الجيش هو الأزمة الحقيقية التي تستمر في أكل السودان من أطرافه- بقلم_ علي تولي

الجيش هو الأزمة الحقيقية التي تستمر في أكل السودان من أطرافه- بقلم_ علي تولي


10-06-2022, 06:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1665032635&rn=0


Post: #1
Title: الجيش هو الأزمة الحقيقية التي تستمر في أكل السودان من أطرافه- بقلم_ علي تولي
Author: علي تولي
Date: 10-06-2022, 06:03 AM

05:03 AM October, 06 2022

سودانيز اون لاين
علي تولي-USA
مكتبتى
رابط مختصر



الجيش هو الأزمة الحقيقية التي تستمر في أكل السودان من أطرافه
علي تولي
توطئة:
لعبت الأهواء السياسية دورها في دق إسفين تفكيك التعايش السلمي وعرى الترابط المتينة بين أبناء هذا الشعب المفترى عليه والموقوذ بترهات بيوتات الإرث الطائفي الإقطاعي والارستقراطي، ممن أرسوا دعائم التفكير الهلامي عبر شطحات العقل البائس المساهم في تذويب عملية الانتماء والهوية.
في البدء كان الجيش إنجليزيًا، ولم يعد تأريخه يشي بشيء من الولاء أو الوفاء بعد حركة اللواء الأبيض وأبطالها علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ ممن لم يعجبهم خنوع الآخرين وخضوعهم للمستعمر..
وقيل إن الشهيد علي عبداللطيف كان بمكتبه بيتا من الشعر يقرأه كل من دخله يقول البيت:
ألا ليت اللحى كانت حشيشًا
لتعلفها خيول الإنجليز
مما يدل أن الهوية السودانية ( كان جنوبيًا هواها)، ويجسد الشرارات الأولى لبث الفتنة والشقاق. لتحتضن أبيي في أربعينيات القرن المنصرم أول إسفين يفصل لحمة الجسد الحديدي. وركب الساسة الموجة في لجة خضم بحر الخلافات بين مجتمع الأفندية من خريجي كلية غردون والجامعات البريطانية وبين شيوخ المعهد العليمي والأزهر.. فكانت قاصمة الظهر التي مازالت تطعن في جسد الأمة السودانية فعادت بكل أمراض أحقادها ودمامل وصديد حسدها..
استشرى وتفاقم مرض الأحقاد حتى كشرت عن نابها جماعة الاخوان المسلمين في حرب ضروس ضد المواطنين في جنوب السودان.. هذه الحرب كان تأويلها عبر منابر كرست لغسل الدماغ الجمعي للشعب السوداني.. فصارت بدعوى الاخوان المسلمين: حربًا يصعب تفسيرها: بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر، بين الشمال والجنوب، بين العرب والزنوج، بل وتذهب ثنائياتها لحدود لا يستوفي المقام ذكرها..!!
كان الجيش أساس وعماد هذه الحرب.. تم ترويضه وتطويعه بعد تسريح غير الراضين عن طرح الاخوان المسلمين.. فكان التجييش عبر الخطب والمنابر باستمالة الشباب.. وإن كان معظمهم قد تم إقحامهم قسرًا عبر ناقلات يتم تكديسهم فيها بعد مطاردات قاسية
لقد أصبح الجيش مدجنًا تماماً.. والأدهى والأمر من تدجين هذا الجيش في ثكناته المعروفة ما تم من تفريخ الجنجويد لإفراغه من محتواه بقصد أو دون قصد.. بدأ بعلي كوشيب وقائد عصابات الجنجويد موسى هلال ثم تم تقريب أبناء دقلو اطلقوا ولتحسين صورة وجودهم تم إطلاق اسم الدعم السريع.. نعم.. تم استخلاص عصابات الجنجويد نجيًا لتقريبها من القصر لحماية البشير حتى استولت على القصر ..وهذا الدعم السريع سيكون هو الإسفين السريع في فصل أطراف جسد السودان عن بعضها.
نعلم أن التجييش القسري قد جلب تجييشاً في كل الجهات والجبهات.. على النهج المعتاد في نظام الاخوان في مماحكة الخصوم.. واتخاذ فخاخ استمالة دول الخليج وخاصة قطر.. بما يعرف باتفاقيات الدوحة وتكالب الأكلة على القصعة.. في تفريخ الحركات على أشكال انتهازية بغيضة.. ومسرحية انسلاخ فصيل عن حركة وانسلاخ فصيل عن فصيل منسلخ..!
والآن تلوح في الأفق أعاصير القبح الاخواني البغيض والأفاعي تفح بسمومها والرخم والغربان تهبط المطارات وسط حشودها المصطنعة المجلوبة بالحافلات الصغيرة والكبيرة وغيرها من قرى أرياف يرزح أهلها تحت وطأة الفقر والجهل والمرض بالتغرير بهم عن طريق القبلية والجهوية..
لهفي على شرق السودان وغربه الحبيب وأهلهما الطيبين..
ولايتا البحر الأحمر ودارفور أصابهما ما أصابهما من ما جرَّه عليهما السفهاء من ابنائهما.. من شذاذ الآفاق والانتهازيين.. يحدق بهما مكر هؤلاء من نسوا أن الشعب السوداني نبذهم ولفظهم بعيدًا بكل ملامحهم الاخوانية وما فعله عهدهم الجنائزي من قبح وويلات وعويل..