إنّها حرب حتمية وليست عبثية...!! كتبه إسماعيل عبدالله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 06:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2023, 12:45 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إنّها حرب حتمية وليست عبثية...!! كتبه إسماعيل عبدالله

    12:45 PM June, 26 2023

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    رفع شعارات المطالبة بوقف الحرب عاطفياً هكذا دون الرجوع إلى معالجة أس الأزمات المتراكمة منذ صبيحة يوم الاستقلال، لن يجدي، فالداء الألد الذي سكن جسد هذه الأمة بدأ مع انبثاق شعاع فجر أول يوم لرفع العلم، بل وسبق ذلك تمرد توريت في العام الذي سلف، وقد قتل الباحثون هذه القضية المركزية بحثاً مضنياً وألف المؤلفون الكتب والأسفار الشارحة لحيثيات تكرار الفشل الحكومي لسبعة عقود، فالحروب التي اندلعت أولاً في الجنوب وبعدها بجبال النوبة ثم دارفور، لها ارتباط وثيق بمنظومة الحكم الصفوي المركزي القابض والمسيطر على دولاب الدولة، والفارض لوجهة النظر الأحادية التي لا تقبل التعدد في مجتمع متنوع، وكل الحاذقين والحادبين على المصالح العليا للبلاد أشاروا إلى هذا الخلل البنيوي، الذي صاحب الحكومات المتعاقبة ذات النسق الواحد المكرس للقبضة الحديدية الفاقدة للرؤية، لذا كان لابد أن تصل البلاد لعنق الزجاجة ومن ثم الانفجار الحتمي، فلقد تضافرت كل عوامل الصدام بين من تبقى من أنصار الدولة القديمة، وبين القوى الحديثة الثائرة من أجل التغيير الشامل الذي لا تنازل عن أجندته، فهذه العملية الطويلة الأمد ليست بعبث ولا بخبط عشواء، وإنّما تدافع تلقائي وصراع أزلي لا محال واصل لنهاياته المرجوة، وخاتم لعسف المفاهيم القديمة التي أقعدت الأمة عن النهوض وصرفتها عن مواكبة سباق النمو الاقتصادي.
    هذه الحرب أعلنت عن وفاة الأحزاب السياسية، ودشنت مرحلة جديدة من مراحل الفعل السياسي البراغماتي الذي يتيح مساحة كبيرة للكفاءات والخبرات للنزول إلى ميدان العمل التنفيذي المباشر، فالأحزاب والتنظيمات السياسية بعد الخامس عشر من أبريل لم تعد ذات جدوى بحكم أنها ومنذ تأسيسها لم تعمل على شيء ذي بال، استهلكت وقت الوطن في لت وعجن لم يسمن ولم يغني الناس من جوع وفقر وألم ومرض، فبعد أن ينتهي الأشاوس من وضع حد لفوضى فلول الحزب الفوضوي الذي صال وجال في البلاد فسادا، ستكون هنالك مجالس لخبراء الوطن في الاقتصاد والمال والأعمال والأمن والشرطة والعسكر والتربية والتعليم والصحة والمواصلات والبنى التحتية، وسوف تخضع الأحزاب والتنظيمات السياسية لأطر وقوانين تستوجب أن يكون العمل التنظيمي فيها رهين بالأهداف والمصالح العليا للبلاد، ولما شاب هذه الكيانات من خلل جوهري في التركيبة التنظيمية يبقى من الضروري ضبطها بما يتناسب وأشواق المواطنين، وما يتنافى مع طموح الطائفة وعصبية الأيدلوجيا وولاء الكيان لكيانات قطرية لا صلة تجمعها بوجدان شعبنا الكريم، ومن باب مجرب المجرب لا يحصد سوى الندم، الواجب الوطني يلزمنا بضبط إيقاع العمل العام بما يتوافق والمعايير الحديثة لتسيير دفة دولاب الحكم، بإبعاد أثر الوشيجة الاجتماعية من الوظيفة العامة، واستئصال داء الانحياز الجهوي من أروقة المؤسسات، هذا مع التأكيد على اختيار النظام الإداري الذي يكفل لكل إقليم التمتع بالخصوصية الاقتصادية والثقافية الخاصة بخلاياه المجتمعية.
    إن مؤسسات الحكم المركزي بالخرطوم لم تكن في يوم من الأيام بحجم تحديات الأقاليم، وكذا (الكفاءات) المتواجدة بهذه المؤسسات لم ترقى لمستوى حلحلة المشكلات اليومية الحادثة بالأقاليم، لذلك انتهجت هذه المؤسسات الكسولة نظام الحلول التخديرية، فتفاقمت بيروقراطية الأداء الاداري وتعاظمت المشكلات الأمنية والنزاعات المسلحة، بسبب كسل العقل المركزي المتحصن بالأحلام الوردية السارحة على ضفاف شارع النيل، ما أدى لانتقال أزمة المواطن والدولة التي كانت بالجنينة إلى الخرطوم، فانفرط عقد استقرار المجتمع وضاعت هيبة الدولة ووصلنا لما نحن عليه اليوم من انهيار تام لجهاز الدولة، كمحصلة نهائية ومتوقعة نسبة للخطأ الاستراتيجي الذي ارتكب مع توقيت خروج الرجل البريطاني من مقرن النيلين، فولغت النخبة الكسولة في دم المواطن وعجزت عن الحفاظ على البنية التحتية التي وضع لبنتها الأولى الرجل الأوروبي، بعد أن غادر وترك الجمل بما حمل لقلة من أصحاب الدار الذين لم يحسنوا صنعا، وساروا على الخط المعوج فحادوا عن الخط المستقيم الموصل للبناء والتعمير، فجاءت النتيجة حرب وتدمير، فإدارة دولة مترامية الأطراف مثل السودان لن تكون إذا جلس على رأس الهرم الإداري عسكري كل ما وهبه له الله في هذه الدنيا هو دورات تدريبية بالكلية العسكرية، ولن يفلح أهل السودان لو أنهم كرروا التجربة بإعادة البزة العسكرية لكي تمكث مرة أخرى على القمة.

    إسماعيل عبدالله
    24يونيو2023























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de