تابعت كغيري على وسائط التواصل الاجتماعي، بياناً صادراً من مليشيا الدعم السريع بتاريخ ١٣ مايو ٢٠٢٣م، واصفاً هجومه على السكان الأفارقة بمدينة الجنينة بالصراع القبلي، لذلك أود أن أوضح بعض الحقائق للرأي العام السوداني : أولاً : حقيقة ما جري وما يجري في ولاية غرب دارفور منذ سقوط نظام البشير وخصوصاً في مدينة الجنينة، ليس صراعاً بين اثنية المسر (المساليت) الافريقية والقبائل العربية كما يوصف ويروج له في اعلام المليشيا والمواليين له أو بعض الجهات الرسمية، بل هي حملة منظمة للتطهير العرقي بحق السكان الافارقة - هذه الحملة طالت كافة الاحياء التي يسكنها الافارقة، وكان القتل منظماً على أساس اللون والشكل والانتماء الاثني وسرقة ونهب منظمة طالت جميع مراكز الأيواء والاحياء وللمفارقة لم تطال حيً واحداً من الاحياء التي يسكنها القبائل العربية في مدينة الجنينة. ثانيا : أحياء مثل حي النهضة والكفاح .. الخ يكاد لا يوحد فيها أفراد من اثنية المسرا وبالرغم من ذلك تعرض سكانه للقتل والنهب والتخويف والابتزاز . ثالثاً : المسرا لا يشكلون قوى اقتصادية مؤثرة في سوق مدينة الجنينة، وبالرغم من ذلك تم نهب السوق على بكرة ابيه وحرق ما تبقى فيه. رابعاً : تخريب مستشفى الجنينة وتحطيم الأجهزة الطبية وتدمير المراكز الصحية وسرقة البنوك وتخريب الوزرات والمؤسسات الحكومية، يدل على أن المستهدف ليس المسرا لوحدهم بل كافة سكان مدينة الجنينة. خامساً : تم رصد عدد كبير من عربات مليشيا الدعم السريع شاركت في الهجوم وكذلك هنالك عدد من قتلى المليشيا معروفين لسكان الجنينة وما زالت الأدلة موجودة وهنالك فديو وصور سنقدمها للعدالة الدولية. سادساً : في ظل غياب الخدمات الصحية ونقص الغذاء والدواء والماء وأستهداف المارة بالقنص وفرض الحصار على مدينة الجنينة، يؤكد بما لا يضع أي مجال للشك بأن مليشيا الدعم السريع تستخدم الجوع والدواء كسلاح في قتل المدنيين وهذه جريمة لا تقل بشاعة عن القتل والحرق. سابعاً : قائد مليشيا الدعم السريع حميتي ظل يردد اسطوانته المشروخة منذ سقوط البشير، بأن ما يجري في مدينة الجنينة هو صراع اثني متناسياً أو متعمد تناسي مشاركة قواته في حرق معسكر كريندنق للنازحين وهنالك فديو لمشاركة أحد أبرز قياداته في الولاية وهو موسى أمبيلو في التعبئة والهجوم وتوالت الهجمات والجرائم من المليشيا العرقية للمرة الثانية على معسكر كريندنق للنازحين وحرق أحياء الجبل ومعسكر أبو ذر للنازحين ومدينة مستري لعدة مرات وكذلك مدينة كرينك وفوربرنقا وجبل مون وقرى في كلبس وفي سربا ومدينة اديكونق الحدودية … الخ. ثامناً : سقوط البشير أطلق العنان لهذه المليشيا، وبدلاً من كانت تعمل بالوكالة لصالح نظام المؤتمر الوطني الذي كان يضبط جرائمها، تعمل اليوم أصالة عن نفسها وبذلك تمارس الانتهاكات والجرائم وتجارة المخدرات وتهريب الذهب دون أي رادع قانوني أو وازع أخلاقي أو ديني. تاسعاً : ليس هنالك أي وجود فاعل للدفاع الشعبي في ولاية غرب دارفور خلال العشرين سنة الماضية، بل هنالك وجود كثيف وفاعل لمليشيا الدعم السريع وازرعه وبالتالي يجب الا تأخذ هذه الادعاءات مطية لبراءة مليشيا الدعم السريع من الجرائم التي تقوم بها في الجنينة والخرطوم …الخ. مما تقدم يتضح لنا بأن ليس هنالك أي صراع أثني/ قبلي بل هو هجوم ممنهج من مليشيا الدعم السريع على السكان الأفارقة، بهدف ابادتهم واحلالهم بسكان جدد من عرب افريقيا، الذين يبحثون عن وطن لهم وهذا يتماشى مع المخطط الأمبريالي العربي بزعامة السعودية والامارات، وما مدينة الجنينة بموقعها الاستراتيجي الا عقده يجب ازالتها حتى يمر طريق ما يعرف بطريق جنيد بسلام. هذا الطريق يبدا من البحر الاحمر مروراً بالبطانة والجزيرة والنيل الأبيض وكردفان وشرق دارفور وجنوب دارفور ووسط دارفور وغرب دارفور إلى الشقيقات تشاد والنيجر وبهذا الخط يستطيعون التحكم في السودان وافريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ومالي. أخيراً : في ظل غياب كامل للدولة وتواطوء واضح لقائد الفرقة (١٥)مع مليشيا الدعم السريع، لم يكن هنالك خيارات أمام سكان الولاية ولا سيما في مدينة الجنينة سوى التعاضد وحماية بعضهم البعض من الهجمات الوحشية لمليشيا الدعم السريع العربية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالسلام نورين عبدالسلام
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست