الخرطوم الملتهبة حد دمار بنيتها التحتية ربما لم تكن اصلا تحمل سجلا حديثا واحصائية دقيقة لسكانها و كذلك عموم البلاد التي قدر سكانه بنحو 43.83 مليون نسمة نهاية عام 2020م ، وفقًا لـ بيانات الأمم المتحدة ، و تستاثر العاصمة المثلثة بالمرتبةالأولى بعدد السكان مقدر بين 8 الي 10 ملايين نسمة وخارطة الخرطوم تمددت بمساراتتجمع بين النقيضين افقيا بعمارات ضخمة وفخيمة هندسيا ورواكيب وعشش متواضعةبائسة الي جانب توسعها الرأسي حيث باتت متاخمة لولايات أخري و بانتشار أسواقهاومساجدها ومؤسساتها التعليمية والصحية الرسمية والتجارية .. نعم فهي بمدنهاالثلاث ظلت تفرد أجنحتها وترفرف علي كل من حط رحاله بقلبها مواطنين او أجانب طاب لهم المقام .. في كل الازمان هي واجهة للتعليم او للاستشفاء والاستثمار او نزوحا من حواكيرهمومرعى مواشيهم باعتبارها المدينة الأجمل والامنة و ايضا جاءت لها أجناس العالم منالمحيط للخليج حيث يعيش الكثيرون في بحبوحة العيش يقابله تماما المعدمون ومن لايمتلكون إلا الفتات و بشق الانفس … ولكن الخرطوم تلفهم بحضن دافيء وبأثواب الدعةوكيف لا وهي ملتقى النيلين الابيض والازرق يلتقيان في عناق وسينفونية ابداعيةحركت دوما مكامن العاطفة في سجية الزولات وغذت فطرتهم السليمة وكانت البقعةالصالحة والآمنة لكثير من الشعوب التي اصابتها الحروب وطاب لهم المقام كأخوتناالفلسطينيين واليمنيين والسوريين والاريتريين والاثيوبيين وغيرهم وكثيرون دخلواللاستثمار كالاشقاء المصريين والاتراك والايرانيون ومن الصين وكوريا الجنوبيه والهند وكثير من الدول العربيه والافريقية واكثر منهم من جاءوا للمعالجات الانسانيةوالسياسية من الخبراء الاوربيين والاميركان او من دخلوها لنخر خيرات البلاد او لحبكخيوط الفتنة ورسم مساراتها البغيضة .. وما أن انطلقت اول شرارة غادر الكثيرون وربماايضا لا توجد احصائية دقيقة لان اصحاب الجوازات المزدوجة ايضا غادروا واخر ما اعلنان هناك ٥٠ ألف من ١٠٠ دولة غادروا عبر السعودية و٢ ألف عبر جيبوتي وأغلبهميعتصرهم الالم وحسرة تضرب قلوبهم علي بلد احتواهم بأجنحته الفضفاضة غادرواتاركين خلفهم ذكرياتهم وممتلكاتهم فالحرب الشريرة بين مليشيات الدعم السريع وقواتالشعب المسلحة كانت مباغتة رغم مؤشرات التمدد للدعم السريع واستحكامه بمقار فخيمةوامتلاكه لمعدات دقيقة الخ علي حساب إنبات سنابل القمح وترسيخ بنود التنميةالمستدامة والتعايش السلمي بين القبائل المتناحرة اصلا وتؤطين ابجديات الديمقراطيةالمؤدة بزخم الرصاص المدمر .. ان التاريخ سيرسم صورة داكنة لهذه الايام السوداء والتيدمرت البنية التحتية واحرقت المصانع ونهبت المنازل ودخلت المشافي وداست فيالشوارع وبالبود علي الجثامين .. انها الحرب اللعينة التي ضربت المواطن الاغبش فيمقتل واجبرته لنزوح جبري هنا وهناك.. اللهم الطف بهم وبالخرطوم التي وسعتجنباتها للكثيرون لعلهم يجوا عائدين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة