Post: #1
Title: على الأقل أسأل عن مصير البلاد من باب الأدب والذوق !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-19-2022, 06:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
على الأقل أسأل عن مصير البلاد من باب الأدب والذوق !!
يا ذلك الدكتور عبد الله حمدوك كنت معنا ذات يوم في خنادق الثورة والانتفاضة ،، وواجهت مع الشعب تلك الويلات والأحزان والأحزاب والعذاب ،، وكنت تدعي بأنك تحس بأوجاعنا وآلامنا ودموعنا ،، وكذلك كنت تدعي بأنك سوف تعبر بالبلاد لبر الأمان ،،كما أنك كنت دائما تدعي بأنك في خنادق الشعب السوداني في السراء والضراء ،، ثم خذلتك خلافاتنا البينية المعروفة العقيمة ،، فإذا بك تفارقنا ونحن في أوج الخلافات والاختلافات ،، فارقتنا ونحن نمـــر بأخطر المنحنيات ،، لقد ذهبت بعيداَ عنا ولم نسمع منك أو عنك بعد ذلك !! ،، أهكذا العشرة يا ذلك الرجل ؟؟ ،، وهل أعمالك الخاصة قد أشغلتك عن هموم السودان التي لا تنتهي ؟؟ ،، أم أنك كالآخرين من أبناء السودان تضع المصلحة الذاتية فوق المصلحة العامة ؟؟ ،، كان الشعب السوداني يتوقع قيام جبهة جديدة باسم : ( جبهة المناضل عبد الله حمدوك )،، كما كان يتوقع قيام حزب جديد باسم ( حزب المناضل عبد الله حمدوك ! ) ،، ولكن كالعادة المعروفة في أبناء السودان الحكاية كلها بالنسبة للسيد عبد الله حمدوك كانت مجرد زوبعة في فنجان !،، وكانت مجرد سانحة طارئة قد نزلت عليكم فجأة من السماء فانتهزتها بمنتهى الأنانية ،، ثم هجرتها عندما تكالبت عليكم المصائب واشتدت عليكم الأحداث !!
الشعب السوداني كان يتوقع أن يستمر السيد عبد الله حمدوك ليتواجد في خنادق النضال والكفاح والمواجهات والمسيرات والاحتجاجات ،، ولكنه مع الأسف الشد قد آثر الانزواء والاختفاء عن الساحات السياسية ،، وتلاشى عن الأنظار والشاشات والوجود وكأنه لم يتواجد في الصورة في يوم من الأيام ،، والمعروف أن المناضلين الأحرار في أرجاء العالم لا يعرفون التخاذل والتراجع والاستسلام في أي وقت من الأوقات مهما تكون الأسباب ،، بل يواصلون الكفاح والنضال بمنتهى الإصرار حتى مفارقة الأرواح للأجساد ،،
الشعب كان يتوقع قيام حزب جديد باسم : ( حزب المناضل عبد الله حمدوك ) ،، كما كان يتوقع قيام جبهة جديدة باسم ( جبهة المكافح عبد الله حمدوك !! ) ،، وكان يتوقع ان يتواجد السيد عبد الله حمدك في مسرح الأحداث بطريقة مكثفة ،، ولكنه مع الأسف الشديد قد هجر الساحات السياسية وأختفي وكأنه لم يتواجد في يوم من الأيام ،، وقد ترك الشعب وهو عند أوج المحك !!! ،، ولم يعد يسأل عن الأحوال والأوضاع !! ،، منتهى الجهود والنكران !! ،، يحدث كل ذلك والشعب مازال يواجه الموت والقتل والإبادة في الميادين والمواجهات!! ،، وكان الأحرى بالسيد عبد الله حمدوك أن يندد ويحتج على تلك الدماء الطاهرة التي تسال بكيد الغدر والبطش بأيدي هؤلاء العسكر !! ،، وخاصة وهو لا يمثل طرفاَ مسئولاَ في هذه الأيام ،، لقد ذهب السيد عبد الله حمدوك ليمارس أعماله وأنشطته الخاصة دون أن يبالي بأوجاع ودموع الأمة السودنية !! منتهى النكران للوطن وللشعب الذي سلمه القيادة والأمانة في يوم من الأيام !
كان الأجدى به أن يعالج الأوضاع بالقرارات القيادية والرئاسية ،، وإذا لم يستطع أن يعالج الأحوال باليد والقيادة كان الأجدى به أن يعالج ذلك بالكلام والأقوال والنضال ،، وإذا لم يستطع ذلك كان الأجدى به أن يستنكر ذلك بالقلب !! ,, وذلك هو أضعف الإيمان !!!!
|
|