هل مكتوب على السودان تلك نزاعات العسكرية إلى الأبد ؟؟ بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

08:08 AM April, 18 2023

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

هل مكتوب على السودان تلك نزاعات العسكرية إلى الأبد ؟؟

هذه الأيام التي تعيشها العاصمة والمدن السودانية تعيد في أذهان الشعب السوداني تلك الأنقلابات العسكرية في ماضي الأزمان منذ استقلال البلاد ،، لقد عاش الشعب حالات المجابهات العسكرية وأصوات الدانات والدبابات والطلقات النارية في الكثير والكثير من المرات في الماضي ،، لقد مارس ذلك في حال اشتعال الانقلاب الأول وفي حال الانتفاضة الأولى عند إسقاط نظام الفريق عبود ،، وكذلك مارس ذلك عند حدوث إنقلاب جعفر النميري،، وعند اسقاط نظام النميري في الانتفاضة الثانية ،، وكذلك عايش ذلك عند اشتعال انقلاب عمر حسن البشير ثم عند إسقاط نظام البشير في الانتفاضة الثالثة والأخير ،، وكذلك عايش كثيرا تلك الأحداث العسكريةَ في العديد من المرات في تلك المحاولات الانقلابية الفاشلة في البلاد .
وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني متعود للغاية على تلك الأناشيد والمارشات العسكرية في العديد من المرات ،،وكذلك متعود على مشاهدة أرتال الدبابات التي تصول وتجول في شوارع المدن السودانية ،، وبنفس القدر متعود على حالات حظر التجوال وعدم الخروج من المنازل في الكثير من الأحيان ،، ثم الانتظار بجانب المذياع لساعات وساعات للاستماع لتلك البيانات العسكرية الهامة المزعومة ،، وذلك في أعقاب رتل من الأناشيد والأهازيج والموسيقى العسكرية .

من النكات المشهورة التي كانت تتداول في وقت من الأوقات أن الزوجة تصحي زوجها من النوم وتقول له : لدي خبر خطير للغاية حيث أن هنالك انقلاب عسكري في البلد حالياَ ،، فيقول لها الزوج منزعجاَ : ( ما هذا بالله عليك ؟؟ ،، أنا افتكرت أن اللبن قد أنسكب على الأرض وأنت تقولين أن هنالك انقلاب عسكري في البلاد ؟؟؟؟ ) ،، تلك النكتة تدل على أن الحراك العسكري والنزاعات العسكرية قد أصبحت معتادة في حياة الشعب السوداني منذ استقلال البلاد ،، وروائح غاز ( البمبان ) المسيل للدموع قد أدمن عليها حتى الأطفال بدولة السودان !! .

الجديد هذه المرة في تلك المعارك الدائرة حاليا تدخل الطيران الحربي طرفاَ في تلك النزاعات العسكرية !! ،، وبحق وحقيقة فإن الشعب السوداني لأول مرة يشهد تدخل الطيران الحربي في تلك المجابهات العسكرية !! ،، الدبابات عادية ،، والراجمات عادية ،، والدانات عادية ،، وأصوات الطلقات النارية عادية ،، أما تلك الطائرات الحربية فهي من مبتكرات القائد المتسلط عبد الفتاح البرهان !! ،، عمر حسن البشير فقد ولاء الشعب السوداني لأنه لم يبالي بحياة الشعب السوداني حين كان يستغيث من الجوع والغلاء وقلة الخبز ،، وهذا البرهان اليوم فقد ولاء الشعب السوداني حين أستخدم تلك الطائرات الحربية في تلك المناطق المكتظة بالعناصر البشرية من الرجال والنساء والأطفال والأرامل ،، وتلك الصورة تؤكد أن السيد عبد الفتاح البرهان في سبيل البقاء في السلطة وفي سبيل قيادة الجيش السوداني لا يبالي حتى ولو تم إفناء وإحراق الشعب السوداني عن بكرة أبيه !! ،،

بالله عليكم رئيس دولة يستخدم الطائرات الحربية في أوساط التواجد الشعبي المكثف في الأحياء من أجل محاربة حفنة من المليشيات العسكرية !!! ،، والمفهوم عالمياَ أن العسكرية أخلاق ومثل ومهامها الأساسية هي حماية المدنيين من الهلاك والموت وليس قتلهم بالطائرات ،، وهنا نجد أن السيد عبد الفتاح البرهان مجرد قائد متسلط يفتقد أدنى مؤهلات القيادة ،، ولا يملك مثقال ذرة من الشفقة والرحمة والترفق بالرعية والشعب !،، ومع الأسف الشديد تلك هي مواصفات عبد الفتاح البرهان حالياَ في مفهوم الشعب السوداني .

،، عمر حسن البشير فقد ولاء الشعب السوداني لأنه لم يبالي بصيحات الشعب الذي كان يعاني من الجوع والغلاء الفاحش ،، والبرهان فقد ولاء الشعب السوداني لأنه أستخدم تلك الطائرات الحربية في الأحياء والمناطق السكنية المكتظة بالمواطنين العزل الأبرياء !! ،،

ـــــــــــــــــــــــ