الأمن: آخر خط دفاع بقلم:محمد المبروك

الأمن: آخر خط دفاع بقلم:محمد المبروك


09-04-2021, 06:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1630778030&rn=0


Post: #1
Title: الأمن: آخر خط دفاع بقلم:محمد المبروك
Author: محمد الامين على المبروك
Date: 09-04-2021, 06:53 PM

05:53 PM September, 04 2021

سودانيز اون لاين
محمد الامين على المبروك-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




نداء النجوم


* حالة من عدم اليقين يشعر بها المواطن السوداني في كل ربوع البلاد؛ مع تواتر الأخبار عن حالات التفلت الأمني في الولايات وفي العاصمة الخرطوم. المواطن الذي قَنِعَ من إصلاح الوضع الاقتصادي المتردي ولم يعد لديه سوى أن يكون آمناً لا يخشى الموت في أي لحظة تحت سنابك المليشيات أو 9 طويلة أو الاقتتال القبلي وغيرها من مظاهر الانفلات الأمني التي تشهد عليها وسائل الإعلام وتنقلها يومياً لتزيد من عدم الشعور بالأمان حتى داخل البيوت.
* ما يجبر الناس على الصبر على الوضع القاتم اليوم، هو حرصهم على الأمن، خوفهم أن تنفلت وتخرج الأمور عن السيطرة وإلا لخرجوا للشوارع شاهرين هتافهم مثلما فعلوا مع نظام الإنقاذ البائد.
* كان الاتفاق المعلن بين المفاوضين على ورثة البشير ، بعد ١١ أبريل ٢٠١٩م، هو القبول بالمنظومة الأمنية (الجيش، المخابرات، الدعم السريع) لتكون الضلع الثاني من السلطة الانتقالية والمبرر الأساسي كان مساهمة المنظومة الأمنية في حفظ أمن البلاد ومنعها من الانزلاق نحو الفوضى، وهكذا قبلت قوى الثورة، قوى الحرية والتغيير والثوار، بهذه الصفقة: السلطة مقابل الأمن.
* مرّ عامان وتعددت أشكال الانفلات الأمني في العاصمة الخرطوم وفي الولايات، حتى لم يعد في جسد الوطن جزء لم يدميه الرصاص، واتضح، اليوم، أن الصفقة خاسرة إذ لم تحصل قوى الثورة على الأمن وفقدت السلطة الحقيقية.
* الآن، حصلنا على معادلة جديدة غاية في الخطورة وستقودنا إلى منحدر مخيف. المكون المدني يٌحَمِل المنظومة الأمنية مسؤولية الفشل الأمني الذي يخيم على البلاد، و المنظومة الأمنية تبدو وكأنها توظف الانفلات الأمني في إطار مخطط استراتيجي يمهد الطريق لسيطرة كاملة على السلطة في ما يعرف بالنموذج المصري – انقلاب السيسي على حكومة مرسي – وهو سيناريو يطل كل مرة – كاللعنة – على المسرح السياسي السوداني ثم يختفي فترة ويعود مرة أخرى.
* هذه المعادلة – توظيف الانفلات الأمني لإظهار المكون المدني في السلطة الانتقالية فاشلا – معادلة خطيرة جداً وغير مأمونة العواقب لكل الأطراف، لأن السودان ليس مصر. السودان بلد هش تتنازعه الجهوية والقبلية والعنصرية والفقر و المليشيات. وليس مستبعداً أن تفلت الخيوط من صاحب هذه اللعبة الخطرة وتتدحرج البلاد كلها فيما يشبه الحرب الأهلية الدامية.
* الأمن آخر خط دفاع تبقى، وعلى المنظومة الأمنية أن تكف عن اللعب بالنار.

اليوم التالي