دون خجل أو استحياء يزعمون بأن البشير وعلى عثمان طه ونافع على نافع وآخرون من جماعات الإنقاذ البائد قد بكوا وأدمعوا يوم أن أختار أبناء الجنوب مصير الانفصال عند ذلك الاستفتاء المشئوم !! . ،، ونقول لأمثال هؤلاء : ( الرجال لم يخلقوا للبكاء والنحيب وتلطيم الخدود وشق الجيوب إنما يخلقون لمجابهة المخاطر بالعزيمة وبالتخطيط السليم ،، وتلك الحكومات المدنية والعسكرية التي حكمت السودان بعد الاستقلال كلها كانت حكومات ذات عزيمة ورجولة ولم يفرطوا في ذلك الجزء العزيز من أرض الوطن بأي شكل من الأشكال ،، كانت تلك الحكومات في الماضي تعرف عظمة الأمانة ويعرفون فداحة المسئولية المحاطة بأعناقيهم ،، ولذلك كانوا يجتهدون احياناَ في معالجة قضية الجنوب ،، وحين يفشلون في ذلك كانوا يحافظون على تلك الأمانة ثم يرحلونها بكل صدق وأمانة للأجيال القادمة بمنتهى الرجولة المعهودة في أبناء السودان .
ولكن مع الأسف الشديد حين جاء نظام الإنقاذ البائد تحولت تلك القضية إلى حالة من حالات المهزلة التي تليق بالأطفال الصغار ،، في البداية أشعلوها حروباَ طاحنة ليفقدوا الآلاف والآلاف من الشهداء الشباب ،، بجانب ذلك سخروا كافة إمكانيات البلاد الاقتصادية للصرف في تلك الحروب الأهلية ،، ثم فجأة دخلوا في مفاوضات مع الجانب المتمرد دون مشورة الشعب السوداني ،، وقد عقدوا اتفاقيات متخاذلة بكل القياسات ،، وبتلك الخطوات البليدة الغير صائبة قد فقدوا ذلك الجزء العزيز من أرض السودان ،، ومن الخسة والدناءة البكاء على ذلك المصير الأسود الذي لحق بالبلاد وقد مثلت الطامة الكبرى . وهؤلاء البهاء يظنون أن ذلك البكاء والنحيب سوف يبرر ذممهم وسوف يبيض تاريخهم ذلك الأسود المشئوم .
ويزعم البعض منهم أن المدعو (عوض الجاز ) الذي ناضل طويلاَ لاستخراج البترول السوداني كان يجهل كلياَ مخاطر الانفصال في يوم من الأيام !! ،، ورغم ذلك فقد أسرف الملايين والملايين من الأموال السودانية العامة لاستخراج البترول في مناطق الجنوب ،، والحادبون من أبناء السودان يقولون : ( إذا كان هو يعرف ذلك المصير المشئون ثم كان يصرف ويسرف في تلك الأموال العامة فهو خائن للوطن بدرجة كبيرة ،،، وإذا كان هو يصرف ويبذل تلك الأموال وهو يجهل ذلك المصير الأسود المشئوم فإن المصيبة أكبر من الخيانة نفسها !!! . وتلك الظاهرة هي التي كانت شائعة في أيام الإنقاذ البائد ،، حيث تواجد الأغبياء والبلهاء والجهلاء في مواقع المسئولية لدرجة الغثاء .
ويزعم البعض أن وزير الدفاع في أيام الإنقاذ البائد ( عبد الرحيم محمد حسين ) كان يجتهد كثيراَ لإضافة العديد والعديد من المنشآت والمباني العسكرية للجيش السوداني ،، ويزعمون بأن ذلك من قبيل الوطنية الصادقة في الرجل ،، ومن قبيل الرغبة في تطوير الجيش السوداني ،، ولكن لمن يعرفون الأسرار يقال أن الرجل كان يفعل ذلك فقط من أجل المصلحة الشخصية الذاتية ،، حيث كان يفعل ذلك من أجل تحقيق الأرباح لشركاته الخاصة التي كانت تعمل في مجال البناء والعقارات ،، فهو كان يجتهد ويخترع تلك الإنشاءات العسكرية ثم كان يسخر شركاته الخاصة لتنفيذ تلك المباني والمنشآت العسكرية ،، وبحق وحقيقة هنا تتجلى صدق تلك المقولة : ( إذا عرف السبب بطل العجب !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة