تصاعد وتيرة الأحداث فى السودان ، و عدم التزام المليشيا المتمردة بالهدنة ، و الحرب العبثية التى تعمل على تأجيجها الاحزاب السياسية الملفوظة جماهيريا قحت المركزية و جناحها العسكري المتمثل فى مليشيا الدعم السريع المتمردة الغير ملتزمة بالهدنة ، جميع هذه الأسباب مجتمعة لا تجعل امام رئيس مجلس السيادة القائد الأعلى للجيش السودانى البرهان دستوريًا خيارًا أخر غير أعلان حكومة إنقاذ وطنى "حكومة حرب "، لإحباط اى مخطط من شأنه ان يقود الى انزلاق البلاد فى حرب أهليه، او يفتح المجال لاى قوى خارجية او اقليمية بفرض الأحزاب الملفوظة جماهيريًا عبر اى عملية سياسية تفاوضية لشرعنة من لا شرعية لهم عبر كروت الضغط المتمثلة فى الوضع الانساني و الامن الإقليمي ، خاصةً و ان مراكز القرار كان فى إمكانها أتخاذ قرار حاسم تطالب فيه حركات التمرد من التوقف عن العدائيات و أطلاق النار، و يترتب على ذلك توقف الجيش عن عملية الدفاع الذى يقوم به لردع التمرد، علمًا بانه ليس من المعقول ان يتوقف الجيش السودانى عن آداء مهامه و واجبه الدستوري فى حماية الوطن و المواطن و السماح لتلك القوى المتمردة باحتلال السودان كما يصفها إتفاق جدة بانها قوى تسيطر على أراضى…الخ ، تلك المليشيا التى تتكون من عدد كبير جدًا من الأجانب، و سبق لقائد حركة جيش تحرير السودان منى اركو مناوى ان صرح فى حوار له فى باريس اجرته معه الصحفية عواطف رحمة قبل عدة سنوات فى باريس قائلًا: ان الدعم السريع مكون بنسبة اكثر من ٤٠٪ من الاجانب ، مضيفًا : المؤتمر الوطنى ولد الاجانب و الجنجويد ، فى اشارة الى الدعم السريع بانه صناعة المؤتمر الوطنى و مكون من أجانب، كذلك نقلًا عن راديو دبنقا سبق و اتهم منى اركو مناوى قوات الدعم السريع بانها مكونة من اجانب ، و تنهب ذهب جبل عامر، و لديه مقال مشهور عن جبل عامر و الاجانب فى الاشار للدعم السريع و نهب الذهب السودانى ، تحت عنوان : عندما يلد الفكى ذنوبه ، للتأكيد على ان الدعم السريع ما هو إلا مجرد مليشيا اجنبية من صنع الرئيس المعزول البشير.
المعلوم ان صناعة المليشيات تاريخيًا معروف عالميًا فقد حدث ذلك فى الماضي القديم فى فرنسا و فى امريكا ، و لكن حسم هذا الموضوع و لم يتكرر، و كان فى الامكان ان يحسم كذلك امر مليشيا الدعم السريع فى السودان اذا ترك العالم الدولى الجيش السودانى يقوم بعمله فى ردع هذا التمرد دون قيود و ضغط و تهديد مباشر و غير مباشر. و لكن هناك اجندة تريد ان تجعل من هذه المليشيا المتمردة جيشًا موازيًا للجيش السودانى الوطنى، و تريد ان تجعل منه جناحًا عسكريا لاحزاب قحت المركزية و إعادتها للسلطة مرة اخرى و فرضها على المجتمع السودانى لتنفيذ أجندة خارجية. و المعلوم ان بعض المنظمات الدولية كانت قد اتهمت دول عظمى بالتراخي فى حسم امر المليشيات عندما تكون خارج أراضيها، و تكون تلك الدول بعيدة عن خطرها، تتركها تجول و تصول خرابًا و دمارًا فى دول لا حول لها و لا قوة، و ترتكب أفظع جرائم الحرب فى المدنيين العزل من غير مساءلة. لم يعد امام البرهان خيار اخر غير تشكيل حكومة إنقاذ وطنى فهل يفعلها و يحسم الفوضى؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبير سويكت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست