لا تستقيم المبادرة وعودها معوج بقلم:عمر الحويج

لا تستقيم المبادرة وعودها معوج بقلم:عمر الحويج


09-07-2021, 10:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631051456&rn=0


Post: #1
Title: لا تستقيم المبادرة وعودها معوج بقلم:عمر الحويج
Author: عمر الحويج
Date: 09-07-2021, 10:50 PM

09:50 PM September, 07 2021

سودانيز اون لاين
عمر الحويج-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





لن يختلف إثنان ، ولن تنضتح عنزان ، ولن يغالط الناس بعضهم بعضاً ، بأن هناك ، تحالف قوي ووثيق يربط بين مكونات القوى الحاكمة في السودان الآن ، وهي القوى العسكرية بكل فصائلها المحددة ، تفصيلاً ، في الجيش ، الدعم السريع ، وحركات سلام جوبا ولن نقول عليها حركات الكفاح المسلح ، كما جرت العادة ، لتمرير إتفاقية جوبا المنقوصة والمفعوصة ، والتي أفرزت معضلات (ردوماً على ردوم وبالكوم ، لما هو أصلاً مردوم) ، ومتراكم من معضلات ، نأت حكومة الإنتقال ، من الإقتراب والتصوير لأنها منطقة عسكرية ملغومة ، ونمتنع سكوتياُ لمنحها هذه التسمية الكفاحية ، لأنها منذ بداياتها ، يعرف كفاحها أكثر أهلها وأطفالها ونسائها وشيوخها ، وهم من يحاسبونهم على حقهم المهضوم ، وقد بدأوا فعلاً يرفعون المذكرات الإحتجاجية ، يطالبون بحقهم في ما فعله مناوي وفصيله المسلح ، بقراهم من إبادات ولننتظر لنرى . أما الآخرين سيحاسبونكم على ما فعلتم ، حين وصلتم السلطة ، وأتسم فعلكم المتكالب على غنائمها ، بنسيان أهاليكم وعشائركم وكل جمعكم الهالك المهلوك ، من اللاجئين والنازحين والمهجرين والمشردين والمحروقين رماداً وهشيماً ، في قراهم ودساكرهم ، والمغبونين من ضياع حواكيرهم ومآويهم والمغتصبات من حرائرهم ، والتهمتم كيكة السلطة مخاصصة وحدكم دونهم ، ومع من ، مع قاتليهم ممن إرتكبوا في حقهم أفظع الجرائم المسجلة في ذواكر البشر ومضابط دوائر منظمات حقوق الإنسان ، وجلسات مجلس الأمن الدولي بقرارات الإدانة الأكبر رقمأ من غيرهم ، الذين صدرت في حقهم الإدانات ، لبشاعتها وقساوتها ، في إنتهاك فاضح لحقوق الإنسان ، وفي ذاكرة كل من مشي على قدميه الإثنتين في هذه البسيطة الواسعة المتسعة ، والمرهفة ، آذانها للسمع والبصر ، وهم محسورين ، وربما حتى من مشي على أربعة من بعض فصائل الحيوانات الأليفة والحنينة قلوبها على البشر أكثر منهم .
وما يليهم من جماعة الهبوط الناعم وسكرتاية قحت (وهؤلاء من اؤليك)المساهم الأكبر الذي أعلن إنحيازه مبكراً ، بل عض بالنواجذ علي إعادة سودانهم القديم ، بتفاصيل النخب التى أدمنت الفشل ، (فهم آباء لكم وأنتم أحفاد لهم) ، وليس كل شبل من ذاك الأسد ، وإن لم يكن بينهم أسد ، ويدفع بهم من خلفهم ، ومن أمامهم ، ومن وسطهم ، بقايا أصحاب المشروع الحضارى سئ الذكر وقذر السيرة ونتن السريرة.
وكذا .. لن يختلف إثنان ولن تنتضح عنزان، ولن يغالط الناس بعضهم بعضاً ، أن الحلف المناوئ (لاحظوا اختلاف حرفها الأخير حتى لا تلتبس عليكم الكلمة مع إسم الامبراطور حاكم دارفور) هذا الحلف المعارض والمقاوم بشراسة، والمستمدة من عزيمة ديسمبر المجيدة ، والمتكتل ضد مشاريع الحلف الغير مقدس المار ذكره بعاليه . وهو الحلف المكون من القوى الصادقة والصانعة للثورة العظيمة تلك الثورة في جانبها المضئ التي إستحقت عن جدارة ، تسميتها بالعالمية وثورة القرن ، والتي تغنت بها الحكومات في أنحاء العالم مع شعوبها ، وفي جانبها المظلم أصبح الجميع يتمسح بإنتمائه لها .حتى كمالهم ، الذي غنى لهم في يومهم الأول ، والذي أعلن على رؤوس الأشهاد أنه ينتسب إلي الثورة قلباً وقالباً ، فقط تأخر قليلاً ولم يخرج للمشاركة في تظاهراتها العارمة ، لأنه كان مريضاً ودليله ، من زاره في مرضه وهم مَن ومَن ، مِن المسؤولين عل رأسهم اللمبي . والآخر هو ، الآخر الثرثار المدعو الحسين الخوجلي ربما يأتي اليوم الذي يعلن ما خباءه طويلاً عنا انه كان في قلب المعمعة ، ومعركة الثورة ، وأن أحد أصدقائه ، من ناس أم درمان ، حكى له نكتة ،وقهقه مقدماً كعادته ، أنه حزن لإستشهاده (أعني الحسين شهيداً) إبان الثورة الإ أن شفاعة المشروع الحضاري ، وبلاغة الساحر الهمام وغزالته الهمامة ، زميله في المهنة والإنتماء الفاسد ،إسحق فضل الله ، هي التي أعادته للحياة مرة أخرى . وما علينا من هذا.
ولنأتي لمبادرة حمدوك المتعسرة ولادتها ويريد الجميع ، إحيائها معه ، ليس حباُ في حلفه مع قوى التدمير إنما خوفاً على بلادنا من الدمار المخطط له جاهزاً ، ومسبقاً .
نقترح لرئيس وزراء حكومة الثورة المخطوفة د /حمدوك ، وقبلها لننوه اولاً لأخطر الحديث الصحيح الصادر منه (أن يكون السودان أو لايكون) . وعليه فليكن هناك قليل رشد بيننا جميعاً ، الذي يريد السودان ، القديم سودان النخبة الفاشلة ، وذاك الذي يريد التحديث للسودان الجديد الذي سيبنيه وعي شبابه ،شفاتة وكنداكات.
فلنجلس في قاعة مبادرتكم الفاخرة ، وليعترف الجميع بمقصده ، من سعيه للسلطة وهذا حق أصيل، فليعترف حلفكم او كتلتكم ، بما تنوون عليه لمستقبل السودان ، وما يرضي توجهكم ، إعترفوا بدون حياء ، ودون تعريض من أحد ، لأن هذا خياركم ، وللآخرين خيارهم ، فهذا صراع سياسي مقبول ، طالما أن السلاح والعنف مُحيداً فيه ، وأن يتم في طقس ديموقراطي حر ونزيه ، ولن يحاسبكم أحد . إعترفوا أنكم تريدونها ،دولة السودان القديم ، تريدونها رأسمالية او رأسمالية طفيلية او حتى رأسمالية متوحشة ، مرتبط مصيرها بمخططات البنك الدولي المدمرة ، أو حتى دولة دينية إسلاموية ، من جديد .فلكم خياركم مطروحاً على الطاولة. وفي الجانب المقابل أو الكتلة الأخرى المعارضة والمقاومة لخطكم ، ومسار حكمكم الإنتقالي ، وهي الكتلة ، أو كما حلفكم ، أيضاَ تتكون من حلفاء الثورة والثوار ، من الذين صنعوها ،واستشهدوا فيها، وعانوا ما عانوا ، لإنجازها في سلمية مبهرة . هذه القوى ، بلجان مقاومتها ، بالنقابات العمالية ، وإتحادات المزارعين باتحاداتها المهنية ، بمنظمات مجتمعها ، بمجتمعاتها الثقافية والفنية ، والمجموعات المتفرقة ، هنا وهناك ، وحتى الأفراد الذين ترضيهم برامجها وتوجهاتها ، الإنضمام لهذا الحلف . وأظنكم في قرارة أنفسكم إن لم يكن غصباً عنكم ، تعترفون بهذا الحلف ، وإن كنتم تتجاهلونه .
.والإعتراف المطلوب ، أيضاً سيأتي من هذا الحلف ، وسوف يكون أريحياً أكثر منكم ، ويعترف لكم بأن توجهه سيكون نحو بناء دولة العدالة الإجتماعية المنقذة لحياة الشعب الذي ذاق آلاف الأمرات وليس الأمرين فقط ، منذ أن نال السودان إستقلاله ، ووقف على قدميه ولكنه لم يتمكن بفعل الفاعلين أن يمشى بها ، إلى الأمام ، حتى يوم الناس هذا.
ولمزيد من محاولات الرشد والعقلانية المرغوب دفعها للأمام . وبعد الإعتراف المتبادل بين الحلفين أو الكتلتين التي فرضهما الواقع السياسي اليوم ، وخلق هذه الازمة المستفحلة . نقترح على صاحب المبادرة المنقوصة د/حمدوك الآتي.

1- أن يعاد تشكيل آلية المبادرة بحيث يتم تشكيلها من هذين الحلفين المتناقضين المتصارعين بالتساوي بينهم ، ومن قبل ذلك تقليص عددها لأدنى حد ممكن ، مع ضرورة أن يختار كل حلف أو كل تكتل من يمثلونه داخل أروقة المبادرة بالتراضي.
2 - على الحلفين أو التكتلين الإتفاق ان السودان بلد يعيش شعبه على حافة جغرافية بلده ، ولا وجود له فيها كبشر ، وليس منتمياً لها كأنسان ، له فيها حق الحياة الكريمة ، ولكي ننهي معضلة هذا العدم . علينا أن نتوافق اليوم وقبل الغد في حدود هذه المبادرة ، المؤمل فيها مخرجاً ومتنفساً سلمياً إذا استقام إعوجاج عودها.
3-على الحلفين أو التكتلين ألإتفاق أن السودان بلد الثروات ، نادرة القيمة ، نادرة الحدوث ، نادرة التواجد في مساحة بحجم أرض السودان ، وأنه لقادر على جذب إستثمارات العالم ، الذي يسيل لعابه لهذه الثروات الضخمة ، لأنه يعلم مكامنها وفرصها . لنتفق جميعاً ونجيب على طرحك ، أن (يكون السودان أو لايكون) وأعتقد أن الطرفين يتفقان على ضرورة وجود هذه الكينونة ، وإلا سيتصارعان على غير الموجود ، وعلى غير ما في اليد ،
ولتتفق الأطراف جميعها على هذا اللعاب المسال لثرواتنا عالمياً ، واقليمياُ ، والقبول بل الترحيب بكل استثمارات العالم من جميع بلدانه ومن جميع وحداته الدولية المتحالفة ، ومن جميع منظماته ، ومظانه الشرعية . فقط بشرط وحيد ، وطني وصارم التنفيذ ، أن يتم كل ذلك بشروط السودان ، أكرر بشروط السودان . وليس بشروط أحد ، أو تحت ضغط أياً كان ، ويتم كل ذلك بكل شفافية ودراسات علمية ، وبخبرات عالية المعارف ، والوطنية ، دون غطغطة أو دسديس.
4- ولإنفاذ هذه الاتفاقات تلزمنا بعض الشروط التي لا غنى عنها لإنزالها أرض الواقع .
أولها: توحيد هذه الجيوش المتخندقة داخل فضاءآت السودان الواسعة ، المتسعة ، الخلوية منها والمدينية والصحراوية وحتى السافنية ، والتي فاقت قطع أسلحتها ، عدد سكان السودان ، وبالمضاعف المتعدد .
ثانيها: قضية السلام والتي تمت كلفتت خياطتها ، دون تطريز ، في إجتماعات جوبا وأن يعاد النظر فيها من جدبد وفتح ملفاتها مجدداً وجمع كافةحملة السلاح الذين هم خارجها ، والذين لم يوقعوا عليها ، بشرط أن لا تتغول بنودها ، في اي لحظة من اللحظات علي بنود الوثيقة الدستورية.
ثالثها: أن تدان فكرة المصالحة بين النظام البائد والثورة ، ومن له رغبة في المصالحة وموجوداً في القاعة الأنيقة . فليقرأ المرسوم الرئاسي ، الذي صدر في اليوم وفي الساعة الأولى لعزف الموسيقى العسكرية ، الذي مسح والغى، بأعجل ماتيسر ، كل ماعلى سطح الحياة السياسية والثقافية
والإجتماعة والإنسانية في أرض السودان . وطبق بنود مرسومه بحذافيرها بأسرع ما تيسر من وقت التمام والتنفيذ ، وكان وقتهم المتمهل ، ثلاثون عأماً حسوما ، عودوا للمرسوم الأول الصادر في صبيحة جمعة الثلاثين من يونيو عام 1989 م يا دعاة المصالحة، دعاة الهزيمة.
رابعها: ولتقل المبادرة بكتلتيها المجتمعتين في إطار حل الأزمة السودانية - لا وألف لا . قطعية ونهائية للإنقلابات العسكرية.
5- أتمنى وأتمنى وأتمنى أن تتحول هاتين الكتلتين الى تحالف إنتخابي في نهاية الفترة الإنتقالية ، وأن تكون المنافسة بين هاتين الكتلتين كل بقائمة موحدة ضد الآخر ، والحشاش يملأ شبكته.
وسأظل أتمنى ، أن يخرجنا تكوين هاتين الكتلتين من كل أمراض التشرذم والتعصب والقبلية والعنصرية والطائفية والحزبية غير المرشدة ، التي كانت تنقلنا إلي الدائرة الشريرة والجهنمية، والتفتيتية ، إذا ما اندلعت شرارتها الرابعة. كما سوف يكون هذا التطبيق الإنتخابي ، بديلاً مهولاً ، نافعاً وحاسماً ، يؤدي بنا الى التبادل السلمي للسلطة ، إلي ما لا نهاية .
لا أدعي أن هذا هو القول الفصل والأخير ، لكني أعود وأقول .. هذا أو الطوفان.