نعرف اين الفضائل والقيم والاخلاق وسط هذا الغثاء الذي يجري في مجري السيل الواسع والذي يزداد اتساعا كل يوم عن سابقه مما اصاب المتابع لوسائل الاعلام العربية علي وجه الخصوص بخيبة امل وحزن وكأبة لسوء المنظر والمحتوي ومستوي تلك الافكار والحوارات المتدنية في الاهداف والغايات التي ترتجى ونتمناها ونرجوها كأمة ذات تاريخ وحضارة حسية ومعنوية ضاربة في العمق وعبر مسيرة التاريخ البشرى في هذه الارض التي نسكنها، وكم من المرات تلو المرات نصاب بالاحباط والحزن والصدمة حين نري بعض الاضياف الذين يستضافون في محطات نظن ونحسب انها محطات محترفة رصينة حيث يظهر من خلالها متحدثون يوصفون "بالمحلل السياسي" وغالب حديثهم ينطلق من منطلق وجهات نظهرهم الشخصية ويطرحون افكارهم ورؤياهم هم وتتمادي المحطات في وصفهم "بالمحللين السياسين" ياتري هل هذه المحطات تجهل المعني الحقيقي للمحلل السياسي؟! وتجهل من هو الذي يستحق ان يطلق عليه محلل سياسي؟! وكذلك يبدو ان المذيع او المذيعة الذين يحاورونه هم ايضا لايدرون ولا يعلمون ولا يعرفون معني هذا المطلح وماذا يقصد به وماهو مرده واصله وعلي من يجب ان يتم اطلاقه مجازا او عموما؟؟!! ، اننا نعيش في زمن هلامي ونطلق القاب ومصطلحات هلامية ولا نعرف مردها واصلها ولا مقصودها ولا معناها انه زمن التجهيل وتجريف العقول حيث يسود "علم الجهل" .
|
|