مخلفات الحرب القذرة كتبه حماد سند الكرتى

مخلفات الحرب القذرة كتبه حماد سند الكرتى


04-30-2023, 07:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1682835559&rn=0


Post: #1
Title: مخلفات الحرب القذرة كتبه حماد سند الكرتى
Author: حماد سند الكرتى
Date: 04-30-2023, 07:19 AM

07:19 AM April, 30 2023

سودانيز اون لاين
حماد سند الكرتى-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




الحقيقة والمعرفة
كيفية التعامل مع مخلفات الحرب - القانون الإنسانى الدولى للتعامل مع المتفجرات - والتسريبات البيولوجية من معامل الجماعات المتطرفة وغيرها من الأدوات الخطرة
April 27, 2023
الحَقِيقَة وَالمعْرِفَة

جدول المحتويات
كيفية التعامل مع مخلفات الحرب - القانون الإنساني الدولي والتعامل مع المتفجرات وغيرها من الأدوات الخطرة 2
ملخص 2
الكلمات الإفتتاحية 2
مقدمة 3
مشكلة الدراسة وتسأولاتها 4
ماهية مخلفات الحروب 5
ما هى جهود القانون الدولى للحد من أثار مخلفات الحروب- أخطار التلوث بالأسلحة 10
الحرب والقانون الإنسانى الدولى 11
الخاتمة 12
المراجع 14







كيفية التعامل مع مخلفات الحرب - القانون الإنساني الدولي والتعامل مع المتفجرات وغيرها من الأدوات الخطرة
ملخص
ثالوث الشر والرمز الإرهابي المكروه في السودان وإدارة الصراعات في السودان. إن ثالوث الشر يعمل على ضرورة فتق النسيج الاجتماعي في السودان، العمل على تأليب القبائل، استهداف المناطق المأهولة بالسكان بالقنابل شديدة الانفجار. إن المجموعات العرقية والتي تعاقبت على إدارة السودان، كانت وما تزال تضمر النية الإجرامية لتنفيذ سياسة الاستبدال العرقي القذر في بعض المناطق وذلك من أجل إفراغ بعض المجموعات العرقية واستبدالهم بآخرين من خارج حدود السودان أكثر بياضا. إن أدوات الاستبدال القذر في السودان يتم عبر الحروب الأهلية والبيولوجية وتحديد النسل العرقي والإرهاب والتعقيم والتشجيع على الهجرة، فضلا عن صناعة الموت والجوع والأمراض العقلية عن طريق الفيروسات والبكتيريات من خلال ممارسة الدونية الثقافية والحرمان من الحقوق المدنية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية والحروب العبثية، وخلق الجوع والأمراض والموت.
الكلمات الإفتتاحية
البلاد والمناطق التى خرجت لتوها من أتون جحيم النزاعات الأهلية المسلحة، أو تلك الدول ما تزال غارقة فى مأزق النزعات والحروب القذرة وذلك مثل روندا، الكنغو الديمقراطية، الصومال، إثيوبيا، إريتريا، أوكرانيا، سوريا، ليبيا وغيرها من النماذج والفضائح المروعة. السودان ربما ينزلق نحو الشواطئ الرواندية 1994م أو الفوضى الصومالية الشاملة أو الانقسامات القبلية الحادة في الدولة الليبية، إن لم يتدارك العقلاء والمجتمع الدولى والإقليمى خطورة الوضع فى المنطقة الجغرافية التى تسمى السودان. لم يفهم القادة الذين يتصدرون المشهد فى السودان النماذج السيئة في المنطقة، فراحوا يكررون نفس الأخطاء غير مدركين بحجم المعاناة والتكلفة البشرية التى قد تنجم عن هذه العمليات العسكرية فى الخرطوم وغيرها من الولايات الأخرى. كان من الأحرى أن يتعلم القادة من أخطاء الأخرين. إن الأطراف المتنازعة يعرضون المدنيين لخطر مخلفات الحرب وذلك مثل المواد البيولوجية من المعامل، المتفجرات القابلة للانفجار، فضلا عن مخلفات الحروب والتى بلا شك سوف تؤثر سلبا على البيئة على المدى القريب والبعيد، وسوف يدفع الأجيال القادمة والحاضرة أخطاء العاهات البشرية. أيضا من مخلفات الحروب الجثث والأعضاء البشرية الملقاة على قارعة الطريق والتى بإمكانها أن تتسبب في كوارث صحية خطيرة، فضلا عن الانفلات الأمني، حيث الاغتيالات والسرقات بالليل وأطراف النهار.
مقدمة
وفقا للأحصائيات التى تصدر من المنظمات الدولية والإقليمية والتى تعمل فى المجال الإنسانى وعلى رأسها بالطبع منظمة الأمم المتحدة وفروعها المختلفة، الصليب الأحمر، الإتحاد الإفريقي والجامعة العربية. بالإضافة الى تقارير منظمات المجتمع المدني، كلها تشير إلى أن مخلفات الحرب القابلة للإنفجار تسبب فى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، أو تصيبهم بإصابات بالغة قد تكون سببا فى التقليل من مستوى إسهاماتهم في المجتمع الإنسان، وقد تكون سببا فى إعاقة دائمة مما يقلل من جودة الفرد فى الحياة ومن ثم يكون عالة على المجتمع. ومن الجدير بالذكر أن مخلفات الحرب كثيرة جدا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: المخلفات البيولوجية، مثل قذائف المدفعية والهاون، والقنابل اليدوية، والقنابل، والصواريخ. وقد اعتمد المجتمع الدولي عام 2003م معاهدة للمساعدة في الحد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن مخلفات الحرب القابلة للانفجار وتقديم مساعدة سريعة إلى المجتمعات المحلية المتضررة. وبالطبع أن الشعب السودانى فى مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، فضلا عن الولايات التي تشهد وشهدت حروبا لا هوادة فيه، يعتبرون من المجتمعات المتضررة والذين هم فى حوجة ماسة الى جرعات توعية عاجلة لتفادى الوقوع كضحايا لمخلفات الحرب.
إن المجتمع البشرى بطبيعته يلجأ الى طرق غير مدنية لتسوية الخلافات التى تطرأ من وقت لأخر سواء كان على مستوى الدول أو الجماعات البشرية التى تنضوى تحت رايات ومسميات مختلفة سواء كانت قبلية عرقية جهوية دينية طائفية أو أيدلوجية. ومن ضمن تلكم الأساليب هو اللجوء الى العنف، إلا أن هناك اعتقادًا راسخًا في جميع الثقافات بأنه يتعين فرض قيود تمنع تحويل النزاع إلى حرب بربرية، أن تكون هناك قواعد تقضي مثلاً بحماية الأشخاص الذين لا يشاركون في الحرب مثل الجرحى والأسرى. حيث ورردت تلكم القواعد والمبادىء فى بعض الأديان والثقافات ومن ثم تبلورت تلكم القواعد في القانون الدولي الإنساني، او ما يعرف فى كثير من الأحيان ب (قانون الحرب).
الكثير من الناس يهاجمه الإستغراب عندما يسمع بقانون وقواعد الحرب، فيتسأل هل للحرب قواعد وقوانين. الإجابة بكل سهولة، نعم ولا بد من حماية المدنيين فى زمن السلم وعدم مهاجمة الأعيان المدنية، فضلا عن حماية الأسرى من كلا الطرفين المتقاتلين والذين أصبحوا عاجزين عن القتال بسبب المرض أو العجز أو أى سببا أخر.
ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية جنيف الأولى والذي ينظم قواعد الحروب قد مرّة عليها أكثر من مئة وخمسين عاما. إن إتفاقية جنيف فى تطور مستمر لذا فإن هذا القانون ينظم كيفية التعامل مع مخلفات الحرب. لذا فإن مركز الحقيقة والمعرفة، كمنظمة من منظمات المجتمع المدني، تناشد وتحث وتدعوا جميع الأطراف المتنازعة في السودان وغيرها من المناطق إلى ضرورة إحترام القانون الإنسانى الدولى والمحافظة على قدسية وإنسانية المجتمع البشرى.
مشكلة الدراسة وتسأولاتها
لماذا يتم مهاجمة المناطق المأهولة بالسكان فى السودان مع العلم أنه ليس هناك قيمة عسكرية تذكر من خلال تدمير المؤسسات المدنية. هل هناك خطر تسريب مواد بيولوجية من المعامل التى تقع فى وسط الخرطوم. مدى سلامة الضحايا من مخلفات الحرب فى السودان. دور المجتمع الدولى المعنى بهذا الأمر. مدى إلتزام الأطراف المتنتزعة بقواعد الحرب لتجنب المجتمع البشرى لمزيد من المعاناة الإنسانية والتكلفة البشرية الباهظة. هذه الأسئلة وغيرها سوف يحاول هذه الدراسة التطرق لها من خلال التحليل والتقييم الأكاديمى مع محاولة إيجاد أجوبة لهذه التساؤلات انطلاقا من الادلة والنصوص المتوفرة فى القانون الدولى.
ماهية مخلفات الحروب
إن للحروب أثار ومخلفات مدمرة وذلك مثل القنابل القابلة للانفجار والذخائر العنقودية، الجثث الملقاة على قارعة الطريق، معاناة السكان وغير ذلك من مخلفات الحرب، لذا كان لا بد من قواعد دولية للتعامل مع مخلفات الحرب القابلة للانفجار. المجتمع الدولي أدرك خطورة ذلك لذا أصدر البرتوكول الخامس الملحق بالاتفاقية الدولية الصادرة في العام 1980م، والصادرة في ديسمبر من العام 2003م.
أولا: ما هي مخلفات الحرب القابلة للانفجار: ووفقا للبرتوكول الخامس فإن مخلفات الحرب القابلة للانفجار: مجموعة كبيرة من الأجسام المتفجرة، أجسام غير قابلة للانفجار أو متروكة، التي تبقى في منطقة معينة بعد انتهاء النزاع المسلح. وتشمل هذه الأجسام قذائف المدفعية والقنابل اليدوية وقذائف الهاون والذخائر الصغيرة والصواريخ والقذائف وغيرها من الأجهزة القابلة للانفجار.
إن بقايا الحروب قد تهدد حياة الناس، فضلا عن الإصابات الخطيرة التي تسببها تلكم المخلفات وذلك مثل إعاقة إعادة البناء، عودة اللاجئين، تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، كما ان هذه المخلفات ربما تزيد أمد الحروب وغير ذلك من الأثار السالبة، لذا كان لا بد من معالجتها بطريقة علمية.
ومن الجدير بالذكر ان هناك عدد (84) من الدول حول العالم يواجهون خطر مخلفات الحرب القابلة للانفجار كنتيجة طبيعية للنزاعات المسلحة. بولندا إحدى الدول تعاني من هذه المخلفات والتي يعود تاريخها الى الحرب العالمية الثانية، وغير ذلك من الدول بما فيها السودان وجنوب السودان وغير ذلك من الدول الأفريقية التي تشهد وشهدت نزاعات أهلية مدمرة.
ثانيا: ما هو البروتوكول المتعلق بمخلفات الحرب القابلة للانفجار؟ البروتوكول المتعلق بالمخلفات المتفجرة للحرب معاهدة جديدة ومهمة من معاهدات القانون الدولي الإنساني، اعتمد في 28 نوفمبر من العام 2003م، من قِبل الدول الأطراف في اتفاقية العام 1980م والمتعلقة بأسلحة تقليدية معينة، وهو البروتوكول الخامس لهذه الاتفاقية. وقد دخل البروتوكول حيز التنفيذ في 12 نوفمبر من العام 2006م. ومن الجدير بالذكر أن عدد الدول التي أصبحت طرفا فيه حتى أول يوليو من العام 2007م, 32 دولة. ويقدم هذا البروتوكول إطار عمل منتظم للحد من المخاطر التي تفرضها الذخائر غير المنفجرة والمتروكة على السكان المدنيين. وهذا هو أول اتفاق دولي يطالب الأطراف في نزاع دولي بإزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار بعد انتهاء النزاع. ولا يشمل الألغام الأرضية المضادة للأفراد أو المركبات، إذ هنالك اتفاقات دولية أخرى تنظم استخدام هذه الأسلحة.
إن المجتمع المدني يقع على عاتقه التنوير والتثقيف بخطورة مخلفات الحرب القابلة للانفجار وذلك في الحالات الأتية:
اثناء وقوع النزاعات المسلحة، وذلك من خلال تسجيل المعلومات المتعلقة بالذخائر المتفجرة التي تركها المتحاربون.
العمليات الأمنة والمتعلقة بالتعامل مع مخلفات الحرب بعد انتهاء العمليات العسكرية. فعلى المنظمات الدولية والمحلية العمل على إزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجماعات او القوات المتحاربة، تقديم المساعدة التقنية أو المادية أو المالية لتسهيل إزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار الناتجة عن عملياته في المناطق التي ليست تحت سيطرته. وتقدم هذه المساعدة مباشرةً إلى الطرف المسيطر على هذه المناطق، أو عن طريق طرف خارجي كالأمم المتحدة أو منظمات غير حكومية أو غيرها من المنظمات. اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة عمليا في المناطق التي يسيطر عليها من أجل حماية المدنيين من مخلفات الحرب القابلة للانفجار. تبادل المعلومات التي سجلها عن الذخائر المتفجرة التي استخدمتها أو خلفتها قواته المسلحة مع المنظمات المشاركة في أنشطة إزالة هذه الذخائر، وتنفيذ برامج لتوعية المواطنين بمخاطرها. العمل على حماية البعثات والمنظمات الإنسانية من آثار مخلفات الحرب غير المنفجرة، وتوفير المعلومات، عند طلبها، عن موقع جميع المخلفات التي يعرف بوجودها في المناطق التي تعمل فيها المنظمة صاحبة الطلب.
القانون الإنساني الدولي والقنابل العنقودية: ما هي الذخائر العنقودية: هو شكل من أشكال الذخائر والتي يعتبر مصدر قلق شديد للمجتمع الدولي في الأوقات الأخيرة، لأن هذه الذخائر العنقودية تعتبر من أهم مخلفات الحرب القابلة للانفجار في كثير من المناطق حول العالم. ومن الجدير بالذكر أن الذخائر العنقودية هي ذخائر تطلق جواً أو بالمدفعية، وعند ارتفاع محدد مسبقاً أو بعد وقت معين من إطلاقها، تفرغ عشرات أو حتى مئات من الذخائر الصغيرة المتفجرة. كما ان هذه الذخائر العنقودية تحتوي على بعض الأنماط أكثر من 600 ذخيرة صغيرة. وقد صممت معظم الذخائر الصغيرة لتنفجر لدى الارتطام. إلا أن الأحداث تبين أن نسبة كبيرة من هذه الأسلحة تخفق في الانفجار على النحو المقصود. وتختلف نسبة إخفاق الذخائر الصغيرة في الانفجار حسب تصميمها والظروف التي تستخدم فيها. وتميل هذه النسبة إلى أن ترتفع بصورة أكبر في العمليات الفعلية عنها أثناء الاختبارات، ويرجع ذلك إلى الظروف الأكثر ملاءمة التي تجرى فيها التجارب بشكل عام. وعندما تسقط هذه القنابل العنقودية على المناطق غير الصلبة كالرمال مثلا فإنها لا تنفجر فهنا يكمن خطورة الأمر. ومع أن الذخائر العنقودية ليست سلاحاً محظوراً، إلا أن الذخائر الصغيرة التي تخفق في الانفجار على النحو المقصود يمكن أن تصبح، كما هو الحال بالنسبة إلى الألغام الأرضية، أسلحة تضرب عشوائياً من حيث توقيت الانفجار واختيار الضحايا. ومن بواعث القلق أيضا أن الذخائر العنقودية هي " أسلحة ذات نطاق واسع “. وهذا يعني أنها حيت توجه نحو هدف معين، تطلق ذخائرها الصغيرة على نطاق يصل إلى 10000 متر مربع، مخلفة آثارها التدميرية على السكان والممتلكات. وفضلا عن ذلك، ونظرا إلى أن أغلب الذخائر الصغيرة تسقط عشوائياً أو تهبط على مظلات، فإن دقة تصويبها تتوقف على مجموعة عوامل منها الرياح والأحوال الجوية، وكثيرا ما تصيب مناطق خارج المنطقة المستهدفة. وتثير هذه السمات تساؤلات خطيرة عما إذا كان هذا السلاح يجوز استخدامه في مناطق مأهولة بالسكان وفقا لقواعد القانون الدولي الإنساني، لاسيما قاعدتي التمييز وحظر الهجمات العشوائية. تشكل الذخائر العنقودية تهديدا مباشرا وآخر طويل الأمد على المدنيين بسبب عدم دقتها وعدم موثوقيتها. فقد كانت لهذا السلاح عواقب إنسانية خطيرة في كل النزاعات تقريباً التي استخدمت فيها. وقد دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدول إلى التحرك الفوري على المستويين الوطني والدولي لمعالجة هذه المشكلة. كما تدعم اللجنة الدولية المفاوضات حول معاهدة دولية جديدة تحظر استخدام وتطوير وإنتاج وتخزين ونقل الذخائر العنقودية غير الدقيقة وغير الموثوقة. ومع أن البروتوكول المتعلق بمخلفات الحرب القابلة للانفجار يسهِّل الإزالة السريعة للذخائر الصغيرة غير المنفجرة بعد انتهاء النزاع، فهو لا يمثل حلا شاملا لمشكلة الذخائر العنقودية. ولا يشتمل البروتوكول على شروط مهمة للحيلولة، في المقام الأول، دون تحول الذخائر إلى مخلفات حرب قابلة للانفجار، كما أنه لا يعالج استعمال الذخائر العنقودية أثناء النزاعات المسلحة. وقد أدى عدم وجود قواعد محددة في هذا الشأن إلى زيادة المطالبة بتنظيمات إضافية لمواجهة أشمل للآثار البالغة التي تخلفها الذخائر العنقودية على السكان المدنيين. (منقول عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر 2023م).

التسريبات البيولوجية في المعمل الذي يقع في وسط الخرطوم
وفقا للتقرير الصادر عن قناة CNN، فإن منظمة الصحة العالمية قد أبدى تخوفها من احتمال تسرب عدوى أمراض وفيروسات وبكتيريات بيولوجية من هذا المعمل الذي تحرسه قوات الدعم السريع. إن المنظمة الدولية كانت قد قالت إن هناك “خطرا بيولوجيا كبيرا” في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد سيطرة أحد طرفي القتال الدائر في السودان على مختبر، يحتوي على مسببات الحصبة والكوليرا، وغيرها من المواد الخطيرة. ومن جانبه، قال وزير الصحة في تصريحاته لموقع الحرة إن المعمل يقع في منطقة مركزية في الخرطوم بالقرب من مقر قيادة الجيش، ومنطقة تجمع للمستشفيات المركزية وهي منطقة اشتباكات.
ما هي الأسلحة والتسريبات البيولوجية: الأسلحة البيولوجية هي أسلحة تستخدم الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والسموم الحيوانية والنباتية لتسبب الأذى أو الوفاة للبشر والحيوانات والنباتات. وتتضمن هذه الأسلحة استخدام هذه العوامل الحية الدقيقة للتسبب في الأمراض والتلوث الحيوي للغذاء، والماء، والهواء، والتربة. تعد الأسلحة البيولوجية من أخطر أنواع الأسلحة، حيث يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة وتؤدي إلى تدمير شامل للحياة البشرية والحيوانية والنباتية. وتتضمن الأمثلة على الأسلحة البيولوجية القذائف والقنابل والمخلبات الحيوانية وغيرها من الأدوات التي تستخدم لنقل هذه العوامل الحية الدقيقة. تم حظر استخدام الأسلحة البيولوجية عالميًا من خلال اتفاقية الأسلحة البيولوجية التي وقعت في عام 1972. ويهدف هذا الاتفاق إلى تقليل الخطر الذي يشكله استخدام الأسلحة البيولوجية على الأمن العالمي. (إندبيندنت عربية 2023).
ما هى جهود القانون الدولى للحد من أثار مخلفات الحروب- أخطار التلوث بالأسلحة
تستمر الألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة، مثل القنابل غير المنفجرة والقذائف والقنابل العنقودية الصغيرة، في القتل والتشويه حتى بعد نهاية النـزاعات. وتحمل هذه المشكلة المهلكة اسما: التلوث الناجم عن السلاح. ويحرم هذا النوع من التلوث مجموعات سكانية بأكملها من المياه والحطب، والأراضي الزراعية، والرعاية الصحية، والتعليم. كما يعوق أعمال الإغاثة ويحرم السكان من المساعدات الإنسانية ويفاقم المشاكل الإنسانية.
ووفقا لجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإنها تسعى من أجل الحد من أثار تلوث الأسلحة على البشرية أثناء وبعد انتهاء الحروب، وسف نذكر تلك الجهود في النقاط الأتية:
العمل على الحد من التلوث الناجم عن السلاح، وذلك فيما يتعلق بالأمن الاقتصادي والمياه والصرف الصحي والصحة وحماية المدنيين وغير ذلك من الأثار السالبة.
العمل على منع المزيد من المعاناة، من خلال ضمان عدم اضطرار السكان إلى دخول مناطق خطيرة لكسب الرزق.
الحيلولة دون وقوع الحوادث والحد من الآثار الناجمة عن التلوث الناجم عن السلاح أمران يلازمان الأنشطة الرامية إلى مساعدة الذين وقعوا ضحية التلوث الناجم عن السلاح، مثل إعادة التأهيل البدني والعمليات الجراحية وبرامج الأمن الاقتصادي.
العمل على جمع البيانات وتحليلها، الحد من المخاطر، التوعية بالمخاطر والمسح والتطهير.
ووفقا للمنظمة الدولية للصليب الأحمر فإن جمع البيانات وتحليل البيانات المتعلقة بالمناطق الملوثة بالسلاح وضحاياها الأساس الذي يستند إليه كل تخطيط. وعندما تقوم اللجنة الدولية بتحليل البيانات، فهي تستخدم النتائج لتحديد المناطق الخطرة والأشخاص الأكثر عرضة للخطر للتخطيط لعمليات المسح والتطهير والحد من المخاطر وأنشطة التوعية بالمخاطر ووضع الأولويات الخاصة بذلك. ولكل بلد من بلدان في العالم تقريبا جمعية صليب أحمر أو هلال أحمر. وغالبا ما تكون هذه الجمعيات الوطنية في وضع فريد لجمع البيانات الخاصة بالتلوث الناجم عن السلاح. وعلى المدى القصير، كثيرا ما تعمد إلى جمع البيانات بصفتها شريكة ميدانية للجنة الدولية. وأما على المدى الطويل، فيشكل عادة جمع البيانات جزءا من الاستراتيجية الوطنية العامة لمكافحة الألغام وغيرها من القنابل غير المنفجرة التي تأخذ بزمامها عموما حكومة الإقليم المتضرر. وتقود اللجنة الدولية عمل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في مجال التلوث الناجم عن السلاح. وتساعد الجمعيات الوطنية على بناء قدراتها في هذا المجال وتضمن تماشي أنشطتها مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية. ومن الجدير بالذكر أن البلدان التي تسببت فيها الحرب في تعطيل عجلة المجتمع والاقتصاد، غالبا ما يجبر السكان على دخول أراض ملوثة بالسلاح لزرعها أو جمع المياه وحطب الوقود أو رعي الماشية أو السفر. ويمكن، إلى حين تطهير منطقة ما، التقليل من الحوادث من خلال توفير بدائل أكثر أمنا. ويتمثل أحد السبل المتاحة في إدارة برامج الأمن الاقتصادي وبرامج المياه والسكن التي تأخذ بعين الاعتبار التلوث الناجم عن السلاح.
الحرب والقانون الإنسانى الدولى
إن القانون الدولى الإنسانى والمتمثلة فى إاتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية والذي يمثل صلب القانون الدولي الإنساني، والذي ينظم السلوك أثناء النزاعات المسلحة ويسعى إلى الحد من تأثيراتها. تحمي الاتفاقيات على وجه التحديد الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية والأشخاص الذين كفوا عن المشاركة فيها. إن قواعد إتفاقيات جنيف الأربعة تعمل على حماية الناس الذين لا يشاركون أو الذين يكفون عن المشاركة في الأعمال العدائية (السكان المدنيين والمقاتلين الجرحى والمرضى والمحرومين من حريتهم) ويقيد السبل والوسائل المستخدمة في الحرب. ويتعين على جميع أطراف القتال التمييز بين المقاتلين والمدنيين كما يجب عدم استهداف المدنيين. وتعد اتفاقية جنيف الموقعة في جنيف في عام 1864منذ مئة وخمسين عامًا النص التأسيسي للقانون الدولي الإنساني المعاصر. وشهد القانون الدولي الإنساني منذ ذلك الحين تطورًا ليتلاءم مع تطور الحرب وهو يشمل حاليًا ما يزيد على مئة نص ومعاهدة. إلا أن التوقيع على معاهدات لا يكفي، فالكلفة البشرية للنزاعات نتيجة لارتكاب أعداد كبيرة من الانتهاكات للقانون ما تزال غير مقبولة. ونحن ندعو جميع الأطراف اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.








الخاتمة
في ختام هذا المقال فإننا نحث الأطراف المتنازعة في الخرطوم إلى ضرورة وقف إطلاق النار وتجنب المدنيين المعاناة والتكلفة البشرية. كما أننا نحث الأطراف احترام حياة الناس واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وذلك فيما يتعلق بقواعد الحرب. على الأطراف المتحاربة التوقف عن القتال والانصياع لصوت العقل. لا بد من الإعلاء من شأن القانون الدولي الإنساني العرفي واتفاقيات جنيف الأربعة المتعلقة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة وحماية الأسرى الذين لم يعودوا قادرين عن الدفاع عن أنفسهم، وذلك مثل الجرحى والغرقى. إننا نهيب بالجميع على أن يجمعوا المعلومات المتعلقة بحقوق الإنسان والأساليب القذرة التي يقوم بها أطراف النزاع في السودان على أمل ان يتم محاكمة الأشرار يوما ما.
الكرتى
أبريل 2023م



















المراجع
منظمة الصحة العالمية: https://www.who.int/ar/https://www.who.int/ar/
الصليب الأحمر الدولي: https://www.icrc.org/arhttps://www.icrc.org/ar
اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية: https://www.icrc.org/ar/war-and-law/treaties-customary-law/geneva-conventionshttps://www.icrc.org/ar/war-and-law/treaties-customary-law/geneva-conventions
القنابل العنقودية: https://www.icrc.org/ar/war-and-law/treaties-customary-law/geneva-conventionshttps://www.icrc.org/ar/war-and-law/treaties-customary-law/geneva-conventions
القنابل العنقودية: https://www.icrc.org/ar/doc/resources/documents/feature/liban-stories-151206.htmhttps://www.icrc.org/ar/doc/resources/documents/feature/liban-stories-151206.htm
اللجنة الدولية للصليب الأحمر: مركز المعلومات: https://www.icrc.org/https://www.icrc.org/
منظمة الأزمات الدولية: https://www.crisisgroup.org/https://www.crisisgroup.org/
العربية إندبيندينت: https://www.independentarahttps://www.independentara





الكرتى
محامي
أبريل 2023م