لا للصمت و الحياد فى قضايا الاوطان كتبه محمد صالح رزق الله

لا للصمت و الحياد فى قضايا الاوطان كتبه محمد صالح رزق الله


04-20-2023, 07:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1682016645&rn=0


Post: #1
Title: لا للصمت و الحياد فى قضايا الاوطان كتبه محمد صالح رزق الله
Author: محمد صالح رزق الله
Date: 04-20-2023, 07:50 PM

07:50 PM April, 20 2023

سودانيز اون لاين
محمد صالح رزق الله-بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر



نعم نختلف مع الجيش السودانى وليس فقط فى فترة الكيزان بل منذ تاسيسه كاحد مؤسسات دويلة احفاد تجار الرقيق و حلفائهم من الداخل و الخارج ، و قد كان فى كل فترة حكم مرت على السلطة فيه قوة سواء كانت مدنية او عسكرية ، عملت على زرع و تجنيد منسوبيها او حلفائها داخل هذه المؤسسة و التى لا تختلف كثيرا فى بنيتها عن بقيت مؤسسات محمية او ضيعة من ناصروا المستعمر والتى مكنهم فيها كحافز لخدماتهم الجليلة له ، منذ ما عرف بدولة سنار مرورا بمحمد على باشا الى فترة الحركة الاسلامية (الكيزان ) ؟ و هذا موضوع طويل شائك سنعود اليه فى وقت اخر . ما يهمنا هو ما يحدث اليوم من صراع معقد تعقيدا تركيبيا ، بكافة اشكاله و ادواته ، و هذا هو عمل مقصود و مدبر لارباك الفرد السوداني أولآ ثم المؤسسات الامنية القائمة حاليا و القوى السياسية المتنوعة التى تنشط فى فضاء السودان سواء كانت مدنية خالصة او معسكرة ، و الهدف من ذلك تعطيل و اعاقة اى تفكير او جهد فكرى يعمل بصورة استراتيجية ناضجة و يصب فى مصلحة حاضر و مستقبل شعوب هذه الرقعة الجغرافيا من الارض الافريقية ؟ . و لماذا ؟ هذا سؤال يحتاج الى حيز اوسع لتناوله .
ما يهمنا هو اين المخرج و اين المفر من الوضع الراهن ! و الذى من المحزن قد تشابهت فيه البقر على السودانين و منظماتهم السياسية و الاجتماعية ، وغاب عنهم الوازع الوطنى و تحكم فيهم فعل الاستقطاب الحاد الذى رافق الفترة الاخيرة ما بعد سقوط الصف الاول من نظام الحركة الاسلامية نظام الانقاذ ، و قد بني هذا الاستقطاب على عمل استخباراتي ذكى كثيف ولفترات طويلة وسط قطاعات كثيرة من ابناء و بنات السودان فى الداخل و الخارج ، و من مؤسسات ذات خبرة ودراية فى هذه المجالات من دؤل عدة ، و تمكن هذا العمل الاستخبارت المنظم من تغير جوهر الولاءات ال وطنية و حولها الى مصالح ذاتية مناطقيه جهوية قبلية حزبية ضيقة ، تفتقد للحس الوطنى و المبادئ و الاخلاق الانسانية ، حتى داخل المكون الواحد ، و بذلك تم خلط المفاهيم و الاوراق و رجت الافكار حتى افقدت توازنها ، و هيئت الساحة السودانية ، للمرحلة المرسومة القادمة ؟ و هى
أحداث و خلق الفوضى العبثية من أجل المزيد من الارباك و تعطيل بروز او تكون اي و جهة نظر و طنية تجمع هذا الشاتات السودانى المتشرذم اصلا بالحروب و الاضطهاد و الجوع والفقر ، و قد استفحلت شهوة الطامعين فى ارضه و ثرواته و نفد صبرهم على معوقات تحقيق اهدافهم فى هذا البلد الغني بكل شئ ، و زين لكل مجموعة او طائفة سودانية سوء تفكيرها و فعلها ، حتى اصبح الجميع فريسة سهل للصيد من قبل الطامع الاجنبى . وتم تعطيل حواسنا و رجاحة عقل البعض منا و فشلنا فى تحديد مهددات وجودنا و تصنيف اعدائنا و تحديد اولياتنا الوطنية ، و اصبح من السهل تغبيش وعينا الجمعي (و سواقتنا بالخلاء )، فكيف ان الجنجويدى المجرم القاتل الدموى المشكوك فى ولاءه لهذا الوطن ، خيار بعض منا !؟ من اجل ترسيخ الديمقراطية و حفاظ امن الوطن ؟ المليشيا التابعة لاسرة دقلو ، ناهبة خيرات الوطن مرتكبة الفظائع مغتصبة النساء و الاطفال حارقة القرى و محتل ارض دارفور و جالبة المستوطنون من دول اخر فى اراضي اهلنا ؟ هى خيار البعض ! و التزام البعض فى ذلك الحياد ، عجبا لى هذه الايام ! . و و ضع مقارنة بينها و بين الجيش الذى اختطفته الحركة الاسلامية كما اختطفت وزارة المالية و بنك السودان و كل المؤسسات القائمة فى ارض السودان ، و لا تخفى علينا عيوبة فى بنيته التكوينية من الاصل كباقى ما لدينا من مؤسسات ، نعلم جيدا ان المؤسسة العسكرية مختطفة من الكيزان و هى اصلا لا تختلف فى عيوبها عن باقى مؤسسات دولة الامر الواقع فى السودان ، كيف انكم تحكمون ؟ وضع مليشيا اسرية غالبية افرادها وافدين من خارج السودان و مشهود لها بالقتل والاغتصاب و بغض النظر عن من صنعها ومن اتى بها فى لا توازي فى كفة الميزان فى صراعها داخل السودان و من اجل اجنده لا علاقة لها بالوطن السودان مع اى جن او شيطان كائن كان من مكونات السودان ، و ان نصبح فى مقام لا يحسد عليه يجبرنا على الحياد ؟ لا لا صحوا النوم ياهل السودان الحصة وطن ! فلا لا للسكوت و الحياد فى قضايا الاوطان ، بغض النظر عن من المتصارعان ! فهما يتصارعان فى داخل بيتنا فكيف يمكننا الجلوس و التفرج عليهما و هما يعثان تكسيرا و تدميرا فى بيتنا ، اين الحكمة هنا فى الحياد ؟ فوقوا بان بنى السودان ؟ لا تصدقوا ما يقال عن بعبع الكيزان ؟ فكروا فى بنية الصراع الحالية الاستراتيجية ، فانه حتى اذا لم يتحرش الكيزان بهذا الوحش الدموى الجنجويدى عابر الاقطار ، فان مخططه كان معدا سلفا لاستلام السلطة فى السودان بتعاون مع من نعرف ولا نعرف حتى الان من بعض قوى الجيران فى المنطقة و اخرين كمان من دول ذات نفوذ وشأن ، فلا تفرطوا فى هذا الوطن لكى يصبح دويلة مملوكية فى ارض السودان ، تحت ذريعة الحياد لان الجنجويدى يصارع فى الكيزان . هذا وهم سوف يدفع ثمنه اهل السودان و بالتحديد فى دارفور و جنوب وغرب كردفان والنيل الازرق و لن تسلم منه الشمالية كمان ، فدعونا نتصرف قبل فوات الاوان ، لانقاذ الوضع الآن و بعدها فاننا قادرين و متمرسين على مقارعة الكيزان . فمن و جهة نظرى الصمت و السكوت تحت مقولة الحياد حول ما تخوض فيه البلاد الآن ، بحجة أن الجنجويدى يقاتل الكيزان هذه فرية ساذجة و خيانة فى حق الوطن .

محمد صالح رزق الله

20/04/2023