Post: #1
Title: في حضرة جلالك .. يطيب الجلوس .. مُهذّب أمامك يكون الكلام .. كتب نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 04-02-2022, 01:52 PM
12:52 PM April, 02 2022 سودانيز اون لاين نضال عبدالوهاب-USA مكتبتى رابط مختصر
في ذكراك الثامنة يا عم محجوب رحمة الله تغشاك .. لعلي كنت من "المحظوظين" اللذين كان لهم معك "تواصل" و "جلوس" و "إستماع" .. بدأ ذلك تقريباً في العام ٢٠٠٧ حيث كنا نزورك بإنتظام أنا والراحل الحبيب العم "خليل الياس" ومرات بيكون "ثالثنا" العم العزيز "حس شمت" .. كان بالنسبة للإعمام خليل الياس و حسن شمت الأمر طبيعي لتقارب الجيل وسنوات النضال والصداقة القديمة .. لكن بالنسبة ليّا ولأننا من أجيال أُخري وصغيرة نسبياً ونحن الأبناء لكم فالأمر كان "مُختلفاً" .. فالقواسم المشتركة تظل بيننا جميعاً في أننا أبناء لهذا الشعب نتقاسم "هموم المساكين" ونبحث عن "عدالة إجتماعية" بمفهوم "إشتراكي" قديم أو حديث لا يهم .. يضمنا "حزب" مشترك أو أفكار "وقتها" مُتقاربة أيضاً لا يهم .. لكن "الأهم" أن "نتعلم" من "تجربتكم" و نستلذُ بصحبة هؤلاء الرجال "النادرين" الحقيقيون "أمثالكم" .. لا أستطيع وصف جلسة قد تجمعك مع "محجوب شريف" .. ما تُسمي بالطاقة "الإيجابية" هذا "المُصطلح الحديث نسبياً" يُمكن لك أن تستمده "حرفياً" من زول زي "عم محجوب" .. طعم الإستماع للونسة اللطيفة والدروس العميقة في محبة "بلدك" لا يُمكن أن تنحرم منها إذا ما ساقتك الأقدار حيث يجلس هنالك تحت ظل "شجرة" في حوش بيتهم في المظللة الثورة الحارة "21" .. يرتدي "جلابيته" البيضاء كلون "شعره" وكدواخله "الندّية" .. هذا المهذّب الإنسان المتواضع المُحترم .. زول "يألفك" و "تألفه" .. يأسرك بصمته أحياناً ثم بتعالي ضحكته فجأةً عندما تعجبه "سيرة" حكوة يقولها أمامه أحد الأصدقاء الحاضرين أو عندما يتذكر موقفاً ثم يبدأ في حكايته ويجعلك تبدو "كالتلميذ" في حضرته أو كالمُريد أو "حُوار" الشيخ "المُتصوف" .. وبمناسبة "التصوف" أكاد أجزم وبمرات اللقاءات " القليلة" الكم العميقة "الكيف" التي جمعتني بعم محجوب شريف أنه "متصوف" من المراتب "العُليا" في حُب هذا "السُودان" وعاشق لكل معاني "الإنسان والإنسانية" .. كان يهتم بالمساكين حسب ما اعلم والبُسطاء بدرجة مهولة من الإهتمام .. يحترف العمل "التطوعي" لجلب السعادة لهم ويُبادر من غير "ضجيج" أو "سُمعة" أو "إعلام" وبكل هدوء كشخصيته تماماً .. مُخلص لقضية المرأة ومهتم لأجلها غاية الإهتمام ، أذكر أني قد دعوته مرة لإحتفائية بكلية "المليك" الجامعية بمناسبة "عيد المرأة" بالتلفون ولكي يُقدم أُمسية شعرية لمنصة المُناسبة ، ولأني أعلم أن لا عربة له ، وحتي كُلفة عربة الإيجار قد لا تكون معه ، فقلت له "ياعم محجوب ما تشيّل هم بنجي نسوقك من البيت" فقال لي " إنت الماتشيّل هم بنجي أنا وخالتك أميرة و يقصد طبعاً زوجته أميرة الجزولي ، إنت بس ادينا الوصف والموعد " وقد كان وفي الموعد تماماً إستقبلته في الشارع نازل من عربة "تاكسي" عادية هو وخالتي "اميرة" شريكة حياته ونضاله الطويل وأُم "مريم ومي" بنتيهما .. قاعد أقول لبعض أصدقائي دائماً إنه أجمل والذّ "قُراصة بدمعة لحمة" أكلتها في بيت عم محجوب وفي حضرته .. وكعادة كُل سُوداني يحلف عليك " ياخي أُكل إنت أكلك تعبان كدا مالك" .. يستقبلك ويودعك بنفسه ويصنع لضيوفه "القهوة" مرات ويدخل "يكركب" و "يساعد" خالتي "أميرة" في المطبخ لإعداد ما يلزم .. كان في آخر حياته ونسبةً لداء "الصدر" الذي داهم "رئتيه" كان يستخدم "جهازاً" يُساعده علي "التنفس" ، وعندما كنا نزوره وقتها وهو مريض ، كان "يُقاوم" تعبه و مرضه ، يجلس أحياناً و "يستلقي" أخري .. وفي أثناء حضورنا ، وعندما يُريد أن يستلقي علي "السرير" خاصته يطلب مني بكل حنو وتهذيب "يا نضال يا إبني عليك الله ناولني الجهاز دا وضعه في أنفي" وكنت أفعل وأعتقد أنها من المرات التي تحس قدر شنو الزول دا "عظيم" .. لا يخلو منزله من "الضيوف" و هو يُغالب ليكون مع أصدقاء العُمر وشُركاء رحلة النضال والكفاح و أنداد الرحلة وأحبابه الكُثُر .. أكون في غاية السعادة عندما يقول لي إسمي مُنادياً أو مُخاطباً ويسبقه بي "نضال الشعب السُوداني" .. اليوم 2 أبريل تمُر ذكري رحيله الثامنة .. فسلاماً يا والداً أحبه الجميّع وأحبنا .. رحمة الله تغشاك يا عم "محجوب" يا زول يا ما هيّن❤ .. نضااال .. 2 أبريل 2022 ..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/01/2022
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 04/01/2022
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/01/2022
|
|