إلى المدافعين عن لجنة التفكيك..هاؤم اقرأوا كتابيه بقلم:د.أمل الكردفاني

04:27 PM August, 31 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

ما ساء قوم إلا ما أسرهمُ
في البدء مشهده بلا تمحيصِ
وهكذا سُرَّ الشعب بتجمع الوهميين، وقحط وحمدوك (وحينما كنا ننبه الشعب لهذا التضليل من أجل سرقة الثورة) اخذوا يتناهقون نهيق الحمير، فلما تكشفت السوءة عن أصنامهم ظلوا سامدين، وكأنما على رؤوسهم الطير. ذلك بأن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى~ أبصارهم غشاوة، فهم لا يفقهون.
قال شكسبير قبل أربعمائة عام في مسرحية كما تود، إن العالم مسرح كبير، وأن الرجال والنساء فيه مجرد ممثلين. وما حدث بعد الثورة ليس أكثر من تطبيق عملي لمقولة شكسبير. لقد تم وضع الممثلين على المسرح، ولكنهم ممثلون جادون كل الجدية، قلة منهم يعرفون أدوارهم كل المعرفة ويعرفون خلفية كل ما يحدث وأغلبية تمثل ما كتب لها دون سؤال ما دامت تأكل بأكمامها قبل فمها.
نحن لدينا كل الخلفية عما يحدث داخل لجنة التفكيك، وهذا ليس بسر خطير، ولا بغائب حتى عن من يدافعون عن اللجنة. غير أنني أقول لهؤلاء الذين إما هم بسطاء القدرات التحليلية، أو أصحاب منفعة ما، اقول لهم: (قولوا ما شئتم).. فليس من مفر من حدوث الحوادث التي تكرهها انفسكم رغم إدمانكم الخيبات من أؤلئك الممثلين الهزليين على مسرح حكومة ما بعد الثورة. فالواقعة حتماً واقعة ليس لوقعتها كاذبة ولا ندري إن كانت خافضة رافعة أم لا. وكما تنبأنا بنهاية كل الاجسام الوهمية في السابق، فتساقطت ثمارها المتعفنة واحدة بعد أخرى، فستسقط لجنة التفكيك ولكن...
ولكن بعد أن تؤدي غرضها الأساسي، الذي رسم مساره لتحج إليه حجة الوداع الأخير؛ كسالفاتها من لجان وتجمعات وأجسام، وكل شيء فان إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
لذلك أنتم مخدوعون، وتنساقون وانتم تضحكون، ولا تبكون. ولو علمتهم ما نعلمه أو استبصرتم مفقحين لضاقت عليكم الأرض بما رحبت وما كنتم مصأصين.
وإن كبر عليكم الحق.. فانظروا إلى الشارع، إلى الثوار، إلى المصابين منهم وإلى صور القتلى، ثم اجمعوا المشاهد والصور المتفرقة، ثم اشهدوا لأنفسكم وعلى أنفسكم بالحق إن كنتم للحق متبعين.
لجنة التفكيك ليست سوى مشهد من مشاهد المسرحية الدموية التي يضحك فيها الجوكر وهو يقف على سيارة محطمة ومن حوله جموع من الفوضويين تهتف باسمه. شاهدوا الفيلم وتأملوه فهو أقرب إلى حقيقة ما يحدث هنا من حبل الوريد، ولكنكم قوم لا تعقلون.