حيث صارت مشاهد حرب الشوارع وقصف المدن في السودان شيئا عاديا! كتبه د. احمد التيجاني سيد احمد

01:34 PM April, 30 2023

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر

هب العالم بين مصدق و غير مصدق عندما شاهدوا و استمعوا إلي ضرب و قصفأبراج و عمارات شواهق في صرة الخرطوم و حول المطارات والاحياء. كانت البداية فيصباح من صباحات الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم. تمطت الغارات الجوية والاشتباكات الأرضية و تمددت إلي أنحاء عديدة من البلاد. و لا تزال مشتعلة حتياليوم مستخدمة أدوات حرب تفوق تكلفتها عشرات البلايين من الدولارات كافية لإحداثثورة في الاقتصاد القومي السوداني، و في التعليم و الصحة!

ظلت الحرب مشتعلة علي الرغم من الأنباء عن (هدن) لا يلتزم بها أي من الطرفينالمتحاربين (الجيش الذي يخضع تماما للجنة الأمنية الكيزانية؛ وقوات الدعم السريع-شريكه في الانقلاب علي السلطة المدنية الانتقالية). ظلت وسائل الأعلام المباشرةتنشر علي مدي اربعة و عشرون ساعة مشاهد القصف و القتل و أنتشار الجثث فيشوارع الخرطوم بحري و امدرمان و الخرطوم و مدن اخري؛ وتكدس النازحين الفارينمن القتل و الدمار في المعابر علي الحدود التشادية و الأثيوبية والمصرية و ميناءبورسودان المؤدي إلي المملكة العربية السعودية. تسابقت اجهزة الاعلام في نشر أنباءإجتماعات مجلس الامن و توصيات الإتحاد الإفريقي و الايقاد وتصريحات وزيرالخارجية الامريكي و تاكيدات واغنر الروسية و نشرات أتحاد أطباء السودان ومنظمةالصحة العالمية. وتنافس الأعلام الأجنبي في تقدير عدد الموتي وعدد المستشفياتخارج الخدمةً. و إعتاد الناس علي حقيقةً أن القناة التلفزيونية السودانية الوحيدةالعاملة هي قناة (طيبة) الكيزانية التي يديرها الهاربون من الثورة السودانية ، وتبثأخبارها من تركيا!

ثم صارت رويدا رويدا أخبار هذه الحرب (امرا عاديا) مثلها مثل ما يحدث في أوكرانيًا منذ مطلع عام ٢٠٢٢، و في فلسطين منذ سبعة حقب أو أكثر!

في أزمان حنونه بهيجة غني الفنان محمد الامين لفضل الله محمد :
و مرحب يا صباح الحب تعال ما تبتعد …قرب .

وفي هذه الايام الحزينة المدمرة :
قال الداعشي الارهابي محمد الجزولي بإنه "يجب تفعيل وتصعيد أساليبالعمل المدني الداعم للمجهود الحربي من مجهود إعلامي وتكافليومعلوماتي وخدمي واجتماعي" . اي ما يعني: تقدم يا جيشنا المؤدلج وافعل ما تشاء بالشعب السوداني تقتيلا و تمزيقا وهو راض قرير العين بما تفعل!
و أفتي مرة ثانية المستنكح الارهابي الهارب عبد الحي يوسف -بين وجباتالشيش كباب في استانبول- بضرورة قتل السياسيين وقادة الاحزاب منالقوي المدنية لا سيما الداعمين للاتفاق الاطاري كما دعي لاتخاذالترتيبات الادارية من اجل تفريقهم حتي لا يجتمعوا في مكان واحدعبر اسقاط الجنسية باعتبارهم خونة او حتي يتم قتلهم
و تبرعت دولة الامارات بخمسون مليونا من الدولارات لازالة بعض آثار دعمهاالمجرم للجنحويدي حميدتي الذي أعيدت تسمية جماعته (بالدعامةً)
و ما زال العالم في أنتظار:(كش ملك) و هو يعلم تماما بأنها لعبة ازلية ليس فيهامنتصر. وحتما سينسي العالم الجثث المنتشرة في الشوارع كما نسي تلك التيتكدست في المشارح المتعفنة بعد مجزرة فض الاعتصام أو تلك التي احتواهاالنيل في أعماقه . و سيظل القاتل و المقتول يدعون بالرحمة للشهداء و بالشفاءللجرحى و بالعودة للمفقودين!

الحقيقة المرةً هي إن :
القاتل و المفتول سوداني

و الساقية لسة مدورة

حفظ الله السودان🙏

د. احمد التيجاني سيد احمد
٣٠ ابريل ٢٠٢٣ -روما ايطاليا