النار تزيد الذهب بريقا ولمعانا حرب الجيش والدعم السريع كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل

النار تزيد الذهب بريقا ولمعانا حرب الجيش والدعم السريع كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل


05-22-2023, 12:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1684756133&rn=0


Post: #1
Title: النار تزيد الذهب بريقا ولمعانا حرب الجيش والدعم السريع كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 05-22-2023, 12:48 PM

12:48 PM May, 22 2023

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن محمد فضل-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر



ظِلَال القمــــــر

[email protected]

يقول الله عز وجل في محكم تنزيله
{فَلَوْلَآ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ‏تعوذوا بالله من نسيان النِّعم!!قد يقتلك الروتين الهادئ لحياتك ويضيق صدرك بتشابه أيامك، ولو تأملت قليلا لأدركت أن يومك الذي يشبه أمسك في صحتك وقرب أهلك وخلوه من فواجع المصائب، هو يوم مبهج تحمل ساعاته ألف نعمة وأنت لا تشعر، وربما لانعرف قيمة الامن الذي كنا نعيش فيه في عتمة هذه الحرب، وربما هذه الحرب تجعلنا نقدر قيمة الامن ونعمة الامن والامان ونعمة الوطن، لقد الفنا النعم وخصوصا نعمة الامن من الخوف واصبحت وتيرة حياتنا تمضي بنا في بحر واسع من النعم الكثيرة التي تعد ويمكن لاي حاسب ان يعدها ولكن لا يمكن لاحد ان يحصيها لقد امسينا واصبحنا فى نعم عظيمه من الخالق الوهاب وفجأة انقلب حال بلادنا الي إبتلاء وامتحان عسير، ولكن تظل قلوبنا ممتلئة بالصبر واليقين وحسن الظن برب العالمين وخالق الناس اجمعين، ونوقن كل اليقين بأننا موعودون بخير وفير وامن وامان وسلام من رب العالمين وفرج قريب آتي، يجب علينا التثبث بحبل الرجاء والدعاء والتعلق بالله الواحد الاحد وندعوه مخلصين له الدين وان نكثر من الدعاء والاخلاص له ونتعلق به وحده فهو المنعم المتفضل وهو الجواد الكريم وهو القوي العزيز الرحمن الرحيم، يجب ان تمتلئ قلوبنا بالاخلاص له وحده والصبر والرضاء بكل اقداره، اظن انه في هذه الحرب تفتحت بعض العقول واستنارت بعض القلوب وامتدت جسور واواصر التقارب والتآذر والتراحم والتعاضد ووصل الرحم المقطوع وتفتحت بصائرنا على إيلافنا كثير من نعم الله علينا وتفتحت ابواب العطاء والإثار علنا وسرا وفى الخفاء إقتساما للسكن والمأكل والمشرب والمركب رغم الضائقة ورقم الظلام الحالك الذي سد الافق ورغم دوي المدافع وازيز الطائرات ودوي القنابل وصوت الرصاص وقد اسودت السماء باعمدة الدخان جراء الحرائق التي تسببت فيها هذه الحرب، ورغم هذه الشدة وهذا العنت وهذا البلاء فإن القلوب موقنة بالفرج وتظل الوجوه تكسوها الرحابه والابتسامة مرحبة بالضيف وكل ملهوف خائف يطلب الغوث والنجدة، بهذا التكافل وهذا التراحم اصبحت البلدان والقرى والمساكن لا فارق فيها بين ضيف ومضيف وزائر ومقيم، وهناك وسط الدخان وسواده الحالك تعرى القاتل ومستبيح الدماء والفاسد والظالم والسارق والناهب والخثيث والندل والدنئ والوضيع والذليل والحقير وفاقد المروءة والشهامة، لقد سطع نور الحق المبين وانكشف الستار وبانت العورات لكل شريف عفيف وورع وتقي، وانكشفت افعال السراق وعديمي الضمير الذين ينهبون المتاجر والاسوق من اخوانهم المواطنين باي حق تسول لك نفسك ان تمد يدك لمال غيرك وباي حق تسول لك نفسك ان سرق ولو ابرة خياطة من مال غيرك اين المروءة واين الأخلاق واين الضمير واين الدين؟؟ والمتحاربون تخاصموا وتعلقت قلوبهم بالدنيا طمعا في سلطة زائلة وملك فاني لقد مكروا و اشعلوها حربا وقتلا ودماءا و ما فتروا ولا استكانوا وازدادوا كيدا ينفخون فيها ريح الخراب والدمار والفرقة والشتات وتسمع همهمات العنصرية والبغضاء والكراهية من هنا وهناك وتكاثر نافخي الكير وكل واحد ينفخ في كيره ليشعل مزيدا من النار واللهب
ونسوا ان كيد ومكر الله عظيم وان الله هو خير الماكرين، كلما اشتد لهيب هذه الحرب واتقدت نيرانها ازداد لمعان وبريق معدن بعض النفوس الكريمة النفوس السوية حيث يبرق معدنها النفيس الذي لا يصدأ ابدا فالذهب لا تزيده النار الا لمعانا وبريق وتوهجا وصفاءا وجمالا، وإن نافخوا الكير وموقدوا الحرب لن يرثوا منها الا خسارة ورمادا و غيظا وخيبة في الامل وانقطاع في الرجاء وسوف تسد آمالهم وتضيق عليهم السبل والمسالك وتسود الحياة في وجوههم، وهم يرون قبيح فعالهم وصنيعهم وما اعقبه من دمار وهلاك وسفك للدماء، ايها المفسدون يا من اضرمتم نيران الحرب واخترتم طريق الموت والهلاك والدماء والاشلاء والخراب لقد انسدت عليكم سبل الرجاء وابيتم الا اسدال الستار عن هذا العرض المسرحي الهزلى "العبثى الخاسر" كما وصفته ألسنتكم، اين الحكمة والعقل؟ اين المسؤلية والقيادة؟ اين الخوف من الله عز وجل؟ اين الخوف من ارواح ودماء الأبرياء التي اهدرت وسفكت؟؟ اين الخوف من الله فيما تسببتم فيه من نهب وسرقات لاموال ومتاجر ومساكن الناس؟؟ كل هذا الهرج وهذه الفوضي وهذه الاحزان وهذه الجراح وهذا الخوف وهذا الهلع وهذاالذعر والرعب التي تسببتم فيه سوف يكون حسابكم عند الله يوم تجتمع الخصوم عند ملك الملوك العدل الحكم ، ايها المتاحربون ان بعضكم يقاتل من اجل الديمقراطية وبعضكم يقاتل من اجل الحكم العسكري وبعضكم يقاتل من اجل السلطة وكرسي الملك ونسيتم الله عز وجل ولم تقاتلوا من اجل الله ابدا ولم تقاتلوا لاعلاء كلمة الله ابدا ولم تقاتلوا من اجل نصرة ضعيف او مظلوم او هداية ضال، انما قتالكم من اجل الباطل وحظوظ النفس، نرفع اكف الشكوي لله وليس سواه نستقوي بالملك العزيز الجبار قاصم الجبابرة والظالمين ونسأل الله العلي العظيم ان يكفينا شر الحرب ونارها ويكفينا شر الجدال والتخاصم والتدابر ونرفع شكوانا لله وحده دون سواه به استجرنا واليه انبنا وعليه توكلنا امسينا واصبحنا متعلقين به وحده وقلوبنا يحدوها الامل والرجاء فى وعد ربنا الحق ناصر الضعفاء والمظلومين والمستضعفين إن بعد العسر يسرا وحسبنا الله ونعم الوكيل ايها العقلاء والحكماء اوقفوا لحرب واوصدوا ابواب العنصرية والكراهية التي فتحت ابوابها ادركوا الامر قبل ان يستفحل وتشتعل النار في كل الوطن اتعظوا بغيركم من البلدان التي تعيش في بحور الفوضي ونيران الحرب والاقتتال ادركوا السودان ايها العقلاء قبل ان يقع الفأس علي الرأس.