Post: #1
Title: وبعدين معاكم يا فلاسفة آخـــر الزمـــان ؟؟ بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-18-2023, 07:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعدين معاكم يا فلاسفة آخـــر الزمـــان ؟؟
الواحد منهم يصر لكي يتواجد في قناة من القنوات التلفزيونية ،، ثم يدعي أنه هو المحلل الوحيد الذي يجيد كافة الحلول !! ،، وأنه الخبير الأول في الشئون السودانية !،، في البداية يطعن في حلول الآخرين ،، وينتقد كافة الإجراءات التي اتخذتها الأطراف في بدايات الحكم الانتقالي بعد الانتفاضة ،، ينتقد بنود الدستور المؤقت في بداية التجربة ،، وكذلك ينتقد الموقعين لتلك الاتفاقية المبدئية ،، ثم يبدأ في التحليل والتفصيل العشوائي لكافة جوانب القضايا السودانية ،، وفي نهاية المطاف حين يسأله مقدم البرنامج عن رأيه كيفية معالجة المشاكل والقضايا السودانية يردد بعض الحروف والكلمات الإنشائية الفضفاضة ويدعي بأن تلك الكلمات والحروف الإنشائية المنسقة تمثل قمة الحلول الجذرية النهائية لكافة قضايا ومشاكل السودان الشائكة !!
وفي حقيقة الأمر والواقع فإن أمثال هؤلاء يجيدون تشخيص الداء الذي تعاني منه دولة السودان في الماضي وفي الحاضر ،، ولكنهم بالقطع لا يجيدون كيفية معالجة ذلك الداء العضال الذي يشتكي منه السودان !! وهو ذلك الداء الذي غلب الأولين والآخرين .
هؤلاء الثرثارون لا يملكون الترياق الشافي الذي يشفي كافة مشاكل وقضايا دولة السودان !! ،، ولا يملكون عصا موسى السحرية ،، ورغم ذلك يصرون على استخدام عبارة ( تلك هي الحلول الجذرية النهائية لكافة المشاكل التي ترضي كافة الأطراف ،، وفي نهاية الأمر يكتشف الشعب السوداني أن تحليلاتهم وحلولهم تلك مجرد فشنك في فشنك !! ،، ومجرد خزعبلات لا يمكن تصديقها من قبل العقلاء ،،وهي تحليلات وحلول ترحل هدرا مع الرياح مثل غيرها من تلك التحليلات والحلول في الساحات السودانية لستين عاماَ!! .
عجباَ ويا عجباَ من هؤلاء !! بمنتهى البساطة والضحالة يدعون الخبرة ويدعون المعرفة ويدعون بأنهم يملكون المهارة في معالجة كافة الأمور والقضايا السودانية !!! ،، ثم يصرون ويكررون تلك المقولة السمجة الخائبة التي تزعم بأن حلولهم هي الحلول الجذرية النهائية ،، ولكن الأمر ليس بتلك السهولة والبساطة ! ،، ولو كان الأمر بتلك البساطة والسهولة لما فشلت تلك الاتفاقيات تلو الاتفاقيات بين الأطراف السودانية المختلفة لأكثر من خمس سنوات بعد الانتفاضة الأخيرة !!
الشعب السوداني يرد على أمثال هؤلاء ويردد عليهم تلك الحكمة العميقة التي تقول : ( لا يمكن تنكيس الآبار بالمقلوب حتى يتم تفريغ كافة المحتويات بالكامل !! ) .. وتلك الحكمة القوية تؤكد قمة الاستحالة في الأمر ! ،، وهي تلك الاستحالة التي تواجهها دولة السودان طوال السنوات بعد الاستقلال ،، وعليه فإن الضرورة وحالات الحياة والمراوغة طويلاَ في ظلال عنق الزجاج والمحك تقتضي من هؤلاء عدم الثرثرة كثيراَ في الفراغ ،، وعليهم الرضا بالقدر الممكن المستطاع المتاح من الحلول ،، وعدم الجزم بنجاعة آرائهم تلك والإصرار عليها .
قد زهج ومل الشعب السوداني من كثرة الثرثرة في القنوات التلفزيونية ،، ولسان حال الشعب يردد عبارات : ( قللوا الكلام ،، وأكثروا من الأفعال!! ،، وإلا فأمطرونا بسكوتكم يا هؤلاء الغوغاء ) ،، والشعب السوداني ليس في حاجة للمزيد والمزيد من أوجاع الرؤوس .
ملاحظة أخيرة : تلك الأسماء المقترحة لرئيس الوزراء الجديد القادم مضرة لأصحابها قبل أن تكون مضرة لدولة السودان التي تبحث عن البديل الذي يستحق التبجيل والتقدير ،، وخاصة حين يكثر المتملقون حولهم ! ،، مما يعني أن رئيس الوزراء الجديد القادم المتوقع لديه نفس الحاشية المملة الممقوتة كالعادة منذ استقلال البلاد ،، وقد واكب الشعب السوداني هؤلاء الذين كانوا يتملقون الفريق عبود في يوم من الأيام ،، وكذلك واكب هؤلاء الذين كانوا يتملقون الرئيس جعفر النميري في يوم من الأيام ،، وكذلك واكب هؤلاء الحاشية السخيفة الذين كانوا يتملقون الفريق عمر حسن البشير في يوم من الأيام وكانوا يرقصون معه في الحلبات !! ،، والقراء يذكرون جيداَ في هذا المنبر كيف أن البعض من أصحاب الأقلام كانوا يهاجمون وينتقدون المرحوم الصحفي ( الطيب مصطفي ) لأنه كان يتملق ابن أخته عمر حسن البشير وفي نفس الوقت كان يدافع عن نظام الإنقاذ بطريقة مفرطة للغاية ،، وخاصة في بدايات نظام الإنقاذ البائد .
تلك الصورة الهمجية المتهورة كانت السبب في وصف شعب السودان بأنه شعب كل حكومة وشعب كل رئيس جديد !! ،، وبأنه شعب يجيد التصفيق والتهليل والتملق لكل رئيس جديد يقدم للبلاد !! ،، والحكمة تقتضي تجربته قبل التصفيق والتهليل ومعرفة مدى سلبياته ومدى إيجابياته بغض النظر عن مدح المادحين وبغض النظر عن تملق المتملقين !!
يكفي البلاد ذلك التملق الواسع الذي كان من حظوظ الرئيس السابق عمر حسن البشير لمدة ثلاثين عاماَ في الفارغة !! ,, ويا ليت الشعب السوداني قد عرف بعيوب عمر حسن البشير في الأيام الأولى من رئاسته وتوقف عن التملق والمدح والرقص معه في الحلبات !!!!!!!!!
ــــــــــــــــــ
|
|