حمدوك وخمسة وعشرين يناير والاتفاق الاطاري كتبه بهاء جميل

حمدوك وخمسة وعشرين يناير والاتفاق الاطاري كتبه بهاء جميل


04-15-2023, 00:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1681514931&rn=0


Post: #1
Title: حمدوك وخمسة وعشرين يناير والاتفاق الاطاري كتبه بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 04-15-2023, 00:28 AM

00:28 AM April, 14 2023

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






والالاف الذين تجاهلوا الأحاديث الصحاح. و أصروا على الخروج لاسقاط البشير وتنصيب من يريدون ... الالاف الذين ظنوا انهم هم من يغيرون الحاكم الذي يحكم ، وأنهم هم من أخرج الانقاذ من القصر الجمهوري بقوتهم وبسياساتهم و( بنضالهم ) لا يفهمون قوله تعالى ( تنزع الملك ممن تشاء ) .. فهو وحده القادر على النزع ولا احد غيره يستطيع أن ينزع مهما أوتي من قوة ومهما ملك من خبث أو دهاء أو ذكاء ، ولا يدركون عظمة الله وحكمته وتدبيره ومكره في تصريف اقداره وإجراء سنن كونه ( كونه ) هو لا كون أمريكا ولا كون اصحاب الاساطيل والقنابل الذرية مهما تعددت انواعها وبلغت شدات تدميرها ،ولا يعرفون ان هناك ما يسمى بالتزامن والأسباب والسنن و... و .. الحساب ..
وعشرات بل مئات الذين تداعوا بعد السقوط من كل حدب وصوب من جادات امريكا ،ومن حانات برلين ، ومن ارصفة باريس ولندن ، ومن ازقة بوادبست لتنصيب الحكومة التي يريدون لتحول السودان إلى السودان الجديد الذي يسعون اليه منذ. عشرات السنين حتى الان وبعد اربع سنوات من ذهاب الانقاذ لم يفهموا السبب الحقيقي في عجزهم عن الوصول الى هدفهم الأسمى ، لماذا ؟ لانهم لا يفهمون معنى قوله تعالى( تؤتي الملك من تشاء ) لم يفهموا لأن على قلوبهم اقفالها ولان الفهم في حد ذاته يجردهم من كل شى
ولم يعرفوا حتى اللحظة وربما لن يعرفوا ابدا أنهم أن بقوا هكذا يتناحرون ويتقاتلون لمئة عام اخرى سيبقوا عاجزين عن اجلاس احد على الكرسي لان الذي يجلس من يريد ساعة يريد هو رب الكرسي ، هو الاله الذي يضعونه جانبا في كل حساباتهم المستمدة من اقوال لينين ، ونظريات ماركس وعفلق ، وهنري كيسنجر ..
وان كل مفكري ومنظري البشر وكل مراكز القوى والدعم وكل عملائها على الارض لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا حيال ذلك الأمر ،وان كل جهودهم ودسائسهم ستذهب ادراج الرياح الا ان يشاء هو ويأذن، فهو ( وحده) من سيجلس من( يريد) ( ساعة ) يريد .. وان كل دورها ودورهم - ان كان لها و لهم دور - سينحصر فيما سيسخرها الله وسيسخرهم له كسبب من الأسباب التي يجعلها الله لكل شئ وليس كفاعل .
وكمثال لاولئك الذين لا يعتبرون .. في مصر .. مصر القريبة هذه جاء مرسي باختيار الشعب بالديمقراطبة التي يتشدقون بها ، وبكذبون على بسطاء العقول بشانها ولكنه لم يحكم الا أشهر معدودة جاء بعده فيها السيسي بالبندقية ،وجلس فوق رؤووس الجميع فباركته امربكا ، واسرائيل ، وفرنسا وبريطانيا ، حماة الديمقراطية ، ورعاتها ، ورافعي شعاراتها والداعمين لها بل والمصرين بكل قوة على تطبيقها في السودان ، وهو يحكم حتى اليوم ولا نعرف إلى متى فالله وحده هو الذي يعلم لانه هو الذي نصب وهو الذي سينزع .. ونحن اصغر من ان نعرف حكمته في ذلك ، هل أراد أن ينحي مرسي عن مسؤلية شعب مصر رحمة به ام أن شعب مصر فشل في اختبار الانحياز الى ما يريده ومن يحبه الله فعوقب ؟ ام أن مصر كانت تحتاج إلى شخص بصفات السيسي فجاء الله به ؟
والشعب .. الشعب المغرر به بنلك الدعاوى .. الشعب المغيب بشعارات الديمقراطية من الدول التي تحمي اسوا الدكتاتوريات وتدعم زعمائها ، ومن حاملي جنسياتها ..والحقد .. الحقد القديم.. الجديد .. الحقد الذي يشتعل كالجحيم في صدورهم .. الحقد على الإسلام وعلى العروبة ، وعلى كل متسمك بالله وبالشرع .
واولئك الذين يسعون لرغد العيش ( مهما كان الثمن ) نعم مهما ( كان الثمن ) لا يعرفون انهم في اختبار وفي امتحان كبير وان الحكم والحاكم والقوة والسلطة والحاجة والجوع والشبع والفقر والغني هي الأسئلة المحورية في ذلك الامتحان المصيري وان االاجوبة لابد ان تكون دقيقة وان الظن أو الإعتقاد او لايمان بأن الحاكم شخصا كان ام حزبا ام جماعة هو الذي يستطيع بمهارته وبسياساته وبامكانياته الدنيوية ان ينزل المن والسلوى هو رسوب كبير في ذلك الامتحان ، وانه خسارة للدنيا والآخرة. لان التوكل يجب أن يكون على الله وليس على الحاكم والحكومات .. ولا على الأشخاص والاحزاب والفرق والجماعات ولأن المسلم .. المسلم الحق يجب ان يصطف إلى جانب الله دائما وان يناصر شرعه ودينه ورايته وما يريده وان جاع أو عطش وان عري أو افتقر ، وان يبتعد عن اعداءه وكارهي قوانينه وسنته وان شبع وروي وان لبس واغتنى .. فما خلق الأنس والجن الا ليعبدوه وحده .. وان الدين والحاكم و الورع والشرع والانحياز إلى الله لا تعني دوما الرفاه و النعيم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ربط الحجر على بطنه و .. و الصحابة .. الصحابة الكرام افضل وأطهر جيل مشى على الأرض أيضا ربطوا الأحجار على بطونهم من الجوع ومصوا التمر مصا ، وكان غالب طعامهم الخبز و الزيت ، وكان بعضهم يصلي إلى الله ونصف اجسادهم عارية لأنهم لا يجدون ما يسترونها به وهم يطبقون شرع الله كما انزل ..
واولئك الذين يعتقدون أن جيوبهم ستمتلئ بالمال الذي سيفيض اذا نصبوا من. يريدون عليهم أن يعرفوا انه وعلى مستوى الفرد لن يحصل الإنسان- مهما فعل _ الا على ما قدر له من رزق ، دون أي زيادة واي نقصان .. وان في أعتى الدول واغناها ، الدول التي تحكمها حكومات يعتبرونها نماذجا باهرة يسعون لمثلها ، يوجد أناس يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، ويبيتون فارغي البطون ، وينبشون صناديق القمامة من اجل كسرة خبز ، أو عقب سيجارة ، ويسالون الناس في الطرقات .. لان ارزاقهم المقسومة لا تمنحهم اكثر من ذلك
وان في السودان .. السودان هذا .. السودان الذي لا توجد به حكومة لاكثر من اربع سنوات ، وفي ظل كل ما حدث وما يحدث في هذا البلد الطيب ، الذي تحاك لأهل شماله وعروبته ،ودينه الدسائس. والمؤامرات ، ياكل الناس ، ويشربون ، ويتصدقون ، وان شوارع الخرطوم تمتلىء كل مساء حتى التخمة بموائد الإفطار التي يحاول اصحابها اصطياد اي شخص متاخر أ، و متعفف حتى يشاركهم ما ياكلون ، وأنهم يغلقون الشوارع من أجل ذلك ، وان الصواني تعود إلى البيوت بعد ان يفرغ الناس منها ببواقى اطعمتها ومشروباتها لان الرازق هو الله وليس الحاكم أو الحكومة .
وان في اسواق السودان هذا ، السودان الذي يتصارع المتصارعون فيه من اجل الكرسي الذي يقى فارغا طوال تلك السنوات .. يتوفر كل شى ، من افخر انواع الفاكهة واللحوم والاسماك والخضر .. والعسل والسمن والطحين والخ ، وان الطرقات والاحياء واشارات المرور تزدحم بالباعة الذين يعرضون ما ينتج في مزارع الدنيا وفي مصانعها .. وان في السودان هذا السودان الذي لايوجد به حاكم ولا توجد به حكومة لو دخلت اي بيت في اي ساعة من ليل أو نهار فسيتم اكرامك بما لذ وطاب ، وستاكل حتى تشبع ،وتشرب حتى ترتوي .. لماذا ؟ لان الرازق هو الله وليس الحاكم أو الحكومة ...
والعلماء .. العلماء الجالسون في مكاتبهم ... العلماء المقصرون في تعليم الناس .. العلماء الذين يتركون الشعوب لالة الإعلام الغربية والمغربة والتي يقودها الشواذ الساعين للملذات بكل أشكالها والذين يعملون بلا كلل ولا ملل من اجل غسل الادمغة ومن اجل سلخ السودان عن هويته ودينه واعرافه وثقافته عليهم أن ينزلوا إلى ساحات النزال لتعليم الناس الدين الصحيح فالمعركة شديدة الضراوة والاسلحة المستخدمة شديدة الفتك ولا محرم فيها ..
والجيل القادم.. الجيل الذي يفطر بعض ابناؤه جهارا نهارا في رمضان رغم تخطيهم سن الرشد بسنوات ، الجيل الذي لا يصلي بعض ابناؤه الصلوات المفروضة ولا يعبا بها ، الجيل الذي بدأت تنتشر في اوساطه الحلاقات الشاذة تقليدا لاهل الغرب والشرق ، الجيل الذي بدات تنتشر في اوساطه سب الدين الحنيف الجيل المدمن على سماع ما يسمى بالفنانات وهن الفاتكات الجيل الذي لاهم لبعض ابنائه ه إلا اتباع كل ماهو شاذ أو حرام أو مكروه الجيل المدمن على عشة وانصاف والساتة والدولية .. و .. الخ ، والغارق حتى اذنيه في متابعة ميسى وشيلسي وصلاح ، الجيل الذي يقضى بعض ابناؤه كل اوقات فراغهم في لعب الليدو على شاشات الموبايلات ، الجيل الذي لا يقرا ابناؤه على الاطلاق ، الجيل المغرم بالاشاعات ونقلها وبالاكاذيب وفبركتها وبنبش الاعراض وهتكها، هذا الجيل في حاجة . حاجة ماسة ، وملحة لمن يدركه قبل ان يعم الخراب .

وحميدتي .. حميدتي ( الضكران ) ما يحدث في مروي و في غيرها ..

وباذن الله غدا سنلتقي ..


بهاء جميل