لا تتوهموا كثيراَ في أسماك الزينة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

08:08 AM February, 22 2022

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تتوهموا كثيراَ في أسماك الزينة !!

هي تلك الأسماك الصغيرة الجميلة الملونة الضئيلة في أحجامها ومقدراتها ،، يحتفظ بها البعض من الأثرياء ويضعها في تلك الأحواض الزجاجية المليئة بالمياه المالحة ،، يحسبها الجهلاء من الناس بأنها أسماك سوف تكبر ذات يوم وتكون عملاقةَ في أحجامها ومقدراتها ،، ولكن في حقيقة الأمر فإن تلك الأسماك قد بلغت نهاية النمو والإزدياد في أحجامها ومقدراتها ،، وعلماء الأحياء البحرية والمحيطات يعرفون جيداَ تلك الحقيقة عن ( أسماك الزينة !! )،، ويعرفون جيداَ أن تلك الأسماك للزينة لن تكون لها أحجام أكبر من ذلك حتى الفناء والممات !!.

وأحوال الشعب السوداني في هذه الأيام تماثل أحوال تلك الأسماك للزينة !!،، حيث الانكماش والتراجع في الأحجام والمقدرات .. والحادبون على مصالح وعافية الشعب السوداني يسألون المولى عز وجل أن لا تسري تلك الصورة والحالة المزرية الكالحة على الشعب السوداني !! ،، وأن لا يكون مصيره هو مصير وأحجام ( أسماك الزينة ) ،، وخاصة ونحن نعلم جيداَ أن العصر الذي نواكبه حالياَ هو عصر ( أسماك القرش ) الضخمة والوحوش الضارية !! ،، ولا مجال فيه لأسماك الزينة الضعيفة الهزيلة !!!.

وفي هذه الأيام العصيبة يشاهد العالم كيف أن تلك الدول الضخمة العملاقة وغير العملاقة تتهافت وتتكالب للتدخل في الشئون السودانية الخاصة !،، وذلك بطريقة سافرة وجريئة تجرح السيادة والكبرياء !! ،، وتلك الدول القوية ترى الشعب السوداني بمثابة ( أسماك الزينة ) في الحجم والضعف !،، وقد هانت عليها قوة وبطش الشعب السوداني !! ،، ذلك للشعب الذي قد فقد المهابة والحجم والمقدرة مع مرور السنوات ،، وأصبح يماثل ( أسماك الزينة ) في اعتقاد العالم !! ،، وقد جاء الوقت للشعب السوداني لكي ينفي عن نفسه وعن سيرته تلك الصورة الهابطة الواهية ،، تلك الصورة التي توحي للعالم بأن الشعب السوداني عاجز كل العجز عن مواجهة التحديات والمؤامرات والكيديات ،، وكذلك توحي بأن الشعب السوداني قد أصبح بمثابة : ( أسماك الزينة ) الضعيفة الهزيلة .

لو كانت قوة وأحجام ومقدرات الشعب السوداني هي نفس القوة والأحجام التي كانت سائدة في أعقاب الاستقلال وخروج المستعمر لصدق ونجح الدكتور عبد الله حمدوك في تكهناته حين كان يردد عبارته المشهورة : ( سوف نعبر !!! ) ،، ولكن من سوء حظ الدكتور عبد الله حمدوك أنه كان يخاطب شعباَ هزيلاَ وضعيفاَ يعادل ( أسماك الزينة ) في المقدرات والقوة والأحجام !! ،، وبالتالي قد استحال عليه ذلك ( العبور ) الهام الذي كان يتمناه ويرجوه الجميع ,, والسيد عبد الله حمدوك كان يظن أن الشعب السوداني هو ذلك العملاق ( شعب المواجهات والانتفاضات ) ،، وفي نفس الوقت كان يجهل أن ذلك الشعب قد تراجع وتخاذل حتى أصبح بمثابة ( أسماك الزينة !! ) .

ورغم تلك الحقيقة القاسية المريرة مازال البعض من الناس يضع الآمال العريضة في ذلك الشعب السوداني الذي مازال يرضخ ويتواجد داخل قوقعة الضعف والهزال والفرقة والشتات !! ،، وقد أصبح شعباَ كالأسماك الفوضوية التي تعشق الفوضى والإنفلات حيث أن القوي يلتهم الضعيف في هذه الأيام دون رحمة أو شفقة !!