الفرق بين الكتب الفرنسية والكتب الأمريكية بقلم:د.أمل الكردفاني

الفرق بين الكتب الفرنسية والكتب الأمريكية بقلم:د.أمل الكردفاني


09-08-2021, 12:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631101395&rn=0


Post: #1
Title: الفرق بين الكتب الفرنسية والكتب الأمريكية بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-08-2021, 12:43 PM

11:43 AM September, 08 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




تأثرت بمؤلفات الدكتور أحمد عوض بلال، والتي كانت باكورة انتقال الفقه المصري من الفقه الفرنسي إلى فقه مدرسة القانون العام (الأنجلو-امريكي). وبما أنني درست على المنهج اللاتيني، فقد أصبحت امتلك الخبرة الكافية لقراءة المنهج الأمريكي. غير أنني اكتشفت بعض الصعوبات في المؤلفات الأمريكية على وجه التحديد، والتي منعت الفقه العربي من الاعتماد عليها.
لا تمثل اللغة الانجليزية مشكلة كبيرة كما يعتقد البعض، ولكن المشكلة تكمن في فارق جوهري بين الفقه الفرنسي والأمريكي، وهو أن الفقه الفرنسي يعتمد على الهيكلية العامة لموضوع البحث فهو يبحث باستمرار عن القواعد العامة التي تغنيه عن البحث في التفاصيل، وعلى العكس من ذلك، يحتشد أي مؤلف امريكي بتفاصيل كثيرة، ولكن دون اهتمام بوضع قواعد عامة.
يحتاج القارئ للكتب الامريكية باستمرار لقلم وورقة لكي يجمع التفاصيل في بوتقة واحدة. سنجد تلك التفاصيل موزعة بين فصول الكتاب، بل ومشتتة. إنها تفاصيل مهمة وشيقة في نفس الوقت، ولكنها تحتاج فقط لأن توضع في خريطة معلوماتية (انفوجرافيك). أما المؤلفات الفرنسية فهي مؤسسة على تلك الخريطة. تاركة التفاصيل الصغيرة للتكييف داخل صندوق أعلى ثم أعلى من المبادئ أو القواعد العامة وهكذا.
الذهنية الفرنسية إذاً، تختلف عن الذهنية الأمريكية. يبدو لي أن الذهنية الفرنسية ذهنية (بصرية) أو جغرافية، في حين أن الامريكية إشعاعية. وقد يبدو أن الأولى أفضل ولكن ليس ذلك بالضرورة. تفيد الذهنية الإشعاعية في أنها تحتاج دائما للتعمق في التفاصيل، مما يجعلها أكثر ثراءً من هذه الناحية، وهذا ما يجعلها قادرة على الربط بين عدة مفاهيم أو حقول علمية بدون حرج. فهي ذهنية متدفقة، في المقابل تتميز ذهنية الصور والخرائط المعرفية بأنها صارمة، ولكنها تضح حدوداً بين المفاهيم مما يعيق التدفق والتلاقح بسرعة.
لا غرو أن الفقه الأمريكية استطاع ان يغزو الفقه الفرنسي بالمصطلحات القانونية الجديدة، -وفي المقابل- لا غرو أن مؤلفات الشروحات العامة الأمريكية استمدت هيكلها من الفقه الفرنسي.