الحماقة والإصرار على المواقف حتى المـوت والهــلاك !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحماقة والإصرار على المواقف حتى المـوت والهــلاك !!هنالك في الناس من يخلط بين البطولة والحماقة !! ،، و في السودان يؤكد التاريخ حدوث مثل تلك الحماقات .. سواءَ صدقاَ أو كذباَ أوتلفيقاَ !!،، أو تحت مسمى الأسطورة !! ،، وتوجد في السودان مناطق عديدة يشتهر أهلها بتلك الصفات ،، كما توجد قبائل سودانية بعينها يشتهر أهلها بالحماقات !! ،،
وقد اشتهر بها جماعات ( الدلوكة في حوش ( ود بانقا !!!! ) ،، وهنالك أسطورة سودانية تعد نموذجاَ لمثل تلك الحماقات ،، تلك الأسطورة التي تقول أن السلطان ( علي دينار ) في تلك المنطقة قد أمر بإلحاق جبل من الجبال الضخمة بمجموعة من الجبال الأخرى المكونة من تسعة وتسعون جبلاَ حتى يكمل العددية مائة جبلاَ بالتمام و الكمال !!!!،، وفي سبيل
تحقيق تلك الغاية العجيبة تقول الأسطورة أن الآلاف والآلاف من أبناء السودان في تلك المناطق قد فقدوا حياتهم وأرواحهم البريئة الطاهرة !!! ،، والسؤال المحير هو : ( هل تم إلحاق ذلك الجبل بالجبال الأخرى حتى يتمكن أخونا ( صاحب الصيت المعروف باحتكار جبال الذهب ) من احتكار واستخراج الذهب السوداني لمنفعته الشخصية ؟؟؟؟ ,, والمضحك في
الأمر أن أهالي الشهداء في معركة جبل الأسطورة هم أول الناس الذين يشتكون وينددون مواقف الرجل !!!! والعزاء الوحيد أن أغلب أفراد الشعب السوداني لم يشتركوا في التضحية بأنفسهم في أحداث ذلك الجبل المزعوم !! وأسطورة تاريخية أخرى تتردد حين يجري الحديث حول أحداث : ( معركة كرري ) الشهيرة ،، تقول تلك الأسطورة أن مقدرات الجيش
السوداني في ذلك الوقت لم تكن متكافئة مع مقدرات الجيش الإنجليزي الغازي ،، حيث البنادق في مواجهة المدافع ،، وحيث الحراب والسيوف في مواجهة القاذفات والراجمات والذخائر الحية !! ,, وعليه فإن القادة والضباط من أبناء الجيش السوداني الأبطال في ذلك الوقت قد قدموا اقتراحاَ للخليفة التعايشي بأن تكون المواجهات على منوال حرب العصابات ،،
حيث
الهجمات الليلية المباغتة على البواخر النيلة الغازية تحت جنح الظلام ،، ولكن الخليفة التعايشي قد رفض ذلك الاقتراح بحجة أن الجيش السوداني ليس بذلك الضعيف الجبان الذي يحارب الأعداء تحت جنح الظلام !!! ،، وبالتالي كان يرى أن المواجهات يجب أن تكون نداَ بند وقوة بقوة ،، ولكن التاريخ يؤكد أن الجيش السوداني قد تكبد خسائر فادحة في الأرواح في
تلك المعركة ،، وتلك المعركة تعد من أخيب المعارك العسكرية التي خاضها الجيش السوداني في ظلال حكم المهدية ،. وذلك القرار العجيب للتعايشي قد مثل قمة الحماقة في الاستراتيجيات العسكرية المعروفة عبر التاريخ !!!! ،، ويقال الجيش السوداني في مواجهات معركة كرري كان يفقد مائة جندي سوداني في سبيل الوصول لقتل جندي واحد إنجليزي !!! وكل
ذلك قد جرى بأسباب تلك الحماقات القيادية العليا في ذلك الوقت ،،حقائق تاريخية يؤكدها البعض ويرفضها البعض الآخر بحجة أنها مجرد مزاعم وأساطير من محض الخيال !!!! ورغم ذلك فإن ظاهرة الحماقات في المجتمعات السودانية لا يمكن إنكارها بأي شكل من الأشكال ،، فهي معروفة للأجيال تلو الأجيال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ