لا يوجد في السودان مسئول واحد يتفهم جيداً أحوال وظروف ومطالب الشعب السوداني ،، والسؤال الهام الذي يفرض نفسه هو : ( من هو ذلك الشخص اللبيب الفطن الذي يجلس بالقرب من هؤلاء المسئولين والوزراء بالحكومة الحالية ويشرح لهم بأن مطالب الشعب السوداني لا تتمثل إطلاقاَ في تلك المنازعات والخلافات السياسية ،، ولا تتمثل إطلاقاَ في تلك الأوهام والقشور الفارغة التي تبث عبر أجهزة الإعلام ،، ولكنها تتمثل في تلك المعالجات والحلول الايجابية العاجلة لتلك الأزمات المعيشية الخانقة التي يكابدها الشعب في هذه الايام القاسية ،، ذلك الحراك وتلك الاحتجاجات تقتضيها ضرورة التواجد فوق وجه الأرض ضمن الأحياء مثل الشعوب الأخرى في العالم ،، وعليه فإن الشعب السوداني يطالب بالرخاء والرخصة وبمحاربة الغلاء ،، وبمحاربة المبالغة في أسعار السلع والخدمات .
في وقت من الأوقات فإن ذلك الشعب السوداني أراد أن يشرح للدكتور ( عبد الله حمدوك ) بأن طموحاته تتمثل في إيجاد حياة كريمة مغلفة بالكرامة والسيادة وعزة النفوس وليست بتلك الطموحات المبطنة بالتنازلات على حساب السيادة والكرامة والعزة ،، وفي حينه فإن الشعب السوداني لم يعجزه أن يدفع مبلغ 335 مليون دولار للشعب الأمريكي ،، ولكنه منذ البدايات كان لا يريد أن يدفع ذلك المبلغ الكبير الباهظ الظالم الجائر ،، وهنالك فرق كبير وشاسع بين المقولة بأن الشعب السوداني لا يستطيع أن يدفع تلك الأموال الكبيرة للآخرين تحت فرية التعويضات وبين المقولة بأن الشعب السوداني لا يريد أن يدفع تلك الأموال الباهظة على حساب السيادة والكرامة ،، فالقضية منذ الأساس في مفهوم الشعب السوداني كانت ومازالت قضية مبادئ وسيادة وكرامة وليست قضية عجز وضعف في المقدرات !! ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن الدكتور ( عبد الله حمدوك ) لم يتفهم مقاصد وطموحات الشعب ،، كما أنه لم يحترم كرامة وعزة الشعب السوداني ،، ولكنه بمنتهى الهبالة هرول وركض ليركع تحت أقدام الأسياد !! ،، وحتى هذه اللحظات فإن الشعب السوداني مازال يتذوق مرارة وطعم الإذلال في الحلوق ،، ومع الأسف الشديد فإن ذلك يعــد الانجاز الوحيد الذي قدمه سيادة الدكتور حمدوك للبلاد وللشعب السوداني !! ،، فهو إطلاقاَ لم يكن بمستوى طموحات وعزة الشعب السوداني .، ولكنه مرمغ كرامة وسيادة البلاد في الأوحال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة