الرد على أماني الطويل كتبه د.أمل الكردفاني

الرد على أماني الطويل كتبه د.أمل الكردفاني


06-09-2023, 03:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1686319898&rn=0


Post: #1
Title: الرد على أماني الطويل كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-09-2023, 03:11 PM

03:11 PM June, 09 2023

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




وضعت دكتورة أماني الطويل فرضية خسارة حميدتي لمعركته الحاسمة للوصول للسلطة، واستندت في ذلك لعدة معطيات نلخصها في الآتي:
١- انسحاب البرهان من منصة جدة، وهذا مؤشر لا قيمة له لذلك سنتجاهله. إذ لا يبدو انه مؤشر قوي.
٢- قرار القمة العربية في جدة الذي نص على الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والمليشيات المسلحة. وأيضا قد نتجاهل هذا المؤشر لسببين: السبب الأول هو أن الدول العربية في الواقع تعمل استخباراتيا على دعم المليشيات في دول كثيرة كليبيا مثلاً، وبالتالي فالقرارات المعلنة ليست كالأفعال السرية. والسبب الثاني أن الدول العربية مهما اتفقت في الظاهر فهي تختلف في الباطن. والاخطر من ذلك كله، أن هذا القرار لو صح تنفيذه، فإن على الدول العربية ان لا تعترف بأي قوة فلسطينية مسلحة تحاول مواجهة إسرائيل مهما ادعت بأنها تفعل ذلك من أجل اقتلاع حقوقها. لذلك فالدول العربية لديها اعتبارات متباينة، ولا يمكن التعويل على مجرد سطر في مقرراتها النهائية. ولا ينفي ذلك استخدام الطويل لمفردات مفخمة مثل "أهم الأطر التي يسعى النظام العربي حاليا للعمل تحت مظلتها هي الاستقلال النسبي عن السياسيات الغربية". ففي الواقع لا يوجد نظام عربي، لكي تكون هناك أطر، وكلمة استقلال نسبي لا تعني شيئا سوى الأماني الطويلة، ففي الواقع هناك [هامش حركة] مسموح به (لبعض) الدول العربية. هذه هي المفردات الادق.
٣- بالغت أماني الطويل حينما قالت بأن قرار القمة العربية سيكون له انعكاس مباشر على الأوضاع السودانية الراهنة. في الواقع هذا أيضاً استخدام تفخيمي واكبر من حجم الدول العربية مجتمعة (تفرقت أو تجمعت) كدول مؤثرة داخل اللعبة الدولية.
٤- استندت أماني الطويل على ممارسات الدعم السريع ضد المدنيين المستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي. واعتقد أن اماني نفسها تعلم الكم الهائل من التناقضات التي توردها وسائل التواصل، واقربها واكثرها وضوحا بالنسبة لأماني الطويل تلك الأخبار التي كانت ترد إبان الثورة المصرية تارة عن الإخوان وتارة عن الفلول وتارة عن الثوار، وكيف استطاعت قنوات فضائية التركيز على هذا أو ذاك لترجيح رؤية على رؤية بحسب توجه الدول التي تمتلكها. لذلك لا يمكننا اليوم التعويل على وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين راي علمي.
٥- تحدثت أماني أيضا عن أن تجاوز القمة العربية لقصف الجيش بالطيران للمدنيين يبدو مرتبط بعدد من المعطيات القائمة بشأن طرفي الصراع السوداني ومن ضمنها مشروع دقلو الممتد في الساحل الافريقي وعلاقته بفاغنر الروسية..الخ. وفي الحقيقة وجدت أن ربطها بين عدم التفات القمة لقصف المدنيين بالطائرات وبين مشروع دقلو ومالي وفاغنر..الخ ضعيف جداً. في الواقع تجاهلت أماني الطويل أن الحديث عن قصف المدنيين سيكون سابقة عربية لا محل لها من الإعراب.. وكما تذهب إليه نظرية نصل أوكام فعلينا أن نبحث عن حل المشكلة في إجابتها المباشرة والبديهية لا لف الذراع حول الرأس لنصل إلى الأنف.
٦- تحدثت الطويل عن أن المزاج المصري الرافض للمليشيات هو ما يمنع التقارب بين مصر وحميدتي، والحقيقة أن مصر لا يمكن أن تدير سياساتها عبر المزاج بل عبر المصالح، ولو حكم المزاج على السياسات المصرية فعلى مصر السلام. دعنا نتحدث عن مصلحة مصر الجوهرية من الوقوف إلى جانب حميدتي، وهو ضربه للإخوان المسلمين. في حين تحمي مليشيات البرهان بكل قوة مستطاعة مصالح الإخوان المسلمين الذين ارتكبوا عمليات ارهابية في مصر وحاولوا اغتيال حسني مبارك في أثيوبيا بشهادة الترابي المسجلة بالصوت والصورة. فنحن لو تحدثنا من حيث المصلحة المصرية كمعيار حقيقي، فإن مصلحة مصر المباشرة هي الوقوف مع حميدتي لا مليشيات الأخوان المسلمين.
٧- قالت الطويل بأن البرهان نزع الصفة السياسية والعسكرية عن حميدتي وذلك بإعادة تشكيل مجلس السيادة. في الواقع تجاهلت الطويل، أنه لم يعد هناك مجلس سيادة فبمجرد انقلاب البرهان على وثيقة قحط، التي تشترط تشكيل مجلس السيادة من مدنيين وعسكريين انفض مجلس السيادة، لذلك لا يوجد اليوم مجلس سيادة، بل مجلس عسكري، لا يخضع لأي قانون او دستور وفاقد للشرعية، وفاقد الشيء لا يعطيه ومن ثم لا يمكن أن ينزعه.
٨- استندت أماني لإعلام البرهان (ولاحظوا أنها تستخدم كلمة البرهان كثيراً لأن البرهان لا يمثل حكومة ولا حتى حكومة فعلية إذ فقد البرهان سيطرته على المركز)، اعلام البرهان الذي فضح ممارسات قوات الدعم السريع على الأرض، لكن استدلالها هذا غريب جداً، فنحن كقانونيين مثلاً لا يمكننا أن نستند إلى قول أحد الخصوم فقط لنقضي بحجيته على الآخر، وإلا كان هذا منا حكماً أعرجاً.

٩- كذلك من تناقضات الطويل أنها استخدمت التساؤل كإجابة، فقد قالت في قعر مقالها: وأخيراً فإن فرضية ضعف حميدتي (يعززها) مدى قدرة الجيش على الاستيلاء المستقر على منشآت عسكرية. وكان كلامها ليستقيم لو قالت: (وأخيراً فإن فرضية ضعف حميدتي يعززها استيلاء الجيش المستقر على منشآت عسكرية). وهكذا تكون قد بنت استنتاجها على حقيقة محسومة، ولكننا لا يمكننا أن نؤسس حكماً آنياً على مجرد احتمالات مستقبلية. كذلك فمن تناقضاتها المستغربة على باحثة علمية مثلها أن تتحدث عن استيلاء الجيش على منشآته العسكرية؟؟؟؟ فكيف يستولي جيش على منشآته، أما إن قالت بأن القصد هو منشآت عسكرية لحميدتي، فهي ستضع حميدتي كقوة موازية حتمية للجيش.
وهكذا يمكنني أن اخرج من مجمل مقال أماني أنه ليس سوى أماني..