علي السلطات الصحية حظر هذا العصير!! بقلم:محمد سمنّور

علي السلطات الصحية حظر هذا العصير!! بقلم:محمد سمنّور


09-16-2021, 05:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631809794&rn=1


Post: #1
Title: علي السلطات الصحية حظر هذا العصير!! بقلم:محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 09-16-2021, 05:29 PM
Parent: #0

04:29 PM September, 16 2021

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



حسبت الرجل منهمكا في صنع شاي باللبن الحليب،
ولكن لضعف بصري نبهني مرافقي
ان الشئ الاسود في المصفي الكبير
ليس شاي "حَبّ "
فليس هناك شاي لبن يتم صبّه في "تُمنة" بذلك الحجم!
كان المشهد من داخل زريبة ابقار علي ضفاف النيل،
وكان صاحب الزريبة يفرغ ما تم حلبه من لبن في التُمَن،
ولأن هذه هي المرحلة الاخيرة قبل الشحن والبيع،
فهو يضع مصفي لتصفيته من الذباب والعوالق الاخري،
وكان الذباب يبدو كحب الشاي في المصفي
لأن الرجل كان ينقل المصفي بذبابه
من تُمنة الي تُمنة
ولا يفرغ المصفي الا حين يمتلئ تماما بالذباب،
ولذلك علّق رفيقي ضاحكا:
"شاي ذباب"! ثم استطرد ساخرا: "عصير ذباب بالحليب"!
الشئ العجيب ان هذا المنظر مع غرابته
كان قبل فصل الخريف الذي يتضاعف فيه الذباب مئات المرات
فتصوّر الآن فظاعة المشهد!

الذباب من اخطر نواقل الامراض
وقد ادي تدهور الوضع البيئي وتراكم النفايات
الي توالد اعداد مهولة مع اول قطرات الخريف،
وحتي الرش الجوي لم يفلح في القضاء عليه.

ذكرت منظر "مصفي الشاي" لافراد اسرتي
ونصحتهم بتجنب اللبن "الفلت"
الذي يباع من الحِلل في البقالات،
علي الاقل في فصل الخريف،
ولكن لم يؤبه لكلامي
الا عندما اصيب بعضهم بمشاكل هضمية
والام في البطن بعد تناولهم له.

المشكلة ان اللبن المعبأ غالي السعر،
فهو تقريبا ضعف الثمن،
بسبب قلة شركات تعبئة الالبان،
فلا توجد منافسة.
في السابق كانت تلك الشركات
تصدر كل فترة قائمة باسعار منتجاتها،
تجدها ملصقة علي ابواب الثلاجات،
اما الآن وحينما انتوت الحكومة مراقبة الاسعار
ووضع ديباجات توضح السعر
اختفت تلك القوائم!
فقد لاحظت مثلا فرقا في سعر عبوات الزبادي
يتراوح ما بين 30 - 50 -100 جنيه
حسب الحجم.

لو كانت السلطات جادة في امر الصحة
لاوقفت تداول اللبن "الفلت"
علي الاقل في فصل الخريف
لأن امكانية تلوثه عالية بسبب الانتشار الكثيف للذباب.
الوضع البيئي في المناطق المتاخمة للنيل سئ للغاية،
ورغم تبعية تلك المناطق للعاصمة
لكن ثقافة الاهالي ضحلة جدا،
فهم يجعلون الشاطئ مكبا للنفايات،
هذا بالاضافة لروث البهائم والزبالة التي تستخدم في صناعة الطوب،
وحتي عندما تموت البهائم لا يفعلون سوي جرّها للشاطئ!
اين دور الحكومات الولائية ومكاتب الصحة والمواصفات والمقاييس
واين دور جمعيات حماية المستهلك؟

يجب ان ننظر لمشاكلنا بصورة كلية وليس علي مستوي فردي،
فالملاحظ ان كل الناس سواء في الشقق او البيوت العادية
اصبحت تتجه الي عزل نفسها عن الذباب والبعوض
في الغرف المغلقة التي تحتاج الي التكييف والتهوية والانارة علي مدار اليوم،
مما زاد من الضغط علي الكهرباء،
رغم ان معظم الناس يسكنون الضواحي،
التي تتميز بالحيشان الواسعة
حيث كان الناس في الماضي ينامون فيها ويقيلون،
دون الحاجة الي مروحة او مكيف.

الاستكانة وقلة الحيلة هي التي أودت بالنظام السابق
بعدما تقدمت السن بقادته،
فالاشياء لا تتم لوحدها،
ولا بد ان يكون هنالك "فعل" (Action)
يتعاون فيه الحكام والمواطنون،
فالثورة ما جاءت الا لتغيير مثل تلك الاوضاع المزرية
التي اوحلنا فيها طويلا.