Post: #1
Title: سودان حمدوك و عين جالوت! كتبه محمد حسن مصطفى
Author: محمد حسن مصطفى
Date: 06-01-2023, 06:40 PM
06:40 PM June, 01 2023 سودانيز اون لاين محمد حسن مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
في زمن يُسترخَصُ فيه الموتُ لا وقت لهتاف الحمقى و لا معنى! نستطيع في الكلام -بحمد الله- أن نطيل و نشحنه البارود نجعله قنابلاً و رصاصاً. و نستطيع فضلاً من الله إرساله إشارات و برقيات لا عناوين لها بل واضحة معالمها و كل معنى. و البداية: نترحّم على الشهداء و الدعاء بالشفاء للمصابين و الجرحى و ردَّ الله المفقودين و المغيبين قهراً و قسراً إلى أهلهم و أسرهم سالمين معافين و حفظ الله شعب السودان الصادق العفيف الصبور الكريم الشجاع الطيب. *
الواقع اليوم لا تعقيد فيه بل واضح وضوحها شمس الظهيرة. من دون إرادة لا خيار من شعبه السودان؛ غامر قادة جيشه به -الشعب- و البلد في "صراعهم على السلطة" مع قادة قوات منهم -حسب شهادتهم قبلها و كلامهم و تصريحاتهم و حليفتهم أيماناً مُغلَّظة و هم من تبنُوها و نسَّبُوها لهم بل و أرضعوها و فطموها و ظلُّوا يستميتون في الدفاع عنها و التشكير و الحمد لها- تنمردوا فتمرَّدُوا عليهم. *
و الحمقى منا يصَطفُّون خلف مليشيات قطاع طرق و جنجويد لصوص قتلة و يدّعون أنهم حماة الديمقراطية و دعاة العدالة و أسلوبهم هو الأصل فيهم الغزو المغولي الهمجي الوحشي التتار! "دقلو" و من معهم و خلفهم؛ سيَّدَهم على السودان "أرخص" من حكموا السودان منا -الإخوان-و تركوا لهم البلاد و العباد يسرحوا فيها و يمرحوا حتى يوم أن تطاول الرعاع على قوات الشعب المسلحة و في عهدهم و أمام سمعهم و بصرهم أيقنّا أن قيادات الجيش فينا أكثرهم مجرّد "هوانات" لا كرامة لا نخوة فيهم لا لهم! "كيزان السودان" تسببوا في الكثير الذي لا يحصى و لا يعد لكن أهم أثر سيظل يشهد عليهم تلك "النقمة" في نفوس أكثر الشعب تجاههم و ذاك "البغض" و الكره كلما ذكروا أو سيرة لهم فتحت. نقمة تذهب بالكثيرين في طريق ما بين السعي للثأر و طلب القصاص العادل منهم و ما بين الشماتة و الحقد و الغل بسبب و بلا سبب عليهم. لكن هناك حقائق مسلمات لابد بل واجب الوقوف عندها ؛ فالكره و إن كان من حق لا يُملِّكنا حق الإفتراء. فالكيزان نكرههم -لمن يكره- و لا نكره البلد و لا الشعب الذي حكموهم. و الشيعيون نكرهم -لمن يكره- و لا نكره البلد الذي ضمهم و فطمهم و قس عليها أنَّ كرهك و إن بسبب و حق لا يعطيك حق تعميم حكمك أو إشعال النار و حرق البلاد و الناس كلها. "عليَّ و على أعدائي" *
"لمز" قوّات الشعب السودانية المسلّحة بأنها "جيش الكيزان" خطاب قديم من نقمة الناس - حق- على نظام الإخوان و تفرعنهم و ظلمهم و جرائمهم ثم استغلّه البعض من الحركات و الأحزاب و القوى لغرض كان مكشوف وقتها و هو ضرب ثقة الشعب في جيشه و بالتالي إضعاف الجيش فالدولة. "الجيش جيش الحزب لا الدولة!" لكن و رغم ما كان يفعله الكيزان من ظلم و بطش جسَّدوه في بدعه شيخهم "فقه التمكين" و مجازر "الصالح العام" في البلاد كلها و طبعا حتماً منها تلك القوّات النظاميّة -و الجيش أولها- إلا أنهم ظلُّوا يخافون الجيش و يُشرِّعُون و يخلقون المليشيات و القوات و الأجهزة الموازية و البديلة و الرديفة له! و جرى الزمن بالجميع و أقدار الله مضت فينا؛ الكيزان اختلفوا و انقلبوا على شيخهم ثم انفصل البلد و ذهب الشيخ "مات" و أُسقط النظام و جاء سدنته "بالبرهان" ليختتم هذا "الإمَّعة" آية الظلم بتركه سرطان المليشيات ينهش في جسد شعب السودان كله و ينتشر يتفشى في البلاد كلها حتى تغوَّل على البرهان فالجيش نفسه! غباء "عبدالفتاح" أو من شدة خبثه أنه عجز أن يستخدم سلطته و منصبه أو حتى إنقلابه لتشريع ضم تلك المليشيات إلى جيشه رسمياً كوحدة أو فرع عامل منه ملتزم بقوانينه و كل أحكامه خاضع مباشرة لقيادته و أركانه. البرهان كبَّر من استقلاليَّة تلك المليشيا و كومتها و رأس صاحبها و أخوه و نفخ فيهما الغرب و الشرق و مجموعات و أفراد من قوى الثورة و أهمهم "عرمان" حتى صدق "دقلو" أمام عصابته أنهم "أسياد البلد" و هو الحاكم بأمر الله "الأمير" الموعود فيها! و البلد بخرطومها ما ليها صاحب لا فيها راجل! *
من سيحاسب قادة الجيش كلهم على تهاونهم في أمن البلاد و العباد منذ أن سكتوا أو شاركوا على إنشاء مثل تلك المليشيات في زمن الكيزان إلى وقت أن قربهم قائدهم منه -زمن الثورة- و عزلهم عنهم حتى تمرَّدوا عليه و عليهم و على الجيش و البلاد كلها؟! من السخرية أن ينادي حميدتي و أخوه و أنصارهم و أعوانهم في الناس أنهم لا يحاربون الجيش بل كيزان الجيش! نفسها تلك الإسطوانة لكن مع اختلاف الأسباب فيها. *
سرطان المليشيات لا علاج له و معه إلا القوة فأي تهاون أو تهادن كما حدث قبل الثورة و بعدها و حتى يومنا هذا تمكين لها. "التفاوض" معها هو إعتراف ضمني بشرعيتها! الشرعية التي و حسب فهم العسكرية البسيط سقطت بإعلانها "متمرّدة" بل و يستوجب محاكمتها عسكريا و فيه حكم "الخيانة العظمى" رمي الرصاص عليها. و قبلها الأهم سقطت شرعيتهم بسقوط النظام و برلمان النظام الذي من العدم جمَّعهم و أوجدهم و شرعنهم. مضحك أن قرارات البرهان تظهر تخبطه في مواجة تلك العصابة فتارة يعلنها "قوات متمرّدة" و بعدها يجرّم قادتها و بعدها يعزلهم من مناصبهم و يجردهم من رتبهم و في كل هذا يعود و يؤكد نراراً و تكراراً أن الجيش مفتوحة ذراعيه و أحضانه ترحاباً لمن عاد منهم إليه طوعاً و أحباباً! أبعد أن أريقت و سُفكت كل الدماء! و كيف ننسى غدر نفس العسكر و تتارهم بالمعتصمين الصائمين الأعزة الأوفياء! و أين عند أسوار القيادة نفسها التي يتقاتل الهمج عليها و يتخبى البرهان في "قبوها" و حميدتي عله "مقبور" تحت شجرتها! لكن لا غرابة فالسودان لطالما كان موعود مع حكايات "التمرّد" و دخولها الغابة لكن هذه المرة التمرّد أُعلن من داخل مجلس العسكر و قيادتهم و مليشياتهم ضدهم و من قلب العاصمة و القيادة العامة! حميدتي قام بإنقلاب عسكري كامل الدسم يستحيل التصديق و لو للحظة أن دقلو هو من خطط أو مجرد وضع اللمسات له! هناك حتماً أيادي خفية و قد تكون أجنية أو عبرية أو عربية أو كما جرت العادة أثر من "لعنة الكيزان" و أشباح قوى الظلام! *
في وقت تقرير المصير أن نعيش أو نموت لا مكان لمتردِّدين لا المتلوِّنين لا جماعات التفلسف لا الجدال و لا النفاق لا الخونة. و حقيقة أن "ساسة مرحلة" ما بعد الثورة يتحمّلُون وزراً كأوزار من سبقهم في تمكينهم لتفشي المليشيات و الترحيب بها ككيان بل و الإستقواء بها! كرههم للكيزان -و لهم الحق - و رغبتهم في الإنتقام و التشفي - بالباطل- أعمت أبصارهم عن رؤية حقيقة تلك العصابات و خطورة ما يُحاك بإستخدامها على الجيش قبل السودان كله! شغلوا أنفسهم و شغلوا الناس معهم في معركة "إزالة التمكين" في تكرار لذات أدوات الكيزان! بينما كان هناك من يخطط للجنجويد في السودان من خارج السودان أمراً عظيماً! الساسة و الأحزاب و الحركات تركوا "الأحمق البرهان" و من يشوره يقود قوات الشعب المسلّحة فالبلد معها إلى مصير كان متوقَّع! التصادم مع الجنجويد و إحراق البلد كلها! يوم أن "دوّرت" بين عساكر الجيش و مليشياتهم ظهر على الشاشات و بعد طول غياب سعادة وزير الوزراء المُختار ثم المُنقلب عليه فالمُستقيل الدكتور حمدوك و هو يدعو "العسكر إلى الصلح" فيما بينهم و تطيّب النفوس حفاظاً على مصير البلد! فلماذا لم تحافظ قبلهم عليها و قد كنت "في الحسبة" رئيسها الشعبي المُنقذ المتفق عليه المفوَّض؟! *
سرطان الجنجويد؛ لابد من استئصاله خلية خلية و حتى يضرب يحرق في مهده و النخاع. قادة الجيش أنتم محاسبون حتى و إن انتصرتم -و نسأل الله أن ينتصر الجيش بكم أو بدونكم- فلا كفارة في الحياة -هذه الدنيا -للخونة. هولاكو الجيش و تتار الجنجويد: الخرطوم لكم بعون الله عين جالوت.
و أبشر يا شهيد محمد حسن مصطفى
رسالة خاصة: "بالسلامة بإذن الله"
|
|