تــلك الأمانة خطيرة وجسيمــة !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

تــلك الأمانة خطيرة وجسيمــة !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد


03-23-2023, 09:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1679561691&rn=0


Post: #1
Title: تــلك الأمانة خطيرة وجسيمــة !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-23-2023, 09:54 AM

09:54 AM March, 23 2023

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

تــلك الأمانة خطيرة وجسيمــة !!

تلك أمانة ومسئولية كبيرة وغالية ،، قيمتها مدفوعة مقدماَ بدماء الشهداء الأبرار ،، وأثمانها مدفوعة مقدماَ بدموع الأرامل والأيتام الصغار ،، وأوجاعها مبذولة مقدماَ بتضحيات الكهول والشيوخ والمرضى ،، وأهازيجها تمثل مزيجاَ من هموم النساء والشباب والرجال في صفوف الخبز والغاز والبنزين ،، وأركانها مبنية وقائمة على أكتاف وآهات وأنات وصرخات الغلابة الراكضين تحت هجير الشمس خلف المواصلات والحافلات ،، وأساسها دمعات قد سقطت تحت أقدام الواقفين في المحطات والمواقف ،، ونواتها دمعات ساخنة قد زرفتها عيون المرضى أصحاب الأمراض المزمنة الذين يشتكون من قلة وغلاء العلاج والدواء في البلاد .

أمانة غالية لا تستحق التهاون والاستهانة ،، وفي هذه الأيام هنالك تباشير توحي بأن نفراَ من أبناء وبنات السودان قد تصدوا لحمل تلك الأمانة ،، وقد وردت في الساحات قوائم تحمل بعض الأسماء ،، وأصحاب الأسماء يؤكدون بأنهم سوف يحملون تلك الأمانة في حدقات عيونهم !! ،،

الشعب السوداني لا يمانع في ذلك ،، ولكن عليهم أن يدركوا جدياَ خطورة وعظمة تلك الأمانة !!،، فقد اختاروا حمل تلك المسئولية الخطيرة الجسيمة من تلقاء أنفسهم ولم يجبرهم احد على ذلك !!،، وأي شخص يرد اسمه في تلك القوائم المقدسة عليه أن يعرف بأن مسئوليته كبيرة أمام الله رب العالمين ،، وبالتالي لا ينام في الليل وهو يفكر ويحلم بتلك المزايا والرواتب والأجور والامتيازات والوظيفة والأبهة ،، ولكن عليه أن يفكر جدياََ في الكيفية التي تمكنه من أداء الواجب والإيفاء بالأمانة وتخليص ذمته أمام الله !!،،
ولو كانت للنصائح مكانة هنا فنحن نوصي أسحاب تلك الأسماء بأن يستفتحوا تلك الخطوات بصلاة الاستخارة ،، فإذا وجدوا في أنفسهم ذلك الانتشاء والرغبة الأكيدة فليقدموا على حمل تلك المسئولية والأمانة الجسيمة ،، وإذا وجدوا في أنفسهم غير ذلك فالأفضل لهم أن يتوقفوا قبل فوات الأوان !! ،، وقد فعلها الدكتور عبد الله حمدوك في يوم من الأيام حين تبرأ من حمل المسئولية والأمانة بتلك الخطوة الشجاعة الجريئة ! ،، وتلك الخطوة قد أكدت بأن الرجل بحق وحقيقة قد عرف مكامن الأخطار ،، كما عرف جسامة الأمانة ،، والشكر له على تلك البادرة الكريمة . فقد أنقذ نفسه من المهالك يوم القيامة .

الشعب السوداني لا يفرض ولا يجبر أحداَ على حمل تلك المسئولية في يوم من الأيام ،، ويعرف جيداَ أن الخيارات مفتوحة أمام الجميع حسب الكفاءات والمقدرات والمهارات الذاتية للأشخاص ،، وكل من يقدم على تولي المسئولية وحمل الأمانة يجب عليه أن يعرف مدى وقوة مقدراته الذاتية لأداء المهام ،، وعليه قبل ان يقدم لحمل تلك الأمانة أن يفكر في جسامة وخطورة تلك المسئولية قبل أن يفكر في تلك المزايا والامتيازات والرواتب والأجور والأحلام القرمزية ,, وذلك في الوقت المناسب قبل التورط والتعمق في حمل الأمانة !! .

ـــــــــــــــــ