Post: #1
Title: مع كتاب الدكتور حامد فضل الله واوراقه السردية الممتعة.
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 04-06-2023, 10:08 AM
10:08 AM April, 06 2023 سودانيز اون لاين د.فراج الشيخ الفزاري-قطر مكتبتى رابط مختصر
بعد رحلة طويلة، ومتعددة الأمكنة والمطارات والأفراد، وصلني أخيرا، كتاب الدكتور حامد فضل الله[أوراق طبيب سوداني مقيم ببرلين]. حيث يعيش المؤلف في تلك المدينة الساحرة منذ وقت طويل .. و تزوج منها وانجب وكون أسرته السعيدة ، ولكن قلبه لايزال معلقا بوطنه السودان...يكتب عن قضاياه المصيرية ويبشر بمستقبله المشرق الذي ينتظره خاصة بعد ثورة ديسمبر المجيدة. كما يحتفي بضيوفه السودانيين عند زياراتهم المتكررة للمدن الألمانية وخاصة برلين، من الكتاب والشعراء والادباء والفنانين والساسة علي اختلاف ميولهم واتجاهاتهم الفكرية والعقائدية ...يجعلهم في تواصل مع المؤسسات والمنتديات الثقافية والفكرية ويساعدهم في عقد الندوات والمشاركة في المنتديات الألمانية والجامعات وغيرها من بيوت الفكر والابداع.فعل ذلك مع الطيب صالح ومحمود محمد طه وفاطمة أحمد إبراهيم وحيدر ابراهيم وغيرهم كثر. كتاب [ أوراق طبيب سوداني مقيم ببرلين]،لم يكن هو الأول للدكتور حامد فضل الله، فقد سبقته عدة إصدارات له منفردا، أو بالمشاركة مع آخرين..ولكن يمتاز علي الإصدارات السابقة بأنه خلاصة التجارب والذكريات الجميلة التي عاشها ويعيشها في برلين...تلك المدينة التي يعشقها عشق الرهبان المتبتلين . يقع الكتاب في ستة أبواب متنوعة مترعة بالذكريات والقصص والوجوه والقضايا الفكرية والادبية والمناسبات السعيدة ذات الطابع الشخصي والعام . هذه الأبواب الست ، تزينت بعناوين جاذبة ، نقدمها علي التوالي : الباب الأول بعنوان [ من حقبة الذكريات ] بدأت من السودان وانتهت في برلين..ولعل أمتع فصولها كانت مع[ الطيب صالح في عيون الألمان] . الباب الثاني كان بعنوان [ قضايا فكرية وأدبية] عبارة عن سياحة في بستان المعرفة ، وفيها مقال رائع عن [ الاستشراق الألماني ] الذي يختلف تماما عن مقصاد الاستشراق في بقية الدول الغربية. الباب الثالث بعنوان [ عرب وألمان عرفتهم ] حيث ذكر العديد من الفلاسفة والمفكرين العرب والأمان وكان ابرزهم، محمود العالم ومحمود درويش وسميح القاسم وبعض المشاهير الألمان من المفكرين والأدباء المعاصرين. الباب الرابع كان بعنوان [ حكاوي ومواقف] والكثير من المواقف الطريفة واخري فيها الكثير من ( المكابرة) و ( الرغبات الدفينة) وهو باب لن يندم لمن يلجه بقصد المتعة والإثارة. الباب الخامسة بعنوان [ شخصيات سودانية في الخاطر] ابرزهم الدكتور حيدر إبراهيم والدكتور احمد أبوشوك وخالد موسي وشخصيات أخري لها حضورها الفني والثقافي والاكاديمي المتميز. الباب السادس كان بعنوان (قصص قصيرة] ومن خلاله نكتشف أن للدكتور حامد موهبة وذائقة أدبية اخري لا تقل مكانة من قدراته الاخري في الطب والأدب والثقافة وهي كتابة القصة القصيرة ذات السردية المشبعة بالحدث والإثارة والتشويق..وقد استطاع إثبات ذلك بجدارة من خلال قصصه الثمان عناوين ، لعل أبرزها( الرغبة ) و ( المصير).. وهناك باب سابع لم يسمه الدكتور حامد في فهرست الكتاب ولكنه باب في غاية الأهمية، وجزء أصيل في مسيرته المهنية والابداعية ..ونعني بذلك ألبوم الصور التذكارية في الصفحات الخيرة من الكتاب...فهي ولا شك تشكل الجانب الوجداني وربما الملهم في تلك المسيرة وذلك العطاء المتفرد.. الكتاب في تقديري تحفة فنية وادبية وثقافية ممتعة يجب أن تكون موجود في مكتبة كل أديب متعدد الاهتمامات.. وإضافة حقيقية للمكتبة العربية والسودانية بالذات. الشيئ الآخر الذي يجب التذكير به..فإن الدكتور حامد فضل الله، ومن خلال هذا الكتاب ونشاطاته الأدبية والثقافية المتعددة في المجتمع الأوربي وعلاقاته مع منابر ومنابع الإبداع ،قد أوجد نوعا جديدا من الأدب الحديث وهو ( أدب الندوات) وازعم صادقا بأن الدكتور حامد هو المؤسس لهذا النوع من الأدب، من خلال حضوره ومشاركته في معظم الفعاليات الثقافية التي تعقد في المدن الألمانية، وليست برلين وحدها، وتسجيل وتوثيق تلك الفعاليات ونشرها فب معظم الدوريات ...وهو عمل شاق لا تقوم به الا المؤسسات الكبري ذات الامكانيات والوكالات الثقافية المتخصصة. أكتب كل ذلك، وفي الخاطر هاجس يقلقني، وهو أنني ومهما كتبت عن هذا الكتاب ومؤلف هذا الكتاب فلن أفي لا الكتاب ولا المؤلف حقه من الإشادة المستحقة أو التقدير.لهذا اتمني أن يجد الكتاب حظه من الدراسة والنقد الموضوعي ، لأن النقد الانطباعي ليس كالنقد المنهجي الموضوعي الذي يشرح ويحلل ويقرأ ما بين السطور..وذلك خدمة للنص وتشجيعا للإبداع والاستمتاع بالأدب الرصين. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
|
|