(بنكك ) والربكة الكبرى يا إدارة بنــــك الخرطوم !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

; بسم الله الرحمن الرحيم

(بنكك ) والربكة الكبرى يا إدارة بنــــك الخرطوم !!

في هذه الأيام العديد من البنوك السودانية تعلن عبر أجهزة الإعلام المختلفة وتغري الناس بفتح الحسابات المصرفية السريعة التي تتم التعامل معها عن طريق الهواتف النقالة ،، وهي تلك الحسابات التي تغني العملاء عن حمل العملات النقدية في الجيوب عند التعاملات وعند الشراء والبيع ،، ولتحقيق تلك الغاية فإن بنك ( الخرطوم ) قد أبتكر نظام حساب جديد لديهم يعرف باسم حساب ( بنكك ) ،، ( والاسم في حد ذاته من مضحكات الأمور)،، ناهيكم عن جوهر التعاملات !!! وفي هذه الأيام فإن البنك يقدم تلك الإغراءات الإعلانية المكثفة في أجهزة الإعلام لجذب العملاء إلى فروعها ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن العميل الذي يلبي تلك الإعلانات المغرية ويجتهد ليفتح ذلك النوع من الحسابات السريعة يواجه العديد والعديد من الصعوبات !! ،، وعليه أن يراجع فرع من فروع ذلك البنك لأيام وأيام حتى يتمكن أخيراَ من فتح الحساب الجديد !! ،، ومثل ذلك النوع من التعاملات المصرفية يعد من أغرب التعاملات المصرفية في هذا العصر ،، فعلى الأشخاص الذين يريدون التعامل مع فروع بنك الخرطوم عليهم أن يراجعوا تلك الفروع لأيام وأيام حتى يتمكنوا أخيراً من فتح ذلك النوع من الحسابات في نهاية المطاف .

لقد عملت في مجال الحسابات والتعامل مع البنوك والمؤسسات والشركات لأكثر من ستين عاماً في داخل وخارج السودان ولم أشاهد طوال حياتي وطوال فترة تعاملي مع البنوك في الداخل أو في الخارج مثل تلك التعقيدات والبيروقراطية العقيمة كما يحدث الآن لدى ( بنك الخرطوم ) بالسودان !! ،، والمعروف في كافة أرجاء العالم أن فتح الحساب لدى أي بنك من البنوك لا يحتاج إلا تلك المعلومات الضرورية الهامة المختصرة التي تهم التعاملات المصرفية مع ( نماذج ) التواقيع المطلوبة من قبل العميل ،، وعادة تقدم مثل تلك المعلومات المطلوبة في ورقة ( واحدة ) تحتوي فقط على البيانات والمعلومات الهامة المطلوبة مع نماذج التواقيع ،، أما بنك ( الخرطوم ) فهو يقدم للعميل الجديد الذي يريد فتح ذلك النوع من الحسابات كماَ هائلاَ من الأوراق والمستندات والأرانيك عند الانتساب والتقديم !! ويلاحظ أن معظم تلك البيانات والمعلومات المطلوبة هي مجرد (حشو فارغ ) وكلام ( هارم بارم ) مما يوحي ويؤكد بأن ذلك الشخص الذي أعد تلك المستندان والأرانيك هو مجرد شخص ( هاوي ) وليس بذلك الشخص المحترف الذي يواكب العصر الحديث في تعاملات المصارف ،، ومن المضحك في الأمر أن من ضمن تلك المعلومات المطلوبة ورقة تحمل عنوان : ( معلومات المواطنة الأمريكية !!! ) ،، وكل من يقوم بتعبئة تلك الأوراق يقف مستغرباَ من المغذى من تلك الورقة الخاصة بالمواطنة الأمريكية !! ،، وبالله عليكم ما هي علاقة فتح الحساب في بنك من البنوك السودانية ( بالمواطنة أو الجنسية الأمريكية ؟؟؟ ) ،، وهل يوجد بدولة السودان ذلك الكم الهائل من المواطنين الذين يحملون الجنسية الأمريكية وتقتضي مثل تلك الورقة والمعلومات ؟؟ ،، وأشمعنى فقط الجنسية الأمريكية دون الجنسيات الأخرى في العالم ؟؟ ،، أم أن ذلك مجرد عقدة من ( عقدة الخواجات المعروفة في حال التعامل مع مواطني أمريكا ؟؟ ).

والمصيبة الكبرى أن ذلك العميل الذي يقوم بتعبة تلك الأوراق والنماذذج والبيانات الهامشية العديدة لا يتمكن من فتح الحساب في نفس يوم تسليم تلك الأوراق بمجرد تعبئة تلك النماذج ،، ولكن عليه أن يراجع البنك لأيام وأيام أخرى حتى يتمكن من فتح الحساب !! ،، وذلك الأسلوب في التعامل يعد من أغرب الأساليب المعروفة عن التعاملات المصرفية في هذا العصر !! ،، وهؤلاء في بنك ( الخرطوم ) قد يبررون ذلك النوع من الخدمات والأساليب الرديئة بحجة ( الزحام الجماهيري ) لديهم ،، والسؤال الروتيني هو : إذا كان بنك ( الخرطوم ) يشتكي من زحمة العملاء لديها فما الداعي من تلك الإعلانات الإغرائية المكثفة في أجهزة الإعلام لجذب العملاء تحت شعار ( بنكك ؟؟؟؟ ) ، منتهى التناقض ومنتهى الفشل في الأداء والعمل !،، ومع الأسف الشديد فإن ذلك الأسلوب البدائي المتخلف المتدني من بنك ( الخرطوم ) يوحي للعملاء من أول وهلة بأن التعامل مع ذلك البنك لا يبشر بالمرونة العصرية المطلوبة !! ،، وخاصة والعالم يعيش عصر السرعة في الأداء والتنفيذ ،،

فيا هؤلاء المسئولين عن إدارة ( بنك الخرطوم ) بفروعه المختلفة أينما اتقوا الله في العملاء وواكبوا العصر والتقدم والحداثة ،، وأعلموا جيداَ أنه ليس من اليسر والسهل والمنطق على العملاء أن يراجعوا فروع بنك ( الخرطوم ) لأيام وأيام لمجرد فتح الحساب لدىهم !! ،، وخاصة في هذه الأيام ،، وناس بنك ( الخرطوم ) يعرفون جيداَ بأن تكاليف التنقل ذهابا وإيابا بين البيوت والبنوك قد أصبحت باهظة للغاية في هذه الأيام العصيبة .