الذين سرقوا الثورة بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن

الذين سرقوا الثورة بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن


09-12-2021, 06:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631468205&rn=0


Post: #1
Title: الذين سرقوا الثورة بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن
Author: صلاح الدين حمزة
Date: 09-12-2021, 06:36 PM

05:36 PM September, 12 2021

سودانيز اون لاين
صلاح الدين حمزة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




◾بعد الثورات و كما الحال الان فالسلاطين إلي وضعهم الطبيعي جلاليب و عمم و شالات و مراكيب و عصايات و لبسات افرنجية فل سووت و موبايلات و عربات و صرف وقود و ونسات و اتصالات و اجتماعات و زيارات و قعدات و مؤتمرات و مشروعات و سفريات و لجان و تعيينات و حوافز و نثريات و ترضيات و سيارات مظللة و سارينيهات و لافتات معلقة و افتتاحات وهمية و احتفالات و سفريات و طائرات .
◾الذين سرقوا الثورة هم السلطة الانتقالية او الذين يسمون انفسهم حكومة الثورة ، تلك الثورة التي سرقت في وضح النهار ، هم الذين تجمعوا و اختاروا أنفسهم لكي يكونوا سلاطين ، لم يختارهم الشعب رغم أن اكثرهم يرددون ذلك .
◾ الذين سرقوا الثورة من القادة و الرؤساء و الزعماء و الساسة و العسكر تربعوا هناك في الاعالي في السرادق المظلله المكيفة الهواء و تركوا باقي الشعب هائماً.
◾ الذين سرقوا الثورة ️يتجمعون رسميا في قاعات و يتناقشون و ليس للوطن و إصلاحه حظ في نقاشهم ..
◾ الذين سرقوا الثورة يتجمعون شعبيا في اعراس و عزاءات و سفريات و يتناقشون عن الدولة العميقة و ازالة التمكين و ليس للخطط و الاستراتيجيات حظ في نقاشهم ..
◾ ️الذين سرقوا الثورة يتجمعون اسفيريا في واتساب و فيس بوك و يتناقشون و يكتبون و يكذبون و يوعدون و يخلفون و ليس للوطن و إصلاحه حظ في نقاشهم ..
◾️الذين سرقوا الثورة يجلسون في استديوهات القنوات الفضائية الكثيرة الساعات الطوال و يتناقشون و يوعدون و يخلفون و يكذبون و ليس للوطن و إصلاحه حظ في نقاشهم.
◾الذين سرقوا الثورة هم شرذمة قليلون اتي بهم القدر فتملكوا وسائل الإعلام و صاروا يتحدثون عن الناس و يسبونهم و يشتمونهم باسم العدالة و العدالة منهم بريئة ، فأصبحت تسير الدولة لجان ظالمة غاشمة فاشلة ، تتفاخر بالتشفي و التشهير في المنصات الاعلامية كذبا و زورا و بهتانا دون السماح للناس حتي بالرد فصار اعلامهم :-
1️⃣يتهم ، و
2️⃣يحقق ، و
3️⃣يقاضي، و
4️⃣يحكم ، و
5️⃣ينفذ.
◾الذين سرقوا الثورة هم اولئك الذين ارجعوا الناس إلي عصور القبلية و الجهوية و النعرات العنصرية بالظلم و الكذب و غياب العدالة و التهميش التام لدور القضاء ، فصار الناس و في سبيل حماية ابناءهم و أقاربهم يستغلون القبلية و الجهوية الأمر الذي ينذر بمخاطر كبيرة قد تتطور بعد قليل إلي عراكات و حروبات قبلية و اثنية و جهوية ينفلت معها عقد الأمن و يتفتق فيها النسيج المجتمعي الذي كان انموذجا .
◾ الذين سرقوا الثورة يكتبون في الصحف اليومية الكسيحة و يسبون و يكذبون و ليس للوطن و إصلاحه حظ في كتاباتهم .
◾الذين سرقوا الثورة ️كل يوم و منذ الصباح الباكر عملهم فقط الاطلاع علي أخبار معارضيهم في الوسائط المختلفة لنفيها و تكذيبها و الرد عليها و ليس للوطن حظ في عملهم.
▪️الذين سرقوا الثورة ️يقضون الاسابيع و الشهور في كيفية حل الألغاز و الطلاسم و المعادلات الخاصة بقسمة "الكيكة الصغيرة" علي هذه المجموعات الكبيرة المتناقضة.
◾الذين سرقوا الثورة ️كل همهم كيفية الحصول علي كراسي الحكم و راحة أنفسهم و لا يلتفتوا الي آلام و هموم مواطنيهم و لا الي نهضة بلادهم ، و للاسف الشديد ليس هناك من أمل فالكل همه السلطة و راحة نفسه .
◾ الذين سرقوا الثورة هم القادة و الكبراء و الساسة و الزعماء و العسكريين ، استلموا مكاتبهم و قصورهم و فنادقهم و منازلهم و مخصصاتهم و نثرياتهم و تحلق حولهم حراسهم و مدراء مكاتبهم و سائقي سياراتهم و مراسمهم و تركوا باقي الشعب :-
- يتحلقون و يتناقشون في الاسواق ،، في المواصلات ،، في صفوف الوقود ،، و في صفوف البنوك و في صفوف الخبز ،، وفي صفوف الغاز ،، و في صفوف المطر ،، و في صفوف التمباك ،، و حول بائعات الشاي ،، في داخل البصات و في سرادق العزاءات و المآتم و الافراح و في المقابر و علي ملاعب الكرة و منصات التواصل الاجتماعي و في واتساب ،، في فيسبوك ،، في تويتر و مهاتفات ايضا .. يتضجرون و يغضبون، و يتحدثون عن حال الرغيف و الدواء و النقل ، الأمور التي أجبروا علي الاهتمام بها يتناقشون ..في الجامعات ،، في المساجد ،، في المقابر ،، في صالات الافراح ،، في سرادق العزاءات ،، في المطاعم ، داخل الغرف المظلمة و المضيئة ,, في شارع النيل ،، في الأسواق ،، في الاسفار في المطارات و البحار و الصحاري ..
+ ️يختلفون
+ ️يتخاصمون
+ ️يضرب بعضهم بعضا
+ ️يقتل بعضهم بعضا من أجل أولئك المتربعين هناك في القصور الذين.
▪️ الذين سرقوا الثورة من السلاطين و الحكام و قادة الاحزاب كلهم في غيهم و نقاشهم و ترشيحاتهم و مجالسهم و تحالفاتهم و احتفالاتهم و سفرياتهم ،، لا يهتمون بمستقبل وطنهم و من سيكون محلهم و ماذا تركوا للقادمين ،، كل همهم كيفية قسمة "الكيكة" ،،
همهم الان ،، من الرئيس؟ ،، من الوزير؟ ،، من المدير؟. ،، أين موقعنا ؟ ،، يهتمون فقط بوضعهم و حالهم و مصالحهم و لا يهتمون بمستقبل بلدهم ،، تناسوا و تجاهلوا هذا القطاع المهم من قطاعات المجتمع "شباب المستقبل" .
▪️الذين سرقوا الثورة مجموعة تمثل النظام الحاكم ، مكوناته و أفراده "متشاكسون" و "متخاصمون" فيما بينهم و ليسوا علي قلب رجل واحد ابدا ، تحسبهم جميعا و قلوبهم شتي.
▪️الذين سرقوا الثورة بعضهم يتحدث عن بعض و بعضهم يتهم بعض و مكونهم الفلاني يتهم مكونهم العلاني و نائب رئيسهم يتهمهم "بالفشل الذريع" و مكوناتهم البائسة تتساقط كاوراق الشجر ، و تتدني نفسياتهم كل يوم إلي الحضيض كما قال شريكهم الذي يعادونه في الخفاء و يسبونه و يشتمونه بواسطة قطعانهم في الاسافير و يظهرون مودته في العلن و عند الحاجة و الذي قال "معنوياتنا في الواطة" ،
▪️الذين سرقوا الثورة يتقاذفون الهمز و اللمز بينهم في الوسائط الإعلامية فيتهم بعضهم البعض الاخر بالفشل و الفساد.
▪️الشعب يريد اسقاطكم لانكم تركتم الشباب هائمين حائمين ..
▪️الشعب يريد اسقاطكم .. لأنكم اساتم إدارة الحكم ..
▪️الشعب يريد اسقاطكم .. لأنكم ظلمتم المؤسسات التي تهم الناس و الوزارات التي تهم الناس و الادارات التي تهم الناس و الجامعات التي تهم الناس و دللتم الرئاسة و الجيش و الامن و القضاء و الدعم السريع ..
▪️الشعب يريد اسقاطكم .. لأنكم تتربعون في الأعالي و تركبون السيارات الفارهة مكيفة الهواء و تجوبون الشوارع بها و توقفون مواطنيكم الذين تحرقهم الشمس و لا يجدون ما يستظلون به ..
▪️الشعب يريد اسقاطكم .. لأنكم لم تهتموا بنظافة و نظام و صيانة و تاهيل المدن و شوارعها و مساجدها و مدارسها و فقط تهتمون بقصوركم و مكاتبكم و منازلكم ..
▪️الشعب يريد اسقاطكم .. لأنكم لم تصارحونهم بالحقيقة و تكذبون عليهم ..
▪️الشعب يريد اسقاطكم ..لأنكم فشلتم في إدارة الازمات كفشلكم في إدارة الحكم .
▪️الشعب يريد اسقاطكم لأنكم فشلتم و ترمون فشلكم في "الدولة العميقة" و "النظام البائد" و "خراب ثلاثين عام كيف يعالج في عامين".
▪️الشعب يريد اسقاطكم لانكم فشلتم و لا تريدون احد ان ينتقدكم او يقترب من مملكتكم .
▪️عندما يتحدث الناس عن اخفاقاتكم و فشلكم سرعان ما تشيرون إلي جهات تريد أن تحدث فوضي في البلاد و ان الأنظمة البائدة هي السبب. و تصرخون : "اصحي يا ترس" .
▪️عندما يتحدث الناس عن اخفاقاتكم و فشلكم سرعان ما ناشرون البيانات و المنشورات و التعليقات و المقالات للتنديد بما تسمونهم اعداء الثورة و دعوة الناس لحماية ثورتهم هو حال لصوص الثورات كلما شعروا بقرب زوال ملكهم الوهمي صرخوا "اصحي ياترس".
▪️"اصحي يا ترس" اصبح مصطلحاً يستخدمه "الخاصة" لاستغلال "العامة" و ذلك لحماية ملكهم و سلطتهم ، فكلما يشعر السلاطين و الكذابون و الافاكون و المشهرون و أكلوا لحوم البشر بان ملكهم في خطر و انهم ربما تتم ازالتهم و ان الناس باتوا غير راضين عنهم ، يصرخون و يقولون :- "اصحي يا ترس" ، ظنا منهم ان العامة يمكن "غشهن" و يحسبون ان هؤلاء العامة كما كانوا في الماضي كالقطعان يهرولون الي الطرقات فيغلقونها و يوقفون الحركة ، و "سارقوا الثورة" هناك من النوافذ في الاعالي ينظرون و علي شاشات القنوات الفضائية يتفرجون ، و يضحكون ، ليقولوا "قد نجحت الخطة".
لكن هيهات .
▪"️اصحي يا ترس" هو مصطلح ظهر ابان الاحتجاجات في السودان التي تمخضت عنها ثورة ديسمبر ٢٠١٨م ، و "الترس" يقصد بهم اولئك الشباب الذين يغلقون الشوارع و الطرقات و يوقفون حركة المرور باطارات السيارات و الحجارة و باجاسدهم ، تعبيرا عن سخطهم و رفضهم للنظام الحاكم او رفضهم و احتجاجهم علي امر محدد و يوصف هذا الاجراء بمصطلح "الصبة"، يقيمون الليالي و النهارات بالقرب من هذه "التروس" . لكن للاسف بعد الثورة و تحقيق المطالب تراجع "التروس" ليتركوا السلاطين و الحكام الجدد ليتربعوا علي الأمكنة و القصور التي كان يتربع عليها سلفهم و الذين يسمون "النظام البائد" .
▪️لقد تحول مصطلح "اصحي يا ترس" الي نداء يطلقه اولئك الذين استلموا السلطة ، للشباب ليقوموا بالصبة ليحموا اولئك الذين يجلسون في الاعالي اولئك الذي يستخدمون الفارهات من السيارات اولئك الذين يسافرون بالطائرات الي المدن القريبة و البعيدة اولئك الذين يلبسون الفاخر من الثياب و الحلي.
▪️"اصحي يا ترس" أصبح مصطلح يطلقه الحكام و السلاطين و القادة و الكبراء و الائمة و الشيوخ الذين يجلسون هناك في الامكنة العالية و السرادق المظللة و المكاتب المكيفة الهواء ، و "التروس" هم اولئك الهائمون ، يقف هؤلاء و ينادون اولئك و يقولون لهم : "ايها المواطنون الشرفاء فيصفقون و يهللون و يكبرون".

صلاح الدين حمزة الحسن
باحث
[email protected]