شبابيك عشوائية .. وشتلة المانجو بقلم:عواطف عبداللطيف

شبابيك عشوائية .. وشتلة المانجو بقلم:عواطف عبداللطيف


09-01-2021, 07:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1630521561&rn=0


Post: #1
Title: شبابيك عشوائية .. وشتلة المانجو بقلم:عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 09-01-2021, 07:39 PM

06:39 PM September, 01 2021

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر





أحد الصباحات زرنا المهندس بخاري مدير عام الشركة العربية للزيوت النباتية احدي مؤسسات الهيئة العربية للأستثمار والأنماء الزراعي التي قامت برأس مال وتعاون عربي لحوالي واحد وعشرون دولة عربية ذهبنا لشراء " براميل " فارغة لعملها شبابيك لغرفة سكنا بقطعة ارض لاسرتنا بالحاج يوسف لنكون بقربهم وطفلي ما زال يحبو .. اندهش المهندس بخاري ان يكون صحفي يغطي أخبار رئيس الجمهورية والقصر يسعى لسكن عشوائي فأخرج ملف سجل الوظائف بشركته وذكر ان الوظيفة الخالية رغم ان راتبها مغري لكن مهامها أقل من قدراته فعلقت أنه رفض التقدم لوظيفة مدير للعلاقات العامة والاعلام بالهئية العربية للانماء والاستثمار الزراعي المنشور اعلانها بالصحف المحلية بحجة ان مهامها ربما تنحصر في تخليص المعاملات والجوازات وتحسين صورة المؤسسة الخ فنزع د بخاري ورقه من مكتبه كتب بها حسن سيرته وطلبا للوظيفة وذهبنا مباشرة لمقر الهيئة بنمرة ٢ قبل ان تنتقل لاعلي برج بالخرطوم بجوار وكالة الانباء سونا وكان باب التقديم للوظيفة ما زال ساريا .. لم يمر اسبوع إلا وبدات جولة المعاينات لترسى المنافسة في شخصه وأخر يعمل بمشروع الرهد الزراعي فترجحت كفته باعتباره صحفي اقتصادي وقبلها رشح لجائزة عالمية من منظمة الفاو الزراعية ووووو فتسلم وظيفة براتب مغري جدا أتاح لنا شراء شبابيك وعمل صبغ وبلاط لغرفتنا التي كان مخططا لها عشوائيا لانه من فصيلة الصحفيين اللذين امتهنوا المهنة عشقا وتجردا وحفروا لأنفسهم أسماء لامعة بجهدهم وعرقهم أين هم من بعض صحفيي الانقاذ راكبي الفارهات مالكي الشركات العابرة للقارات .. بل أين يا ترى الهيئة العربية للاستثمار والأنماء الزرعي والتي انطلقت وكادت ان تحقق علي أرض الواقع مقولة السودان سلة غذاء العالم … يوم الخميس من كل اسبوع كانت تسير عربات لمقر الهئية محملة بالمنتجات والتي ربما لم يعرفها السودان قبلا فراولة وشمام وخيار وذرة شامية وزيوت وبيض ودجاج وعباد الشمس تتيح للموظفين والعمال شراء احتياجاتهم الاسبوعية .. يا ترى لماذا تحول السودان من سلة للغذاء لسلة " للغازورات " وجففت او اغتيلت الموسسات التي كانت أنموذجا للتعاون والتلاحم بين دولنا العربية واثبتت نجاحها .. نعم انه " الفساد " والذي ارتفع سهمه وفشلت كل لجان محاربته اغتياله وها هي لجنة محاربة الفساد والتفكيك تحفر حفرا وتطحن ويصرخون ولكن دون طحين يملأ بطون الجياع المتزايدة اعدادهم .. ذلك البيت الذي ذهبنا لشراء براميل فارغة لشبابيك غرفته اشترينا بذور وغرسناها بالحوش فكاد يتحول لغابة بقناديل الذرة الشامي " عيش الريف " دون ان نستجلب تربة محسنة ولا خبير زراعي وغيره … بدايات انتقالنا للدوحة التقيت بطبيبة مصرية تعمل بمستشفي حمد أبدا رغبتها لزيارتي لاستعادة ذكريات طفولتها …حكت لي ان والدها نقل للري المصري بالخرطوم وحينما سكنوا بدارهم الواسعة كان الخفير قد نقل لمكان أخر … ارسل والدها في طلبه مرارا .. جاءاه يوم اجازته خير يا باشا …ابدا لتاخذ شتلة المانجو تبعك .. فضحك الخفير … يا باشا انا فقط كان " عنقريبي " بالحديقة و بعد العشاء أكل المانجو وأرمي " اللب " فنبتت شجرة المانجو هذه فهي لكم وليس ملكي ..
نعم فكل اراضي السودان حتى السكنية هي زراعية بامتياز …ولكن من يرمي في باطنها البذور الصالحة ليشبع الزولات وجيرانهم بافريقيا وعربيا وعالميا … لذلك يبقي للحديث بقية .
عواطف عبداللطيف
[email protected]