Post: #1
Title: هل آن الأوان للتدخل الأممي لحسم الصراع ومحاسبة المجرمين ؟ كتبه د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 06-09-2023, 12:36 PM
12:36 PM June, 09 2023 سودانيز اون لاين زاهد زيد-Sudan مكتبتى رابط مختصر
د.زاهد زيد بعد مرور أكثر من شهر ونصف على الحرب العبثية التي أشعلت البلاد وأدخلتها في نفق مظلم ، لنا أن نتساءل : ليس عن هوية المتقاتلين ولا عن أسباب القتال ، ولكن السؤال الذي لابد منه : ما الذي يرمي إليه البرهان الضعيف ومن خلفه من كيزان السوء وحميدتي الجاهل من وراء استمرار هذا الواقع المرير ؟ دعك من التصريحات هنا وهناك .. ودعك من العنتريات الفارغة التي ظهر بها البرهان ، ولا مظهر الثعلب الذي ظهربه حميدتي ، دعك من كل هذا ، ولنسألهم سؤالا واحدا : ثم ماذا بعد ؟ هل لازلتكما تأملان في انتصار ولو على حساب الجماهير المحاصرة في بيوتها من غير ماء ولا دواء ولا طعام ؟ هل انعدمت فيكم روح الإنسانية ، وأعمتكم المناصب لهذه الدرجة التي لا تحسون فيها بآلاف المشردين ؟ من أي طينة أنتم ؟ حتى الآن سبع هدن ، والثامنة في نفس طريق الانتهاكات وضرب عرض الحائط بمناشدات الأصدقاء والحادبين على البلد لتحسوا وتشعروا بمعاناة أهلكم ، وأنتم في ضلالكم سادرون . الأمر اذا أبعد من كونه حرب من أجل البلد ، المسألة هي ما كنا نخاف منه ، المخطط أكبر بكثير من القزمين المتصارعين . البرهان وحميدتي ما هما إلا واجهة فقط ولعبة في يد قوى تحركهما . لا البرهان يعمل ويأمر وينهي من نفسه ، ولا حميدتي ، كلاهما كاذب للنخاع ، وعميل مدسوس لتدمير البلد حتى لا تقوم لها قائمة . في كل الحروب هناك خطوط حمراء يراعيها الطرفان لانها تمس حياة الناس مباشرة ويحاول كل طرف أن يظهر بمظهر الحادب على مصلحة عموم الناس ، إلا في هذه الحرب الرعناء ، فكل طرف حريص على أن يمشي على جماجم الناس ، لا هم له إلا النظر تحت قدميه فقط . ضرب الفريقان بكل مواثيق الأمم المتحدة عرض الحائط ، فلا احترام لحقوق الإنسان ولا أمان للمدنيين ، ولا حتى ابسط أنواع النخوة والرجولة . في حالة كهذه يجب على المجتمع الدولي وعلى راعيتي محادثات جدة الرجوع لمجلس الأمن ومن خلفه الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين ، وكبح جماح هؤلاء المجرمين . لابد من ارسال قوات أممية للفصل بين المقاتلين ، وإخلاء المستشفيات والمرافق الصحية والأسواق ، والمؤسسات الخدمية من أي وجود عسكري ، ومنع الطيران من استهداف الاحياء السكنية وإخلاء منازل المواطنين من الاحتلال العسكري لها من قبل قوات الدعم السريع على وجه التحديد . بدون هذه القوات لن يخضع طرف من اطراف النزاع لاي نداء او استغاثة من اجل ايقاف هذه الحرب . فالطرفان مغيبان تماما عن أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني ، لا يعرفان غير منطق القوة . وواجب الدول كافة أن تمنع التردي إلى أبعد من ذلك . فالآن ما نشاهده من استهتار بأرواح الناس وتعريض ممتلكاتهم للنهب والسرقة أمر لا يمكن ايقافه إلا عبر نشر قوات أممية تعيد للناس السكينة والطمأنينة ، وتقود لسلام دائم عبر دولة يحكمها المدنيون بانتخابات تحت اشراف وحماية دولية . لقد أثبت الطرفان أنهما ليسا أهلا للثقة ، وفقد المواطن إيمانه بهما معا ، وأدرك الجميع أن الحل لن يأتي من أي حوار بينهما .
|
|