ماذا لوً كانت الخرطوم مستعمرة بريطانية كتبه عواطف عبداللطيف

01:07 PM May, 07 2023

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

هناك بقصر برمنجهام توج امس السبت ٦ مايو ٢٠٢٣ الأمير شارلز ملكا لانجلترا في ذاتالوقت واحدى مستعمراتها تعترك وتتطاحن وتكاد تموت والكثيرون يتابعون الجدلالمحتدم ومنذ اشتعال الحرب العبثية الخبيثة بين حملة الاقلام وقبيلة المثقفين بل بين كلمن يحمل هاتفا ذكيا في هذا الوقت الذي أنزلق فيه سودان الامس وبأيادي أبناءه فيمتون الحرب القاتلة بدلا من النماء والعمار … صحيح هي بين القوات المسلحة السودانيةو الدعم السريع وصوره البعض كصراع شخصي لاعتلاء كراسي القيادة او لتوطينالديمقراطية المفترى عليها ولكن رائحة المؤامرة الاقليمية والدولية بدأت تفوح وكما يقولالمثل " ان وقع الثور كترت البتابت عيب " و التخوين والجدلية بين البعض علي أشدهاعلي منصات التواصل وتستعر في الفضاءات الالكترونية وباتت العلامة البارزة " كوزوقحاطي " في وقت زخات الرصاص تتنزل علي روؤس الابرياء تحرم الامهات من فلذاتأكبادهن وكبار السن من جرعة الانسولين و الماء النقي ومرضي غسيل الكلي من المعقموصرخة المواليد تخنق .. ليس هذا فحسب بل دمار كامل للبنية التحتية للعاصمة التيكانت اصلا تئن من اوجاعها ..البعض قد لا يصدق ان هناك كثيرون قد لا يكونوا ذاقوالايام خبزة مغموسة بملح او أنهم غادروا منازلهم بكل ما فيها من اثاث ومقتنيات ثمينةوما زالوا هائمين في شتات الارض لا يعرفون لهم وجهة فلم يكن لهم اصلا وطن آخر منذ انتفتحت أعينهم علي الحياة ..هناك علي الطرف الآخر من الدنيا وبقصر برمنجهام يتوج الأمير تشارليز ملكا بتاج ذهبي للمملكة البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس والتيخرجت منذ أكثر من ستين عاما تجر ازيالها من مستعمرة كانت ملك لها هي السودان .. ماذا يا ترى لو كانت هذه الحرب لدحر الاستعمار البريطاني وليس الجنجويد الذي تشيرالوقائع أنه ايضا كان يتمدد ليكون السودان تحت استعمار أسرة دقلو الذي اختزن الثروةوالعتاد وجند الشباب واليافعين وأحتل قلب الوطن ومقعد القيادة فيه .. من كان يصدق انمن كان يسير حملات غذاء ودواء للمتأثرين بكورونا و الفيضانات ولدر اثار الكوارثالطبيعية هو ذاته الذي يحرمهم اليوم من الاوكسجين والدواء والغذاء ويشردهم منبيوتهم .. ماذا لو كانت حربا ضد مستعمر . . بل ماذا لو لم يخرج المستعمر الذي كانيسكن الخرطوم ويعمرها ولا يخربها ويدفن أرثها وتراثها ويخالف عاداتها وتقاليدها...متى يصحوا أبناء الامة ويغادروا مرابع التخوين لحماية وطن يتشظى ويعاد استعمارهمن ادعاء الوطنية والديمقراطية المزيفة .. آه يا وطن .
عواطف عبداللطيف
[email protected]
--
Awatif Abdelatif