اللص الظريف الذي يشتكي من تردي المهنة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

اللص الظريف الذي يشتكي من تردي المهنة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


08-31-2021, 08:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1630396722&rn=0


Post: #1
Title: اللص الظريف الذي يشتكي من تردي المهنة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-31-2021, 08:58 AM

07:58 AM August, 31 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

اللص الظريف الذي يشتكي من تردي المهنة !!

عند منتصف الليل قال هامساَ : أصحا يا أخوي ( الفضل ) الحرامي يتواجد معنا داخل البيت !! ,, فرد عليه ( الفضل ) متكاسلاَ ومغمضاَ للعينين : ( يا أخوي نم ولا تزعجنا ،، مافيش أي حرامي يتواجد داخل البيت في هذه الساعات !! ) ،، وبعد دقائق قليلة أعاد الرجل هامساَ نفس الكلمات وقال : ( أصحا يا أخوي الفضل الحرامي يتواجد معنا داخل البيت !! ),, فزجره ( الفضل ) مرة أخرى قائلاَ : ( بالله عليك يا أخونا أتركنا من تلك الخزعبلات الفارغة فأنا أريد أن أنام !! ) ،، ولكن لم يستسلم ذلك الرجل فأعاد نفس التحذيرات مؤكداَ بأن اللص يتواجد داخل البيت ،، وبنفس القدر فإن أخونا ( الفضل ) أزداد غضباَ وسخطاَ من تلك التحذيرات المتكررة ،، وأصر بأنه لا يوجد لص داخل البيت رغم أنه لم يفتح عينيه لحظة واحدة للتأكد من حقيقة الأمر ! ،، وكان اللص الظريف يراقب ذلك الحوار العجيب ويستمع في ذهول وتعجب ،، ثم استمر ذلك الجدال العقيم مرة أخرى لدقائق طويلة مما أغضب ذلك اللص الظريف كثيراَ ،، لقد كل ومل اللص من ذلك السجال الطويل الذي يدور بين الرجلين !!، فأراد أن ينهي تلك المسرحية الهزلية التي لا تقدم ولا تؤخر في المآل ،، فرفع صوته عالياَ ثم خاطب الرجلين قائلاَ : ( بالله عليكم يا هؤلاء أتركونا من ذلك الجدال العقيم الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر في المجريات والمآل !! ،، وعليكم أن تتبعوا نفس تلك الأساليب القديمة المعروفة المعهودة في مثل هذه الحالات ،، حيث إما ذلك التظاهر بالنوم العميق والإدعاء بعدم مشاهدة اللص ! ،، وفي تلك الحالة كالعادة سوف أسرق المقدور المتاح من الأغراض ثم أغادر الدار بسلام ،، وإما إصدار تلك الصرخات الجنونية الداوية المعروفة : ( الحرامي الحرامي ) ،، وفي تلك الحالة سوف أخطف القدر المستطاع المتاح من الأغراض ثم أهرب من الدار وأختفي في الظلام بسرعة البرق ،، وكالعادة سوف يهرول إليكم الجيران ثم تلك الثرثرة الفارغة عن اللص واللصوص وغفلة رجال الأمن في البلاد ! ،، وذلك حتى طلوع الفجر !! ،, تلك هي الطقوس المعهودة والمعروفة في عوالم اللصوصية في الماضي !! ،، ولكن يبدو أن تلك المهنة قد بدأت تفقد الإثارة والتشوق في الآونة الأخيرة !!،، وأنتم يا هؤلاء البلهاء بجدالكم ذلك العقيم الطويل الممل قد أربكتم مهمتي كثيراَ في هذه الليلة ،، وبالصراحة التامة أنا قد بدأت أكره تلك المهنة في الآونة الأخيرة ،، حيث أن الناس في هذه الأيام بدءوا لا يواكبون شروط الملاحقة والمطاردة بحذافيرها ،، بل ذلك التكاسل والخمول الذي قد أصاب الناس في كافة مجالات الحياة !! ،، وبالتالي فإن تلك المهنة قد فقدت مذاقها وحلاوتها بكل القياسات ،، وتلك الظاهرة تعد عيباَ وخللاَ كبيراَ ينال من شرف وكرامة تلك المهنة التاريخية العظيمة ! ،، وفي هذه الأيام يفكر الكثيرون من الزملاء في هجر وترك تلك المهنة لأنها قد أصبحت مهنة غير مثيرة وغير مشوقة !! ،، وعليه فإن معظم اللصوص في هذه الأيام يسألون المولى عز وجل أن يريحهم من تلك المهنة التي قد أصبحت مملة وغير مثيرة !!،، ولا تجلب لهم إلا القليل من الأرباح رغم تلك المخاطر الكبيرة ،، وليس من وراء تلك المهنة إلا النكد وذلك الهروب من أعين السلطات والأمن ،، وبعد ذلك خرج اللص من الدار وهو يسأل الله أن يخلصه من تلك المهنة التي قد أصبحت من مهن الشقاء والبكاء في آخر الأزمان !! ،، خرج من الدار ساخطاَ يضرب الكف بالكف وهؤلاء البلهاء أهل الدار ينظرون إليه في دهشة واستغراب !!!!