مـا هــي قصـــة المناطيد الصينية والولايات المتحدة ؟؟
من الحكايات الطريفة التي تروى يقال أن الثعلب كان مسافراَ برفقة الديك في سفينة عبر البحار ،، وعند منتصف البحر فكر الثعلب أن يلتهم الديك ،، ولكن كان لابد من إيجاد الأسباب التي تبرر قتل الديك وأكله ،، فقال للديك غاضباَ ومحتجاَ : ( يا هذا لا تثير الأتربة والغبار والعجاج فإن ذلك يؤلم عيني و يزعجني كثيراَ ! ،، فأعترض الديك قائلاَ : ( ولكن يا سيدي الثعلب نحن في أعماق البحار ولا توجد أتربة أو غبار في هذه الأمكنة !! ،، فرد عليه الثعلب محتجاَ وثائراَ قائلاَ : ( وتلك حجة أخرى وفصاحة أقبح من الذنب )،، فالثعلب كان يبحث عن حجة يبرر بها أكل الديك بأي حال من الأحوال ،، وعليه قد أتخذ حجة الأتربة مبرراَ قوياَ لإرتكاب الخطيئة والجريمة !! ثم وثب وقضى على الديك في الحال !!.
وفي هذه الأيام العالم يشاهد ويسمع كيف أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مبرر يشعل الحرب البارد بينها وبين دولة الصين ،، فبدأت تحتج حين طل على أجواءها منطاد تحمل الهوية الصينية !،، وكذلك أفادت بأن هنالك أجسام فضائية أخرى صينية قد حلقت فوق الأجواء الأمريكية ،، وكذلك أكدت بأن أجهزة الدفاع الأمريكية قد تمكنت من إسقاط جميع الأجسام الدخيلة ،، ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة قد اتخذت قصة المناطيد والأجسام المحلقة مبرراَ كافياَ وجدلاَ عويصا لشن حروب باردة بينها وبين الصين !! .
والعجيب في الأمر أن الولايات المتحدة نفسها تؤكد بأن تلك الأجسام الفضائية الصينية الدخيلة لا تشكل أية خطورة على أمنها وسلامتها !! ،، ورغم ذلك فهي تجعل من تلك الأجسام شماعة ومبرراَ كافياَ للدخول في مناكفات مع دولة الصين !!.
والمراقب السياسي الحصيف الذي يراقب الأمور بتعمق شديد يعرف جيداَ أن هنالك ممارسات وسياسات صينية أخرى تستحق الغضب والسخط الأمريكي أكثر من قصة تلك المناطيد الواهية والمضحكة !! ، ولكن يقال المتسبب يشتكي من ملاحقة الظل !! ،، فلو سمحنا لذلك الثعلب الظالم الماكر أن يتخذ قصة الأتربة حجة لقتل وأكل الديك المسكين فلماذا لا نسمح للولايات المتحدة أن تتخذ قصة المناطيد مبرراَ كافياَ للدخول في مناكفات ضد الصين !!!!
والخلاصة في عرف الساسة والسياسيين أن الحجج تكون منطقية ومقبولة متى ما كانت سبباَ في الممارسة بغض النظر عن جوهر وخطورة السبب !!!!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة