أبقوا عشره ..! بقلم:هيثم الفضل

أبقوا عشره ..! بقلم:هيثم الفضل


09-07-2021, 04:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1630984836&rn=1


Post: #1
Title: أبقوا عشره ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-07-2021, 04:20 AM
Parent: #0

03:20 AM September, 07 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



أن تدفع الصعوبات الحياتية اليومية بعد البُسطاء من عامة الناس إلى تمَّني عودة عهد الظلام الإنقاذي ، فذاك أمر طبيعي أو على الأقل مقبول ، خصوصاً إذا إعتمدنا في هذا القبول على (قياسات) الوعي والمعرفة والقُدرة على إستيعاب الماضي والحاضر وما يُتوقَّع في المستقبل ، أما أن يدعو بعض الذين لا يمكن أن تنتفي عنهم صفة (الإستنارة) والوعي بتفاصيل (كل) ماحدث و(بعضاً) من ما يحدث وما سيحدث ، وفي مقدمتهم الصحفيين وكتاب الأعمدة إلى ذات ما يدعو إليه البُسطاء وغير المُدركين ، ففي ذلك مصدرٌ لخطرٍ جسيم ، محوَّرهُ الدعوة إلى إسقاط الحكومة الإنتقالية ومحاولات دفع الشارع العام لمُعاداة برامجها ومُخطَّطاتها ومؤسساتها الفاعلة ، عبر مُقارنة الماضي البغيض بما يحدث الآن من مشكلات (حتمية) لا بد أن تواجهها وتمُر بها أي حركة تغيير وتجديد وبناء إستراتيجي لدولة بحجم السودان جغرافياً ، وبتعقيداته الماثلة ديموغرافياُ ، وتاريخهُ السياسي المتوغِّل في مشكلات مبدئية كان لها أثرها السلبي البالغ على حركة التنمية والإستقرار المجتمعي ، لذا لا يمكن وصف نشاطاتهم المُعادية هذه بغير كونها مُجرَّد محاولات يائسة (لتحصيل أو حماية) منافع شخصية تخُص هولاء المُستنيرين الذين لا يُمكن الشك أبداً في علمهم بأن هذه المسيرة الديموقراطية المُباركة بنجاحاتها وإخفاقاتها ستؤدي طال الزمان أم قصر إلى مثول دولة المؤسسات والعدالة والتنمية عبر تكافؤ الفُرص وإعمال مبدأ التكليف بالكفاءة والتأهيل والنزاهة.

وللحقيقية فإن إنتشار وتربُّع مبدأ (النزاهة) و(الإستقامة) في أركان مؤسسات الدولة السودانية ، عبر فرضها جبراً بالشفافية وحرية التعبير عن الرأي وكشف المستور والمسكوت عنه من تجاوزات وإتاحة الإطلاع عليه للجميع ، يُعتبر (بُعبعاً) و(مُهدِّدا) إستراتيجياً لمصالح الكثيرين من الذين لم يعتادوا أن يحصلوا على منافعهم ونجاحاتهم في أجواء النزاهة النقية التي لا تمسها شوائب الفساد المُتمثِّلة في المحسوبية وتجاوز القانون والإعتماد في تحصيل بهارج الحياة وزُخرفها على دعم أصحاب الجاه والنفوذ نظير التطبيل خلفهم في الحق والباطل ، والتوغُّل بلا ضمير في إهدار حقوق البلاد والعباد ، فقط من أجل (مصلحة شخصية) تتجاوز تداعيات تحصيلها مُجرَّد وصفها بـ (الأنانية المُفرطة) ، إذ أن أبسط تداعياتها التي لا يلتفت إليها الغافلون ليست أقل من هدم أوطان وإهدار أرواح وضياع مستقبل لأجيال لم ترى في هذا الوطن حتى الآن سوى المواجع والأحزان وإغتيال الآمال.

لا تسمحوا لهؤلاء الذين يدَّعون الشفقة على الوطن والمواطن من إستتباب قداسة العدالة والمساوة وتطبيق القانون في المتعَّدين على حقوق الوطن والشعب ومُطاردتهم بإسم الثورة ، أن يشحذوا رماح الصعوبات الحياتية المؤقتة التي تفرضها السياسات التصحيحية لمسارات الإقتصاد السوداني لأجل الطعن في قلب ثورة ديسمبر المجيدة ، تشكيكاً في مبادئها وشعاراتها ومطالبها العادلة ، لمُجرَّد أن يحصلوا بأنانية على مصالحهم الشخصية المُتمثِّلة في (التغذي) الطُفيلي من بؤر الفساد والظلم والإستبداد ، والتي لا تنمو ولا تنشط إلا في أحضان الأنظمة الشمولية التي يتفانون و(يُبدعون) في حمايتها ودعهما عبر طمس الحقائق والتطبيل لأباطرتها وسادتها المفسدون ، نعم إنهم يتمنَّون ويحلمون بعودة الإنقاذ البائدة أو أيي شمولية بغيضةٍ أخرى فهم مثل الفئران لا يستطيون العيش إلا في ظلام الحُفر وعفن البرك الآسنة .. (أبقوا عَشره).