Post: #1
Title: العنصرية وعدم قبول الآخر هي سبب ازمات السودان كتبه علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 05-15-2023, 04:49 PM
04:49 PM May, 15 2023 سودانيز اون لاين علاء الدين محمد ابكر-Sudan مكتبتى رابط مختصر
كنت قد كتبت في شهر اغسطس من العام 2019 مقال يحمل عنوان ( التمرد سنوات من التهميش ) كان ذلك بمناسبة ذكري تمرد الفرقة الجنوبية في مدينة توريت في العام 1955م والذي يعتبر اول تمرد في تاريخ السودان الحديث والمعاصر كان يمكن عبر دراسة اسباب اندلاع ذلك التمرد العمل علي المساعدة على معالجة الازمات التي تندلع في المستقبل ولكن بكل اسف كان اصرار النخب الحاكمة دائما علي خيار المعالجة عن طريق الحسم العسكري وهذا ما لم تنجح فيه اي حكومة حتي الان و بلا شك فان لكل ازمة او حرب اسبابها وان عدم التطرق اليها يقود إلى مزيد من الاشتعال
الحرب ليست نزهة كما كان يتصورها الاسلاميين وحلفائهم من العنصريين الجدد فكل متابع كان يعرف ان الحرب التي تعيشها العاصمة الخرطوم هذه الايام كان يمكن تجنبها ولكن اصحاب الاجندة الخفية كانوا اسرع في اشعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع ، ان من يراهن علي الحرب عليه بمراجعة التاريخ وسوف يجدها خيار خاسر حتي ولو تحقق من خلالها نصر علي الارض وسرعان ما تعود اكثر شراسة خاصة في دول ذات طابع قبلي عريض مثل السودان
حرب السودان الحالية سوف تقود إلى احراق الاخضر واليابس خاصة وان سياسة عدم قبول الآخر تسيطر على العقلية السودانية سواء كانوا عسكر او مدنيين و هذا نتاج الاصرار على السير في الطريق الذي يقود إلى الفرقة والتناحر الولايات المتحدة و الدول الاوروبية وغيرها سحبت مواطنيها من السودان لتترك السودانين يموتون بسبب حرب لا داعي لها لم تفكر تلك الدول في تقديم مساعدات إنسانية الي السودان علي غرار ما فعلته في اماكن اخري فهي تفكر في مصالحها ولايهمهم مصير السودانين الذين يواجهون شبح الجوع والمرض بسبب هذه الحرب
ان ما يحدث من قتال دائر الان بالسودان هو استنساخ لتجارب تاريخية سابقة بداياتها كانت في العام 1505م عندما تم تخريب مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة مما قاد الي انهيارها والتي عرفت بقصة (عجوبا الخربت سوبا) وكذلك الحروب التي كانت تدور مابين دولة الفونج وسلطنةالفور ومملكة تقلي وقصة غزو السلطان تيراب لمملكة المسبعات وفرار سلطانها هاشم والي فترة الاحتلال التركي المصري 1821م وثورة الجهادية السود في كسلا في ستينات القرن القبل الماضي ومرور بالثورة المهدية 1881م و احداث انقلاب الاشراف الاول والثاني علي حكومة عبدالله التعايشي خليفة المهدي 1885م ومعركة كرري 1898 التي سبقتها احداث المتمة 1897م ( كتلة ود سعد ) وكيف احدثت شرخ كبير لايزال حتي اليوم ما بين الشمال والغرب والشخص الذي كان يقف وراء ذلك المخطط هو سلاطين باشا مدير استخابرات الجيش المصري الانجليزي فقد كان قبلها اسير لدي الخليفة عبد الله التعايشي ولكنه فر ليعود مع الاستعمار البريطاني المصري ليعمل على بث الفرقة والتناحر بين السودانين لم يستقر السودان فقد قاوم السودانين الاستعمار البريطاني المصري بعد معركة كرري في ام دبيكرات 1899م وثورة ود حبوبة 1908م و ثورات جبال النوبة السلطان عجبنا والفكي علي و في دارفور ثورة السحيني و ثورة جمعية اللواء الابيض 1924 لتشهد البلاد استقرار الي موعد مغادرة الاستعمار لتندلع الاحداث مرة أخرى في مدينة توريت بجنوب السودان في اغسطس 1955 لتدخل بعدها البلاد سلسلة طويلة من الحروب انتهي بعضها بانفصال الجنوب في العام 2011م واستمرارها في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق
لم يعرف السودان السلام الا لفترة محدودة ومن ثم تنطلق الحرب مرة أخرى فكل مناطق السودان لا تعرف استقرار حتي بين المواطنين الذين لم يعرفوا السلام الاجتماعي فتجد في الامس القريب اشتعال احداث غرب دارفور المتكررة واحداث بورتسودان والقضارف وغيرها وكل ذلك بسبب غياب السلام الاجتماعي علي حساب السلام السياسي الذي هو سلام نخب سياسية ولا يمثل حلول لمشاكل المجتمع المدني
الحرب التي تدور الان في السودان وفي قلب عاصمتها خير مثال علي ذلك التناحر والذي هو افراز طبيعي للاحتقان والحقد والكراهية والتي يصر البعض علي اشعالها فهناك من يرفض اقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية التي يتساوى فيها الجميع فالمصالح تلعب دورا كبيرا في افشال الديمقراطية وثورة ديسمبر مثلها مثل ثورة اكتوبر 1964 وابريل 1985 فشلت في تقديم برنامج اجتماعي يعالج مشكلة عدم قبول الآخر وذلك بوضع قانون لمكافحة العنصرية والتوزيع العادل للثروة والسلطة ورفض ذلك يعني ان الحرب لن تتوقف ابدا في السودان
وفي اخر المطاف المستفيد الأول من حرب السودان هم الدول الطامعة في ثرواته الطبيعية خاصة دول الجوار التي تحتل اراضي السودان في حلايب وشلاتين وابو رماد والفشقة ( مصر و إثيوبيا ) فالحرب بلا شك سوف تضعف قدرات وإمكانات السودان العسكرية فالجيش والدعم السريع كانوا بعبع مخيف لكل طامع في السودان ولكن العملاء تمكنوا من ايقاع الفتنة بينهم ومن ثم اشعال الحرب
يجب ايقاف نزيف الدم بوقف الحرب والرجوع الي اكمال العملية السياسية والي عقلاء الاسلاميين اقول لهم لا تنساقوا خلف فئة قليلة منكم تريد في سبيل الرجوع الى السلطة مرة أخرى ان تريق كل الدماء عليكم بزجر هولاء وتذكيرهم بان هذا السودان يضم اهلهم وبني جلدتهم بالتالي التحريض على الحرب لن يفيد مع العمل علي نبذ العنصرية والتمييز والعمل على قبول الآخر
حفظ الله شعب السودان من كل شر ورد كيد الكائدين
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
|
|