صلاح غريبة كتب ؛ الطبقة الوسطى السودانية ....تتجول في شوارع القاهرة

صلاح غريبة كتب ؛ الطبقة الوسطى السودانية ....تتجول في شوارع القاهرة


05-09-2022, 07:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1652121429&rn=0


Post: #1
Title: صلاح غريبة كتب ؛ الطبقة الوسطى السودانية ....تتجول في شوارع القاهرة
Author: ghariba
Date: 05-09-2022, 07:37 PM

06:37 PM May, 09 2022

سودانيز اون لاين
ghariba-القاهرة - جمهورية مصر العربية
مكتبتى
رابط مختصر



شئ للوطن
م.صلاح غريبة - مصر


الطبقة الوسطى السودانية ....تتجول في شوارع القاهرة

طالعت مقالا رائعا لصديقي العزيز جمال محجوب المدرب المعروف وصاحب الكثير من المهارات ونائب رئيس جمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبي، عن موسم الهجرة للقاهرة.
تجولت في شوارع حي الفيصل والعجوزة وبين السرايات فوجدت رتلا من الأسر السودانية تعيش بيننا في القاهرة، هذا إلى جانب الاتصالات التي تصلني من داخل الوطن ودول الخليج بالسعي للحصول على شقة لأسرة قادمة للاستقرار بالقاهرة، شراء أو سكنا بانواعه، شقة للايجار بالقانون الجديد أو مفروشة.
وحديث سعادة السفير محمد اليأس سفيرنا بالقاهرة، بأنه في هذا العام الجامعي تم قبول أكثر من ٢٢ الف طالب سوداني بالجامعات المصرية المختلفة.
إذن بأت من الضروري، أن أقول إن الطبقة الوسطى السودانية تتجول حاليا في شوارع القاهرة، ليتجاوز التواجد السوداني بمصر لأكثر من سبع مليون، رغم اختلاف البعض في الاحصاء حول هذا التواجد، ولكنها الحقيقة المرة والتي يجب أن تتقبلها بأن الوجود السوداني تجاوز السبع مليون وبالتدقيق الشديد وإضافة القبائل الحدودية وجبل الهوية من الجيل الثالث والرابع السوداني من ذرية جيل أبناء الهجانة وحرس الحدود والخدمة الملكية سابقا وخريجي الأزهر ومن طاب لهم الاستقرار بمصر منذ أكثر من قرن من الزمان.
فالطبقة الوسطى هي الطبقة التي حيرت الجميع. تجاذب أطرافها الكل، وتنازع الجميع على استرضائها، ظلت مصدر فخر للأوطان، وصمام أمان للمجتمعات، وحائط صد أمام الجهل تارة، والتجريف تارة أخرى، وترجيح كفة التوازن لصالح قاعدة الهرم أو قمته، وكلتاهما لا تصلح لضبط الإيقاع.
إيقاع المجتمعات وتقدمها أو تأخرها أو بقاؤها محلك سر مسؤولية كلاسيكية ترثها الطبقة الوسطى. هكذا قالوا قديماً، وهكذا يتحدثون حالياً. ميراث يصفونه بالثقيل دائماً. عقود طويلة والطبقة الوسطى تتحمل مسؤولية الأخت الصغرى المتمددة القابعة تحتها في قاعدة الهرم، التي تعاني الأمرَّين من شظف العيش وضيق ذات اليد، وكذلك مسؤولية الأخت الكبرى المغلقة على نفسها والرابضة في قمة الهرم لتحجيم شططها وتقليص اندفاعها.
لكنَّ للصبر حدوداً وللقدرة سعة استيعابية قصوى، لا سيما حين يرتفع سقف الطموحات لكن تتقلص القدرات وتتمكن الإحباطات.
في كل مرة يتطرق أحدهم إلى الطبقة الوسطى في السودان، تتردد وتتكرر مفردات مثل "انقراض" و"اندثار" و"إحباط" و"انهيار"، لكن يتردد كذلك سؤال استفساري حول ماهية هذه الطبقة ومعاييرها ومكوناتها وحجمها، وهنا تبدأ المعضلة الكبرى