من أقوال وتعبيرات الشعب المصري عبارة : ( منين يا حسرة ؟؟ ) ،، وقد أتخذت تلك العبارة عنواناَ لمقالي حتى يعرف القارئ الكريم مدى التردي في الأحوال والمقدرات الشخصية في هذه الأيام الكئيبة التي تشهدها البلاد هذه الأيام في ظلال تلك المنازعات العبثية بين الجيش السوداني وبين مليشيات الجنجويد ،، والمصيبة الكبرى أن أفراد مليشيات الجنجويد في هذه الأيام يرددون تلك العبارة الاستهجانية الغريبة !! ،، حيث عبارة ( أنتو ليه قاعدين لسة ؟؟؟ ) ،، وكأنهم كانوا يتوقعون من الآخرين أن يهجروا ديارهم وبيوتهم ويهربون تاركين لهم الممتلكات والمقتنيات للنهب والسلب !! ،، ويجهلون بمنتهى الغباء أن من يقتل وهو يدافع عن حقوقه وأمواله هو شهيد في عرف الدين الإسلامي !! ،، ومن يقتل وهو يدافع عن عرضه وشرفه فهو شهيد !! ،، أما ذلك الإنسان الجبان الرعديد الذي يهرب ويترك دياره وممتلكاته للآخرين فهو ذلك المذنب المرتكب لكبيرة من الكبائر المعروفة في الدين ،، وهي كبيرة تعادل التولي والهروب يوم الزحف في سبيل الله !!،، ولا يمكن لإنسان مسلم مؤمن أن يتنازل عن حقوقه لحفنة من حثالة البشر بمنتهى اليسر والسهولة ،، ومتوهم كل من يظن أن الآخرين سوف يهربون تاركين لهم الغنائم والممتلكات والمقتنيات للسلب والنهب !! ،، والكل يمثل رجل الساحة في نهاية المطاف ،، ولا أحد يخاف من أحد مهما تبلغ درجات البطش والتخويف والترهيب !!،،
أما هؤلاء البسطاء من الناس الذين يسألون بمنتهى البراءة ( لماذا لا تعودون لمناطقكم بالأقاليم السودانية ؟؟؟؟ ) ،، فنجيبهم بمنتهى البراءة أيضاَ : ( منين يا حسرة ؟؟؟ وتلك الجيوب خالية من النقود في زمن تكاليف التنقل فيه بالملايين والملايين من الجنيهات السودانية ؟؟ ) ،، وفي نفس الوقت فإن تلك المسالك والطرقات نحو الأقاليم ليست بتلك الآمنة المطمئنة الخالية من أفواه البنادق الموجهة للصدور !! ،،
والبعض الآخر بمنتهى البلاهة يسأل : لماذا لا تهاجرون لدولة مصر المجاورة ؟؟؟ ،، والإجابة بمنتهى البساطة : ( منين يا حسرة ؟؟؟ وأين تلك الأموال الضرورية التي يقتضيها التواجد في ديار الآخرين ؟؟ وخاصة التواجد في مدينة القاهرة ؟؟ ،، حيث لابد من دفع إيجار الشقق .. والتكفل بمصارف الإعاشة اليومية للأسر والعائلات ؟؟ ،،
وبالمختصر المفيد فإن الكلام والانتقاد سهل بالألسن والحنوك ،، ولكن تلك الحقائق في أرض الواقع ليست بتلك السهلة الميسرة كما يعتقد بعض البلهاء من الناس ،، والخلاصة سوف نبقى ونتواجد في ديارنا مهما تشتد دوائر البطش والتنكيل ونعرف جيداَ أن الموت هو الموت سواءَ في الداخل أو في الخارج ،، والبطل هو يموت شهيداَ دون ماله وممتلكاته وعرضه وشرفه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست