مكارم الأخلاق في الحرب كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل

مكارم الأخلاق في الحرب كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل


05-04-2023, 01:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1683203309&rn=1


Post: #1
Title: مكارم الأخلاق في الحرب كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 05-04-2023, 01:28 PM
Parent: #0

01:28 PM May, 04 2023

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن محمد فضل-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر





ظِلَال القمــــــر

[email protected]


في خضم هذه الحرب الدائرة في عاصمة بلادنا هذه الايام كم يشعر الانسان بالاسي والحزن اولا علي هذا الاقتتال وهذه الحرب التي تجري بين الاخوة وابناء الوطن الوحد وكم يشعر المرء بقبيح الخصال التي كشفتها لنا هذه الحرب عن معدن بعض المواطنين السيئين الذي عاثوا فسادا بالسرقة والسلب والنهب لاموال وممتلكات اخرين من المفترض في مثل هذه المواقف ان يقف المواطن الشريف العفيف حافظا للامن مدافعا وحافظا للحقوق في مثل هذه الظروف الانسان في امسي الحاجة لرفع شعار مكارم الاخلاق والعفة والتعاون علي الخير بنفس روح الشجاعة والقوة والبطولة في الحرب، لان المجتمع اذا فقد القيم والاخلاق انهار وتلاشي لان القيم الفاضلة والاخلاق الرفيعة هي احد لبنات المجتمع التي ترتكز دعائمه عليه تكافلا وتعاضا وامر بمعروف ونهي عن منكر وعفة في اليد واللسان والاخلاق الحميده الفاضلة هي مرتكز الانطلاق للصلاح والتقوي ولهذا لم لم يكن عبثا عندما وصف الله تعالى رسوله بأنه على خلق عظيم، لأن الأخلاق للإنسان هي عنوان استقامته ودليل توازن شخصيته، وعلامة حقيقية على صحة تدينه ولم يخل وصف الله تعالى لعباده بأخلاقهم الحسنة حينما قال (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام) فأخلاق الفرد والأمة بمثابة النور الذي يبصر به الإنسان، والفرقان الذي يميز به بين المصلحة والمفسدة والخير والشر، وبين المواقف البانية والهدامة. والأخلاق الحميدة هي المدخل الرئيس للإمامة والريادة والتفوق، فلا سمو للمرء ولا رفعة لأمة إذا فقدت منهما الأخلاق، ورحم الله الشاعر أحمد شوقي حينما قال بصدق: (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا). نعم لا كمال للإنسان إلا يوم يمتلئ الوجدان بفضائل الأخلاق ومكارمها، ويوم يتصرف وفق ميزان الأخلاق، ولا تستقيم حياة الأمم إلا حين تتشبع النفوس بالتزكية الأخلاقية. نعم لا تربية صحيحة إلا إذا جعلت من غرس الأخلاق الفاضلة هدفا أسمى وغاية عليا، وجعلت من بناء الإنسان الفاضل والأمة الخيرة المقصد الأولى، فخيرية الأفراد والأمة رهينة بالتربية، أمرا بالخير ونهيا عن المنكر. قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)وإن الأمة التي تملك وعيا بذاتها الحضارية وتسعى للإسهام في إسعاد الإنسانية، هي تلك التي تجعل كل قطاعات المجتمع معنية بالتربية والتكوين والتنشئة الأخلاقية، وعلى رأسها قطاع التربية والتعليم والإعلام والأمن. وإن كل إنماء للحياة لا ينطلق من إنماء مواهب الإنسان وتهذيب طبائعه وإصلاح مفاسده، إنماء فارغ يفسد أكثر مما يصلح. وكل إنماء أخلاقي خال من القيم الإيمانية في الإيمان بالله تعالى واستحضار مراقبته جل وعلا والعمل بما شرع من الأحكام وما هدى إليه من التوجيهات إنماء منكوس، جر كثيرا من البلايا على الناس والأمم قديما وحديثا. فلا أخلاق ملائمة للإنسان ما لم تكن نابعة من الإيمان بالله تعالى ومتناغمة مع منظومة القيم التي دعا إليها الوحي وهدى الناس إليها ورغم ماكشفته الحرب عن سوءات في جدار المجتمع الا انها ايضا كشفت عن معدن اصيل لا يصدأ مع تقلبات كل الفصول اظهرت التكافل المجتمعي واغاثة الملهوف والمسارعة لنجدة المحتاج والخائف، وباذن الله سوف تصمد الحرب ويعلو صوت الحق ويبدا تعمير النفوس المفجوعة وطمأنت كل الخائفين واطعام كل الجائعين ومدوات كل المجروحين جسديا ونفسيا وغدا نشمر الايادي لرفع انقاض الحرب لنبني وطن شامخ عزيز تسود فيه مكارم الاخلاق والقيم.
تم الإرسال من هاتف Huawei الخاص بي