هل لايزال امل فى استرداد الثورة ؟ بقلم:عبدالمنعم عثمان

هل لايزال امل فى استرداد الثورة ؟ بقلم:عبدالمنعم عثمان


09-01-2021, 00:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1630452005&rn=0


Post: #1
Title: هل لايزال امل فى استرداد الثورة ؟ بقلم:عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 09-01-2021, 00:20 AM

11:20 PM September, 01 2021

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




مقدمة :
لم تعد احوال السودان ، برغم التناقضات والتقاطعات الواضحة فى تصريحات وانشطة الماسكين بزمام السلطة ، تحتاج الى محلل يعرف مخابئ المعلومات بالاضافة الى معرفته "الاسترتتيجية " بأمور التحليل . فقد أصبح يكفى الاطلاع على أخبار صحف اليوم ، اى يوم، للوصول الى محطة ثابتة ، وهى ان الامور قد وصلت حدا يجعل التغيير واجبا ولابد منه . وللتمثيل لهذا الفرض الذى قد يبدو مبالغا فيه ، نأخذ اخبار صحف اليوم الثلاثاء بتاريخ الحادى والثلاثين من اغسطس الحالى :
من الانتباهة : ياسر العطا يقول : جهات تريد شرا بلجنة التفكيك .
فى هذا الخبر عدة اشياء تلفت النظر : فأول ماخطر ببالى عند قراءته السؤال : هل لايزال المتحدث رئيسا لتلك اللجنة ؟! والثانى : هل التصريح لفت نظر لنا نحن الذين لايملكون سلطة ولا معلومات ولا عضوية فى المجلس المشترك ولاغير المشترك ؟! ومع ذلك الايعلم كل الناس ان الجهات التى تريد شرا باللجنة معروفة للكل ولاتزال تتمتع بكل الوجود فى اجهزة الدولة ، بمافيها لجنة التفكيك ، وقد بح صوت الثورة فى الاشارة الى هذه الحقيقة ، التى يبدو ان الجهة الوحيدة التى لاتعلمها هى السلطة الانتقالية باجنحتها الثلاثة او الاربعة او الخمسة ، بان مايؤخر ويدمر اعمال الثورة هو وجود ممثلى النظام القديم فى كل ماله علاقة بالسلطة ، بدء بالاعالى ومرورا بالاقتصاد من بنوك ووزارات وانتهاء بالولايات وتوابعها . هذه الجهات المعروفة مؤكدا للسيد رئيس لجنة التفكيك " سابق اوحاليا " ، اصبحت تسرح وتمرح لدرجة المطالبة ليس فقط بتفكيك لجنة التفكيك ، وانما بمحاكمة القائمين على امرها ، التى اذا حدثت فستكون محاكمة ناجزة ! والا فسيصرخ صحفيو الانقاذيين : اين العدالة ؟!
من الانتباهة ايضا : قرارات جديدة لحمدوك حول ازمة الكهرباء . ثم من السودانى : حمدوك ، معالجة ازمة الكهرباء تحتاج لنقاش واضح وشفاف . ثم من التيار : مشكلة الكهرباء ستنتهى العام القادم .
من الواضح ان هذه التصريحات ، ان صح انها للسيد رئيس الوزراء ، فهى تدل على انه صرح بها لمعالجة مواقف اوتساؤلات معينة ، والا ، اذا كانت المسالة تحتاج الى نقاش واضح وشفاف للاتفاق على اسباب المشكلة طبعا مع المسئولين ومع اصحاب الوجعة ، ان وضعوا فى الاعتبار ، وهو ما لم يحدث بعد ، فكيف استطاع الرئيس اصدار قرارات جديدة بشانها وتوصل الى ان المشكلة ستنتهى فى العام القادم . ويبدو ان هذا الاسلوب ليس جديدا فقد حدث عشرات المرات ، نذكر منها الاتفاق الذى تم ويتم مع لجنة قحت الاقتصادية ومع بعض الجهات السياسية والمدنية الاخرى ، ثم يتخذ الرئيس مايراه مناسبا من غير اعتبار لتلك الاتفاقات . ولعل تصريح الرئيس بان المجلس التشريعى سينشا بعد شهر ، ثم التصريح بعد شهرين او اكثر : بأن عدم الارادة السياسية من جانب احزاب قحت هى التى تؤخر انشاء المجلس ، دليل واضح على زعمنا . والغريب فى امر السلطة الانتقالية انه حتى التصريحات الايجابية لاتصدر عنها فى الوقت المناسب وبشكل متناسق بين مختلف مسئوليها . الامثلة الوضح فى هذا المجال هومالايزال يتبادل من تصريحات متناقضة ومحيرة بين وزير المالية ومسئولى لجنة التفكيك دون التدخل من المسئول عنهما لايضاح الحقيقة فكيف لنا ان نتوقع نقاشا شفافا وواضحا فى امر الكهربا ، وهو ما لم يحدث فى الامور الكبرى من مثل ما يحدث فى امر السلام والاقتصاد والامن؟!
الحالة الاقتصادية :
الصيحة : شركة السكر : ارتفاع الاسعار سببه مضاربات التجار . ثم فى الحراك السياسى : "الصناعة " تحمل "التجارة" مسؤولية غلاء السكر .
الوطن : الجمارك تسلم المالية اكثر من اثنين ترليون عائدات الذهب المصادر
السودانى : حماية المستهلك تكشف عن تجاوزات فى قائمة استيراد الدواء بمزاد بنك السودان وتطالب بالتحقيق .
السودانى : محافظ مشروع الجزيرة : وفرنا السماد من السوق . وهناك فى مكان آخر قصة السماد الذى اتفق عليه مع شركة سعودية دون عطاء ولاتحديد لاساسيات بماجعل الموضوع لايحدث كما يجب . وطبعا السماد من السوق سيكون باضعاف السعر الذى كان موضع الاتفاق المشار اليه . وهذا يذكرنى قصة اخرى ذكرها مسئول سلعتى فى احد البرامج التلفزيونية . حيث حكي انهم خططوا لشراء السلع الاساسية عند انتاجها مثل العدس الذى كان من الممكن شراؤه بواقع 500$ للطن ولكن لأنهم لم يحصلوا على المخصصات الموضوعة بالفعل فى الميزانية الجديدة لأنها لم تجز بعد ، فسيشترون بأكثر من ثلاثة اضعاف هذا السعر ، فتصور !
وفي نفس موضوع السماد ، يقول اتحاد المزارعين ان الموسم فاشل ، وربما يكون هذا القول قد جاء قبل توفير السماد من السوق الذى جعل رئيس مجلس الادارة يقول ان كلام الاتحاد " كلام فارغ " !
السودانى : وصول 14 تناكر وقود وعدد من سفن الحاويات والبضائع العامة . هذا خبر جيد بالتاكيد ويدل على عمل ايجابى ولكنه وغيره من اخبار عن توفر اساسيات فى الحياة كانت متوفرة حتى على اواخر العهد الانقاذي هو شئ لايشبه الثورة بعد اكثر من سنتين ويدل على عقم تفكير السلطة . فقد قلت من قبل واكرر ان بيد السودان مايجعله مايملى ارادته ولايملى عليه بالدرجة التى تجعله يجاهد فى سبيل الحصول على حقوق عيشه اليومى .
والاهم من كل ذلك ماهو فخر الحكومة التى تطالعنا به كل يوم ، حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ومانتج عنه من اعفاءات لديون السودان لاتزال المغالطة حول كميتها وشروطها جارية وسط السلطة وبينها والمعارضون ، وكذلك مايسمى باستقرار سعر الصرف المرن وهو فى الحقيقة لم يستقر ولكنه يتذبذب وهذه هى المشكلة لأنه لكى تاتينا استثمارات حقيقية وفى المجالات المطلوبة فلابد من استقرار لفترة زمنية تؤكد ذلك الاستقرار. وقد تلاحظون ان الاستثمارات التى جاءت بالفعل قد اتجهت للمجالات التى لاتتأثر بسعر العملة ، مثل التنقيب عن الذهب والبترول ! وهناك الكثير مما تعلمون والذى يمكن ان يقال فى هذا المجال .
وايضا من ضمن ماتفاخر به السلطة الانتقالية موضوع ثمرات . وقد أوضحت رايا اقتصاديا فى الموضوع على انه أحد اساليب الصندوق ومؤسسات التمويل الدولية لصرف الدول وشعوبها عن الانتاج بتوفير بعض امكانات الاستهلاك، ومع ذلك فهى لاتنجح فى ذلك لسببين : اولهما ان مايمنح لهذا الغرض لايفى باحتياجات المستهلكين ومن الممكن ان يتوقف فى اى لحظة لأنه عبارة عن منح غير مستمرة ويعتمد، مثله مثل عطايا المؤسسات الدولية على تنفيذ شروط ! أما السبب الاهم هو ماصرح به بعض الذين سجلوا وبداوا فى استلام المنح المحددة بمبلغ 5$ للفرد ، وهى عبارة عن صرخات من انهم تلقوا اقل ممايجب بكثير اوقليل او من البعض شكاوى من انهم سجلوا ولم يتلقوا استجابة بعد مد اسبوعين مثلا ..وهكذا !
الاخبار السياسية العامة :وهذا هو المجال الذى يدفع الى الجنون دفعا .ذلك لأنك لاتفهم من الاطلاع على الاخبار السياسية المتداولة ماذا يحدث بالفعل فى كل جبهة وذلك لأن مبدا الشفافية الذى علا مع الثورة ثم هبط بعدها الى اسفل سافلين اللهم الا فى التصريحات والشعارات السلطوية . لذا ساورد بعض الاخبار السياسية دون تعليق الاماتحتاجه للضرورة :
امريكا بعد حصولها على ملفات جهاز الامن والمخابرات ترفع السرية عن كل الملفات التى اكملت ثلاثين عاما . تثور هنا عدة اسئلة : لماذا وكيف ومن الجهة التى مكنتها من ذلك ؟ والثانى :هل كانت تحتاج الى هذه المنحة وقد اخذت من قوش وجماعته كل ماتريد من قبل ؟ والثالث هل كانت بروح المعاملة بالمثل التى تعطى دولة السودان الحق فى الحصول على ملفات المخابرات الامريكية . وهناك الانذار الذى طرحه صاحب الدبابيس للذين فى رؤوسهم" قنابير" ليتحسسوها اذ انه سيكون من حق الامريكان الكشف عن كل سر زاد زمانه عن الثلاثين سنة !
والى شمال كردفان يتوسط لاطلاق سراح معتقلين على ذمة صراع قبلى . هذا من نتائج السلام . وهناك من مصائب السلام ماهو معروف من وجود الجيوش بالعاصمة ومابدا من بعضها من تدخلات فى شئون الشرطة لاطلاق سراح بعض الموقوفين لاسباب قانونية . واكثر من هذا الوضع فى السودان الذى اصبح يشبه ببرميل البارود القابل للتفجير بطلقة واحدة من جهة ما .
وبمناسبة الشرطة ومايحدث لها من قبل آخرين فهناك مايحدث من بعض قياداتها لها، وآخرها قصة العميد المستقيل بسبب منعه من اداء واجبه باعتقال لواء سابق فى أمر قانونى وبطلب من رئيسه المباشر . لكن سيادة اللواء استنجد بزملائه فى الخدمة فى الجيش فاخذوه ومعتقليه لديهم وبدات الاتصالات بلواءات وفرقاء لفك اعتقال الصديق بما فى ذلك الرؤساء المباشرين للعميد . العميد يؤكد وجود اسماء من اعتقلوه والكبار الذين تدخلوا لأخلاءسبيل اللواء المتهم وانه سيسعى لحقه ، الذى هو فى الحقيقة حق الدولة التى قامت على شعارات ديسمبر العظيمة .. حرية .. سلام ..وعدالة .
وايضا قصة مدير الاستثمار بجهاز الاستخبارات الذى يقوم بتحويل الآف الدولارات لفلول الانقاذ ، الى آخر القصة التى حكاها الاستاذ مرتضى الغالى فى مقاله بعنوان "واقعة خطيرة وعنوان مريب " والذى اثار كثير من الاسئلة حول الموضوع ، ولكن يبقي السؤال الاساس : ماعلاقة جهاز الاستخبارات بالاستثمار المباشر ليكون له مدير ؟!
وهناك الكثير من الاخبار العجيبة والمريبة من زيارات امنية اسرائلية وعربية دون سبب ظاهر للسودان ومقابلتهم تنفيذيين وغير تنفيذيين . وحديث ونقيضه عن سد النهضة والعلاقات مع الجارة اثيوبيا عن اتفاقيات الامداد بالكهرباء وفوائد السد ومضاره التى قد تصل حد الانهيارورفض ثم قبول ابى أحمد مبادرة حمدوك لحل قضية الحرب .
واخيرا، وبالرغم من تعدد المصائب التى تشيب لهولها الولدان ، فان السبب الرئيس فى ظنى يبقى واحد تتفرع منه جميع المصائب الاخرى ، الا وهو وجود اخوان الشيطان فى كل مرافق الدولة بقضهم وقضيضهم والتردد العجيب لحكومة مابعد الثورة فى نزعهم نزعا من مواقع القرار الاقتصادى والامنى والسياسي بما جعلهم لايحلمون فقط وانما يعملون بكل" قوة عين" لأرجاع عقارب الساعة الى ماقبل انتصار الثورة العظيمة . وبدلا من مقابلة هذه الاحلام والاعمال بماتستحقه من قوة ثورية ، نجد ان بعض القادة الانتقاليين يدعون الى مايسمونه وحدة السودانيين ،بل وذهب الحد الى الدعوة لمصالحة بعض الاسلامويين . وكانت النتيجة المتوقعة هى ظهور بعض القوي السياسية التى تعاونت مع نظام الانقاذ حتى لحظات وجوده على فراش الموت وبدا نشاطها السياسى بالدعوة للانتخابات المبكرة بل وزيارة بعض الاقاليم استعدادا لها ! فهل تبقي امل بغير عودة الثورة الى الشارع لتتصرف كثورة حقيقية ؟!