لا تفاوض لا مُساومة لا شراكة لا شرعية ليس موقف مُتطرف ..

لا تفاوض لا مُساومة لا شراكة لا شرعية ليس موقف مُتطرف ..


12-14-2021, 02:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1639489387&rn=0


Post: #1
Title: لا تفاوض لا مُساومة لا شراكة لا شرعية ليس موقف مُتطرف ..
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 12-14-2021, 02:43 PM

01:43 PM December, 14 2021

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر




البعض يأخذ علينا وينتقدنا بأننا نتخذ من إتفاق الإنقلابيين الُبرهان وحميدتي مع د.حمدوك في ٢١ نوفمبر الأخير موقفاً راديكالياً ( مُتطرف) ، ويذهب البعض منهم أن هذا ليس موقف (عملي ) أو ( عقلاني ) بإعتبار ظروف السُودان وتعقيداته ، و يطالبوننا بالحلول البديلة لهذا الموقف ، رأيت من المُناسب الرّد في هذا التوقيت وقد تبقت فقط خمسة أيام علي ذكري الثورة في ١٩ ديسمبر ، و لعل في هذا كذلك رد عملي ظلّ يقدمه الشعب السُوداني في الشوارع بلا كلل وبكُل عزيمة رافعين ذات المطالب ( الراديكالية ) خاصتنا وخاصتهم!!

وما يُشعرنا بالإرتياح هو هذا التوافق والإتفاق ما بيننا والشارع ، فيقيني دائماً أن إتجاه الشارع هو البوصلة التي من الواجب السيّر معها وعدم التفريط فيها ..
الذي حدث في ٢٥ أُكتوبر إنقلاب علي الثورة والتحول الديمُقراطي في السُودان ما من شك ، و من قاموا بهذا الإنقلاب أرادوا إجهاض الثورة وقتلها ، والذي يؤسف له أنهم كانوا أطرافاً في مُعادلة السُلطة وشريكاً دستورياً في ظل إتفاق مُلزم وحتي نهاية الفترة الإنتقالية ، ولا يحق بنص الوثيقة التي كانت تحكُم تبنّي قرارات تقصِم ظهر الفترة الإنتقالية ، ولكن هذا هو الذي تمّ من قبل العسكر وبتخطيط معلوم من قوي الثورة المُضادة وبإستمالة لقوي إنتهازية تحمي مصالحها الشخصية الضيقة ومصالح النظام السابق ، والأنكأ أن الذي حدث يحمل كُل جينات النظام السابق والذي ناضل وقاتل وكافح ضده السُودانيون لسنوات طويلة وقدموا ما قدموا من التضحيات في سبيل التخلص منه حتي نجحوا بقيام الثورة ، فأعادنا العسكر لذات الأيام من القتل وسفك الدماء والإعتقال والبطش و مُصادرة الحريات والتخويف والإرهاب ، ورفع منسوبي النظام السابق رؤوسهم وإستعدوا للإنقضاض مُجدداً ، أما حمدوك وبرغم موقفه الأول والذي جلب له التأييد والإحترام إلا أنه حتي و بعد توقيع الإتفاق مع الإنقلابيين لا يُعتبر طرفاً يحق له دستورياً إتخاذ قرارات هي ليست من صميم مسؤلياته ، فهو كان يمثل الجهاز التنفيذي ومن حمله لهذا الموقع هي ذات القوي السياسية المدنية التي إنقلب عليها العسكر ( الشُركاء السابقين ) ، فسقطت بذلك شرعيته بعد إبعاد من جاءوا به ، وحتي الشرعية الثورية تم فقدانها بعد الرفض الكبير للإنقلاب و للإنقلابيين وللإتفاق معهم ..
عاد الشارع وكرد فعل لما قام به العسكر لمربعه الثوري الأول ما قبل فض الإعتصام في رفضه لوجود العسكريين في السُلطة حتي في الفترة الإنتقالية ، وإذداد التباعد وعدم الثقة كنتيجة أيضاً لما مارسه المكون العسكري من تآمر وخداع و فظائع لأجل إستمرارهم وإنفرادهم بالسُلطة والسيطرة عليها والعمالة لقوي الثورة المُضادة وتنفيذ أجندتها غير مُبالين بالسُودان كدولة وبشعبه ، فعملوا لمصلحة الغرباء والدخلاء ولمصالحهم الشخصية ورغباتهم!
أدرك السُودانيين أن في ظل هذا الواقع لمؤسسة تحولت لباطشة بشعبها وقاتلة ولا تُريد الإصلاح وتريد أن يسير السُودان في ذات الإتجاه القديم ورفض التغيير والإتيان بذات السياسات والشخوص ، فلم يعد هنالك غير مواصلة الطريق الشاق في مواصلة ثورته السلمية لنيل الحكم المدني وإقامة التحول الديمُقراطي الحقيقي وإستكمال مطالب الثورة وعدم التفريط في كُل التضحيات ..
بدأ هذا الطريق بالمقاومة الفورية للإنقلاب والإستمرار في تقديم الشهداء والتضحية في مواجهة آلة القمع والقتل الوحشية للإنقلابيين والعسكر ، وحتي التراجع الجزئي للإنقلابين ليس مرده توقيع إتفاق حمدوك في حقيقته ، وإنما هو ضغط الشارع ومقاومته والتي أجبرت المجتمع الدولي للضغط هو الآخر في كُل الإتجاهات ومحاصرة قوي الثورة المضادة ودولها لكي ترضخ فأنتجت إتفاق العسكر حمدوك في ٢١ نوفمبر ونفذه العسكر صاغرين ، وبالطبع فإن للمجتمع الدولي مصالحه وحساباته ، لكنه لايستطيع تجاوز رغبة السُودانين في التحول المدني الديمُقراطي ..
دون الدخول في تفاصيل الإتفاق المعلومة ، فإن رفضه مثّل عدم الإعتراف بشرعية الإنقلابيين ، أما المساومة فأيضاً مرفوضة لأنها أيضاً تُعطي ضمانات نجاة للقتللة من جرائمهم ، وكذلك تُعطيهم فرصة العودة لمزيد من التآمر والإلتفاف علي الثورة ومطالبها وتشويه ما تبقي من فترة إنتقالية لكي يفرضوا نموذج سيُسمي خداعاً وتزويراً ديمُقراطية ، أما التفاوض فيفتح مُجدداً باباً للشراكة معهم وهذه أيضاً أصبحت مرفوضة بُمعطيات الواقع ما بعد ٢٥ أُكتوبر وأحداثه ، فمن الطبيعي إذاً أن يسقط مبدأ التفاوض ومبدأ الشراكة مع ذات القتللة المتآمرين المُخادعين و غير الموثوق بهم مُجدداً ، و بالتالي فإن عدم التفاوض و عدم المساومة وعدم الشراكة الثلاثة معاً يقودوا لعدم الشرعية للإنقلابيين أو أي إتفاق يكونوا هُم جزءً منه ، فهذه الحماقة التي تمت بالإنقلاب وما تبعها من جرائم أنتج واقعاً ومطالب جديدة للشارع والقوي السياسية الوطنية والديمُقراطية ، وهذا أيضاً يستوجب تعامل مُختلف من الأطراف الدولية الداخلة في المشهد ، فهي مؤكد تمتلك كُروت ضغطها الخاصة ، فالحلول هي ما يُطالب به الشارع ونحن أيضاً نُطالب به وندعمه بقوة ..

يبقي هنالك بديل لمخرج آخر وإن كانت نسبته ضعيفة ويستلزم مجهود ، و هو حدوث إختراق في المؤوسسة العسكرية نفسها لصالح إبعاد المكون العسكري الحالي والإنحياز لرغبة الشارع بتسليم السُلطة كاملة للمدنيين ، علي أن يُصاحب هذا إتفاق دستوري جديد للقوي السياسية الوطنية الديمُقراطية غير التي شاركت النظام السابق حتي سقوطه ، و يُتيح الإتفاق إستكمال مطالب الثورة و علي رأسها السلام الشامل وحل المليشيات وترتيبات توحيد وإصلاح الجيش ، والمؤتمر الدستوري والمجلس التشريعي والمفوضيات وتحقيق العدالة وقيام الإنتخابات والإنتقال للديمُقراطية ..
نضال عبدالوهاب
للديمُقراطي ١٤ ديسمبر ٢٠٢١


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/14/2021


عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/14/2021


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/14/2021