ما هي نقاط الخلاف الجوهرية بين الشعب وهؤلاء الساسة الغوغاء ؟؟ بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

ما هي نقاط الخلاف الجوهرية بين الشعب وهؤلاء الساسة الغوغاء ؟؟ بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد


03-04-2023, 07:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1677911541&rn=0


Post: #1
Title: ما هي نقاط الخلاف الجوهرية بين الشعب وهؤلاء الساسة الغوغاء ؟؟ بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-04-2023, 07:32 AM

06:32 AM March, 04 2023

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

ما هي نقاط الخلاف الجوهرية بين الشعب وهؤلاء الساسة الغوغاء ؟؟

الدافع الأساسي والجوهري الذي كان السبب في إسقاط نظام البشير البائد هو ذلك التردي الفظيع في الأحوال المعيشية للشعب السوداني ،، والمحك في الأمر أن تلك الضائقة المعيشية مازالت تلاحق الشعب السوداني رغم الإسقاط الذي قد جرى في عام 2019 !! .

الشعب يبحث حثيثا عن الرخاء وعن الحياة الكريمة الهانئة الرغدة الميسرة مثله ومثل شعوب العالم ،، ولا يبالي كثيراَ بتلك المناوشات والخصومات والعداءات بين أطراف النزاع السياسي في الساحات السودانية حالياَ ! ،، والمتمعن للأحوال السودانية حالياَ يكتشف أن الشعب في واد يبحث عن تلك السعادة والرفاهية المفقودة في حياته اليومية وهؤلاء الساسة الكرام البلهاء في واد آخر يهدرون الأوقات في تلك المناوشات والمصطلحات السياسية والخلافات الدستورية والنظريات الانشائية التافهة التي لا تقدم ولا تؤخر !! ،، والتي لا تسمن ولا تغني من الجوع !.

بدأ البعض من أفراد الشعب السوداني يشتكي من استمرار حالات الاحتجاجات والقلاقل والتردي في الأحوال المعيشية بمتوالية هندسية ،، ومن تبعات عدم استقرار الأحوال في البلاد لسنوات طويلة بعد الانتفاضة الأخيرة ،، وإذا فكر هؤلاء السياسيين والمسئولين بحكمة وعقلانية وروية فسوف يكتشفون أن معالجة وإطفاء تلك القلاقل والاحتجاجات لا تتم إلا بمعالجة تلك الأزمات المعيشية التي يعاني منها الإنسان السوداني ،، وتلك المعالجات هي من أسهل المعالجات لمن يملك المؤهلات القيادية العاقلة والواعية ،، ومن السهل جداَ تناول ومعالجة تلك الأزمات التي يكابدها الشعب السوداني بنوع من الجدية والمحاولات العلاجية المباشرة لتلك الأزمات ،، حيث أن المعضلة الأساسية التي تكمن والتي تحرك تلك الاحتجاجات هي عدم تواجد المسئول الواعي الخبير الذي يقود البلاد في هذه الأيام الحرجة الصعبة ،، الداء السوداني الذي يكمن وراء تلك الاحتجاجات تتمثل في تلك المعاناة والمكابدات ،، وتلك القلاقل السياسية التي تجري في البلاد أعمارها قصيرة للغاية إذا توفرت في البلاد العزيمة والجدية في مواجهة ومعالجة تلك الأزمات التي يكابدها الشعب .

حراك واحتجاجات الشعب السوداني ليست من أجل تحقيق أهداف سياسية بعينها ،، وليست من أجل الوصول لكراسي الحكم والمناصب القيادية ،، وليست من أجل تلك المكاسب الحزبية الرخيصة ،، وليست من أجل عيون تلك الدساتير والاتفاقيات المحلية والدولية السخيفة الممجوجة ،، وليست من أجل عيون تلك الجهات التي تشتكي من التهميش وتخوض في الحروب الأهلية ،، وليست من أجال مجاراة التوجهات اليمينية أو اليسارية العالمية ،، ولكن بمنتهى البساطة هي احتجاجات للوصول للحياة الكريمة السهلة الميسرة للأسر والعائلات والأمة السودانية ،، وأساس المعضلات التي يشتكي منها الأمة السودانية تتمثل في تلك الأوجاع والمعاناة والغلاء والارتفاع الجنوني لأسعار السلع الضرورية ،، وكذلك الارتفاع الجنوني لرسوم وأسعار الخدمات في البلاد ،، وقمة البلايا تتمثل في أسعار خدمات التعليم والعلاج والفحوصات والأدوية والمواصلات في البلاد .

من يريد التخلص وإطفاء ذلك الحراك الشعبي والاحتجاجات ومن يريد التخلص من تلك القلاقل والمواكب المليونية عليه أن يبادر ويجتهد في إزالة أسباب الغلاء والضائقة المعيشية الحالية ،، والقائد أو الحاكم أو الرئيس الذي يريد أن يحكم هذه البلاد وينشد الاستقرار والهدوء عليه أن يعالج أولاَ كافة تلك الأزمات الحادة التي يكابدها الشعب السوداني في كافة مجالات الحياة .

الشعب السوداني لا تهمه كثيراَ تلك المناوشات السياسية بين الأطراف المتفرقة ،، ولا تهمه كثيراَ تلك الخلافات في المواقف بين الجهات المدنية والجهات العسكرية !! ،، ولا تهمه كثيراَ تلك الخلافات بين الأطراف التشريعية وبين الأطراف التنفيذية ،، ولا تهمه كثيراَ تلك الأحلام التي تدغدغ مشاعر بعض جماعات الأحزاب الوليدة ،، ولا تهمه كثيراَ تلك الأحلام التي تدغدغ مشاعر أهل إقليم من الأقاليم أو أهل منطقة من المناطق السودانية ! ،، ولكن فقط تهمه تحقيق نوع من الاستقرار بجانب السعادة والرفاهية والرخصة في الأسعار ،، وإذا لم تتحقق تلك الرخصة المنشودة بأي شكل من الأشكال يكفي الشعب أن يتواجد نوع من الثبات في أسعار السلع والخدمات دون ذلك الانفلات الحاصل حالياَ !! ،، والشعب سوف يرضى بأية خطوة في ذلك الاتجاه حتى ولو كانت تلك الخطوة بأيدي الشيطان !!!!!

سوف يفرح الشعب كثيراَ إذا تواجد ذلك المسئول أو ذلك الوزير في خنادق الباكين من أفراد الشعب السوداني ،، وسوف يرقص الشعب السوداني طرباَ وفرحاَ إذا تشجع أحد الوزراء أو أحد المسئولين بالدولة وبدأ في معالجة أزمة من تلك الأزمات الحادة التي يكابدها الشعب السوداني في هذه الأيام ،، وسوف يهتف الشعب السوداني هديراَ وزئيراَ إذا تكلم مسئول حكومي حول قضية من تلك القضايا التي تمس مباشرة حياة الأسر والعائلات السودانية ،، أو إذا تكلم مسئول حول أزمة من تلك الأزمات التي يكابدها الشعب السوداني ،،، فمثل ذلك المسئول سوف يمثل أفضل أصدقاء الشعب السوداني بغض النظر عن توجهاته السياسية .

ــــــــــــــــــ